الخميس 2016/12/01

آخر تحديث: 00:36 (بيروت)

لبنان: السيدا ينتشر

الخميس 2016/12/01
لبنان: السيدا ينتشر
العودة إلى الحلقة الاجتماعية أهم من الدواء (Getty)
increase حجم الخط decrease

"كل يوم نعتبره اليوم العالمي للسّيدا"، يقول أكرم صعيبي، المدير العام لجمعية أنوار المحبّة، في إشارة منه إلى اليوم العالمي الذي يصادف الأول من شهر كانون الأول في كل عام، خصوصاً مع ازدياد لافت في أعداد المصابين في لبنان.

التوعية
بدأ مؤسسو الجمعية نشاطاتهم الفرديّة في مجال مكافحة السيدا في العام 1989. لكنّ الجمعيّة تأسّست بشكل رسمي في العام 2003، وبدأت الإهتمام بنحو ثلاثين مريضاً، ثم بدأ العدد بالإرتفاع تدريجاً. تقدّم الجمعيّة حاليّاً الدّعم المادي والمعنوي لنحو 400 مصاب بالسيدا. أي نحو 40% من عدد المصابين الذين تعالجهم وزارة الصحّة، وهي تتكفل بتأمين جميع حاجاتهم.

تقدّم أنوار المحبة للمصابين أنواع الأدوية كلها، باستثناء أدوية السيدا، بما أنّ "وزارة الصحّة تقوم منذ سنوات بعمل ممتاز"، وفق صعيبي، و"تقدّم الأدوية مجاناً لجميع المصابين". وتضم الجمعيّة عيادة طب أسنان متخصّصة بمرضى السيدا، عيادتيّ طب أمراض جرثوميّة، أختصاصي في علم النّفس وطبيب نفسي. كما تؤمن راهبة متخصّصة من راهبات الفرنسيسكان لمرافقة المصابين روحياً. بالإضافة إلى مجموعة تعطي محاضرات للمصابين وغير المصابين بهدف التوعية.

تعمل الجمعيّة على إعادة تأهيل المصابين من أجل تحسين ثقتهم بأنفسهم وإعادة إدخالهم في سوق العمل، إذ يشير صعيبي إلى أنّ نسبة المصابين العاطلين عن العمل هي 25%، أي أقل من نسبة البطالة بشكل عام. وإذا كان العلاج من هذا المرض حتى الآن صعباً، فإن الأهم هو الكشف المبكر، الذي يقلل من احتمالات العدوى وتداعيات الإصابة على المصاب نفسه، وفقه. لذا، لا تكتفي أنوار المحبة بالتعامل مع المصابين، بل تولي أهميّة كبيرة للتوعية، حيث تنظم ما قد يصل إلى مئة محاضرة سنويّاً في المدارس والجامعات والمؤسّسات الرسميّة والعسكريّة والبلديّات، داعية إلى رفض الوصمة والتمييز.

حكاية شادي
سمع شادي عن أنوار المحبّة من أصدقائه فلجأ إليها. وجد فيها منزل العائلة الذي فقده، والأصدقاء الذين خسرهم، وفق تعبيره. فهو رغم امتلاكه مسكناً يأتي إلى مركز الجمعيّة، في بدارو، ليمضي وقته مع أصدقائه، حيث "أشعر بالإستقرار، وتعويض ما فقدته، فلولا مساعدتها لي لكنت انتحرت". وهو يدعو المرضى الذين لا باب أمل لهم أن يلجأوا إلى من يساعدهم على العودة إلى الحلقة الاجتماعية، التي يعتبرها أهم من الدواء. وشادي، الذي أصيب بسبب "انحراف"، كما قال، لا يعمل الآن، ويشجع على ضرورة التوعية على سبل الوقاية.

2000 إصابة
ارتفع العدد التراكمي لحاملي الفيروس في لبنان إلى نحو 2000 إصابة في العام 2016 (1893 اصابة في العام 2015)، وفق البلاغات التي وصلت إلى البرنامج الوطني لمكافحة السّيدا. في حين تشير التقديرات إلى أن عدد الاصابات الفعلي يراوح بين 3500 و4000 إصابة. ويقول صعيبي إنّ التوقعات كانت تشير إلى إزدياد نحو 40 إلى 50 إصابة سنوياً. إلّا أنّ مجيء أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، وعدم القدرة على إجراء الفحوصات اللازمة، أدى إلى إرتفاع عدد الإصابات إلى ما بين 100 و110 سنويّاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها