الأحد 2016/12/11

آخر تحديث: 00:36 (بيروت)

هدفا حزب الله بعد حلب

الأحد 2016/12/11
هدفا حزب الله بعد حلب
الجيش السوري وحزب الله سيتوجهان إلى مدينة الباب للسيطرة عليها
increase حجم الخط decrease
سياسياً، تعني سيطرة النظام السوري بدعم من روسيا وإيران وحزب الله على مدينة حلب، أنها مفصل أساسي في تطورات الأوضاع السورية. ترتكز روسيا وإيران على نتيجة هذه المعركة للاستثمار السياسي، ولأجل الذهاب نحو مسار جديد من المفاوضات قائم على أساس الرؤية الروسية والإيرانية في شأن بقاء النظام السوري واستمراره. لكن، ماذا بعد حلب عسكرياً؟ الأكيد، أن المعارضة لن تستسلم، ولن توقف حراكها السياسي أو السلمي أو العسكري.

صحيح أن بقاء أعداد من مسلحي المعارضة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب والإصرار على عدم التسليم والخروج، يعتبر تمسكاً بالثورة ونهجها وثوابتها، لكن بالمعنى السياسي فإن ثاني أكبر محافظة في سوريا تكون قد خرجت من الحسابات السياسية للمعارضة. لكنها عسكرياً تبقى قائمة خصوصاً في ظل استمرار سيطرة المعارضة على محافظة إدلب وأجزاء واسعة من الأرياف الحلبية سواء لجهة الشمال والشرق، والريف الجنوبي الذي يربط عاصمة الإقتصاد السوري بمحافظة إدلب.

منذ بدء عمليات التهجير الممنهج الذي تعرّضت له مناطق سورية عديدة، كانت الوجهة الأساسية للمدنيين والمسلحين المعارضين للنظام، هي محافظة إدلب. وقد أصبحت هذه المحافظة تغص بأعداد السوريين المهجرين قسراً من مناطق مختلفة. ووفق مصادر مطلعة على قرار حزب الله، لا يمكن لهؤلاء المسلحين البقاء في إدلب في ظل هذا التوسع الذي يحققه الجيش السوري وحلفاؤه. وبالتالي، فإن الخيار أمام هؤلاء الآن، أو على المدى الطويل، سيكون إلقاء السلاح وتسليم أنفسهم أو مواجهة مصيرهم المحتوم. وأكثر من ذلك، ثمة من يتخوف من أن تتحول إدلب مقبرة أو محرقة لكل معارضي النظام السوري.

وتلفت المصادر إلى أنه هدفين لحزب الله بعد إنهاء العملية العسكرية لأحياء حلب الشرقية، هما التوجه نحو الريف الشرقي، وتحديداً في اتجاه مدينة الباب للسيطرة عليها، ولرسم خط أحمر أمام عملية درع الفرات التي تقودها تركيا. وذلك، لوقف التوسع التركي في اتجاه العمق السوري.

عملياً، تصر تركيا على الوصول إلى الباب والسيطرة عليها. وتعتبر المصادر أن عملية درع الفرات كانت، وفق ما أعلنه الأتراك، محددة بنحو عشرة كيلومترات في اتجاه العمق السوري، لكنها الآن تخطت هذه المساحة، وإذا ما وصلت تركيا إلى الباب فيعني أن شرق حلب سيكون مهدداً من جديد من قبل فصائل المعارضة. وهذا ما ترفضه روسيا وإيران وحزب الله. وترى المصادر أنه لا يمكن لتركيا اتخاذ هذه الخطوة لأنها ستكون بمواجهة مع الروس، وهي غير قادرة على ذلك. ومن هذا المنطلق، فإن الجيش السوري وحزب الله سيتوجهان إلى مدينة الباب للسيطرة عليها، بهدف تأمين خط دفاع أول عن المناطق التي سيطرا عليها.

كذلك، لدى الحزب اهتمام بحماية "إنجازاته" في حلب، وفق المصادر، وستتوجه قواته نحو الريف الجنوبي للمحافظة وتحديداً نحو الطريق الدولية التي تربط حلب بإدلب، أولاً لتضييق الخناق على المعارضة التي بقيت في أحياء حلب وقطع أي طريق إمداد لها عبر إدلب؛ وثانياً بهدف التمركز على مشارف إدلب، تمهيداً لأي عمل عسكري قد يعتزم الحزب والجيش السوري إطلاقه في المعقل الأساسي للمعارضة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها