الإثنين 2016/12/19

آخر تحديث: 02:52 (بيروت)

الحكومات الأولى في 10 عهود: أحلام لم تتحقق

الإثنين 2016/12/19
الحكومات الأولى في 10 عهود: أحلام لم تتحقق
شكل كرامي الحكومة الأولى في عهد شهاب.. لكنها لم تنطلق (Getty)
increase حجم الخط decrease

تختلف الحكومات المشكلة في بداية كل عهد رئاسي عن الحكومات الأخرى، لما تشكله الولادات الرئاسية من انعكاس على الظروف السياسية والإقتصادية. نستعيد هنا الحكومات الأولى في عهود الرؤساء العشرة للجمهورية، باستثناء الرئيسين بشير الجميل ورينيه معوّض اللذين لم يتسنَّ لهما التقاط صور تذكارية حكومية.


ألف الحكومة الأولى في عهد الرئيس بشارة الخوري الرئيس رياض الصلح، في 25 أيلول 1943. وكانت وفق النائب السابق إدمون رزق "حكومة الميثاق الوطني، الذي قام على مبدأ الشراكة الوطنية والتخلي عن التطلع إلى كيانات أوسع، وبمعنى آخر التخلي عن التشريق والتغريب. فهذه الحكومة هي التي عدلت الدستور ونزعت عنه التبعية للانتداب". ويتوافق مع هذا الكلام الرئيس السابق لحزب الكتائب كريم بقرادوني، الذي يعتبر أن "العنوان الأساسي لهذه الحكومة كان إنهاء الإنتداب وإعلان الإستقلال".

أما في ما يتعلق بالحكومة الأولى في عهد الرئيس كميل شمعون، التي شكلها خالد شهاب في 30 أيلول 1952، فيقول بقرادوني إن دور هذه الحكومة اقتصر على اجراء الانتخابات النيابية، بينما يرى رزق أن هذه الحكومة "جاءت بعد ما عرف بالثورة البيضاء، التي واجهت الولاية الممددة للرئيس بشارة الخوري في العام 1949. فعنوان هذه الحكومة كان بداية عهد جديد بالتركيز على التنمية والنهوض الإقتصاديين".

وبما أن الحكومة الأولى في عهد فؤاد شهاب، التي شكلها رشيد كرامي في 24 أيلول 1958، لم تمثل أمام المجلس النيابي واستقالت في 14 تشرين الأول 1958، يمكن اعتبار الحكومة الثانية في عهد شهاب، التي شكلها كرامي أيضاً في العام نفسه هي حكومة العهد الأولى. ويتفق كل من بقرادوني ورزق على توصيف هذه الحكومة وأهدافها، وهي إنهاء آثار أحداث العام 1958، خصوصاً برفعها شعار لا غالب ولا مغلوب.

أما الحكومة الأولى في عهد الرئيس شارل حلو، التي شكلها حسين العويني في 25 أيلول 1964، فيرى رزق أن "شخصية العويني كانت وسطية ومعروفة بمرونتها وقدرتها على التوفيق بين الأفرقاء، فقبل تكليفه تشكيل الحكومة كان هناك صراع بين الأجهزة الأمنية وإرادة إطلاق الحريات، لذا كان هدف حكومة العويني منع التصادم وحصر مسافة الخلاف إلى أدنى ما يمكن".

ويرى رزق أن الحكومة الأولى في عهد سليمان فرنجية، التي شكلها صائب سلام في 13 تشرين الأول 1970، وعرفت بـ"حكومة الشباب"، جاءت "نتيجة العلاقة المحورية بين فرنجية وسلام، اللذين كانا ينتميان إلى الكتلة الوسطية. وتسمية هذه الحكومة بحكومة الشباب كان يهدف إلى التبشير بعهد جديد قوامه جيل جديد". وفي هذ الإطار، يقول بقرادوني إن "حكومة الشباب اعتبرت حاملة للواء الإصلاح. ومن أطلق عليها هذه التسمية كان الراحل غسان التويني".

الحرب الأهلية
يختلف وضع الحكومات إبان الحرب الأهلية عن المرحلة التي سبقتها. فالحكومة الأولى في عهد الياس سركيس، التي شكلها سليم الحص في 12 أيلول 1976، كان الهدف الأساسي منها، وفق رزق وبقرادوني، محاولة تثبيت الأوضاع الإقتصادية بعيد اندلاع الحرب، وتحديداً تثبيت سعر صرف الليرة، فـ"كانت هذه حكومة تكنوقراطية، وليست سياسية".

أما الحكومة الأولى في عهد أمين الجميل، التي شكلها شفيق الوزان في 7 تشرين الأول 1982، فيرى رزق أنها لم تكن سوى حكومة عهد جديد، بينما يقول بقرادوني إن "هذه الحكومة هدفت إلى التفاوض مع الجانب الإسرائيلي وتنظيم إنسحابه من لبنان برعاية أميركية".

بعد الحرب
بعد نهاية الحرب، شكل الرئيس سليم الحص الحكومة الأولى في عهد الياس الهراوي وكانت تهدف، وفق رزق وبقرادوني، إلى تطبيق اتفاق الطائف ونزع سلاح المليشيات.

أما حكومة الحص الأولى في عهد الرئيس إميل لحود، فيختلف عنوانها بين رزق وبقرادوني. ففي حين يعطيها رزق عنوان "التبعية لسوريا"، يرى بقرادوني أن عنوان هذه الحكومة كان "الإصلاح المنسجم مع خطاب القسم للرئيس لحود".

أما حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في عهد الرئيس ميشال سليمان، فيتفق الطرفان على أنها لم تكن سوى تتويج لاتفاق الدوحة. ويعتبر بقرادوني أن "عنوانها الأساسي كان تثبيت عمل المحكمة الدولية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها