هبة ط.: ضحية جريمة شرف؟

وجدت هبة ط. في منزل والديها في دورس مقتولة، بعد خمس ساعات من تعرضها للضرب وإطلاق النار في أماكن عدة من جسمها، في حلقة أخرى من حلقات "جرائم الشرف" والعنف الأسري.

الجريمة التي وقعت قرابة السابعة من مساء الأربعاء 14 كانون الأول، هزت مدينة بعلبك، أولاً لكون المغدورة، التي لم يتجاوز عمرها 28 سنة، هي أم لطفلين أيضاً؛ وثانياً لأن المتهمين الأساسيين بقتلها هما والدها وشقيقها، علماً أن التحقيقات قد تتوسع في المرحلة المقبلة مع الزوج أيضاً، الذي ذُكر أنه قد يكون المحرض على القتل، إلى جانب آخرين كانوا موجودين في المنزل خلال تعرض هبة لما تعرضت له.

لا معلومات دقيقة لدى الأجهزة الأمنية عن الأسباب التي دفعت إلى الجريمة، في انتظار تسلم الملف من محققي الشرطة القضائية، إلا أن المرجح أن يكون خلافاً نشب بين هبة وزوجها قبل أيام، تدخل فيه ذووها.

اللافت كان ما أشيع عن دوافع الجريمة خلال الساعات الأولى من ارتكابها، وربطها برسائل كانت هبة تتلقاها عبر هاتفها، أثارت شكوك زوجها، وغضب أهلها. ما اعتبرته المصادر الأمنية لـ"المدن" استباقاً للتحقيقات المفصلة، ومحاولة للبحث عن أسباب تخفيفية غير موجودة في القوانين اللبنانية، خصوصاً بعدما ألغت لجنة الإدارة والعدل، في العام 2011، المادة 562 من قانون العقوبات المتعلقة بالعذر المخفف لجرائم الشرف.

في المقابل، تشير مديرة منظمة كفى زويا روحانا، في حديث إلى "المدن"، إلى أن النضال مازال مستمراً من أجل الغاء مفاعيل المادة 252 من قانون العقوبات، التي تعطي مرتكب الجريمة أسباباً تخفيفية إذا ارتكب الجريمة تحت تأثير فورة الدم، الأمر الذي رأت روحانا أنه لا ينطبق على ما تم تداوله عن ظروف مقتل هبة.

لا معلومات واضحة لدى كفى عن جريمة دورس، خصوصاً أن التحقيق مازال سرياً وفي مرحلته الأولى. كما أن كفى "لا تتدخل إلا بطلب من أصحاب الشأن". وهذا ما يبدو مستبعداً في حالة هبة، التي قد لا تجد من يلاحق قضيتها وسط ما يشاع عن تورط مباشر للزوج والأهل في الجريمة، ليبقى التعويل على "الحق العام" في الاقتصاص من هادري دمها، أياً كانت الدوافع التي أدت إلى هذه الجريمة.