السبت 2016/12/10

آخر تحديث: 11:03 (بيروت)

الانتهاكات في لبنان.. فنّاً

السبت 2016/12/10
الانتهاكات في لبنان.. فنّاً
الكتاب تغطية لقضايا حقوق الإنسان من منظور فنيّ (المدن)
increase حجم الخط decrease

ملامح ضخمة تلتهم كل ما هو حولها. فتاتان تتبادلان القبل. امرأة معنفة حزينة مرمية في الزاوية. حجر مرصوص يحجب النور. رجل مكبل ملتف حول كرسيه من دون حركة. هذا ليس عرضاً مسرحياً أو فيلماً سينمائياً، بل صور تجسد إاتهاكات حقوق الإنسان في لبنان، جمعتها منظمة هيومن رايتس ووتش في أول كتاب لها بعنوان: الحرب/ الهويات– عندما لا تكفي الكلمات War/Identities– When Words Aren't Enough.

في دار النمر للثقافة والفنون، في كليمنصو، اجتمع محبو الفن ومناصرو قضايا حقوق الإنسان خلال حفل إطلاق الكتاب، تحت عبارة: "أريد الدفاع عن حق"، الجملة التي رفعت وسط القاعة. دوّن المجتمعون قضاياهم، منهم من طالب بـ"حق إعطاء جنسية الأم لأولادها"، ومن أراد "العيش في بيئة صحية"، و"توفير دار للمسنين لائق ومحترم".

أما على الحائط الموازي، فهناك غرافيتي تختصر الانتهاكات بحق المرأة. فـ"الرسم يجذب إنتباه المارة، نرسم عن المرأة المعنفة من خلال الغرافيتي. لأن لغتنا هي الرسم"، يقول إبراهيم تليه، وهو يرش ألوانه الأخيرة قبل الانتهاء من رسمه.


ولأن كل فنان يتمتع بأسلوب وذوق خاصين في تحويل الكلمة إلى رسم "قررنا جمع 153 عملاً فنياً، لـ41 فناناً في كتاب واحد للتوعية والدفاع عن حقوق الإنسان"، وفق مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش في بيروت لمى فقيه.

وتلفت فقيه إلى أن هذا الكتاب استغرق سنتين من العمل "كونه إصداراً غير تقليدي للانتهاكات، ومحاولة لإيصال الأفكار بأسلوب مختلف عما نقوم به، كالتقارير السنوية والتحقيقات المكتوبة".

والكتاب تغطية لقضايا حقوق الإنسان من منظور فنيّ، إذ "جسد الكتاب حقوق النساء، حقوق العاملات، العمال المهاجرين، التعذيب، المفقودين، اللاجئين، ومثليي ومثليات الجنس، ومزدوجي ومزدوجات التوجه الجنسي، ومتحولي ومتحولات النوع الاجتماعي في مختلف الحقبات التي مر بها لبنان، من الثمانينات إلى اليوم".


اللجوء إلى الرسم أو الفن، جاء بعد التماس "صعوبة في الوصول إلى مختلف فئات المجتمع لتوعيتهم على حقوقهم وأبرز الانتهاكات التي يعانون منها، فكان الفن وسيلة لنقل المعرفة بقالب جديد، قريب إلى الناس، ويحاكي واقعهم ويصل إليهم بشكل غير مباشر كي يتقبلوه أولاً ويتبنوه فيما بعد"، يقول نديم حوري مدير برنامج حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش.

ويعتبر حوري أن وجود هكذا نوع من الكتب، يعطي قيمة لكل قطعة فنية "لتصبح مرجعاً وتستعمل كنموذج للتعبير عن قضايا حقوق الإنسان في الجامعات اللبنانية ويستفيد منها الطلاب". يضيف: "ما يهمنا هو أن يصل هذا الكتاب إلى كل طالب يحب الفن ويدافع عن حقوق الإنسان، ليسهم في نهضة جديدة حقوقية وفنية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها