الأربعاء 2016/10/26

آخر تحديث: 01:05 (بيروت)

جنبلاط مع التسوية

الأربعاء 2016/10/26
جنبلاط مع التسوية
لن يعرقل جنبلاط التسوية (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
حاملاً الأمل في تكريس مصالحة الجبل، سيتوجه النائب ميشال عون إلى المختارة للقاء النائب وليد جنبلاط. سيتوجه إلى رئيس اللقاء الديمقراطي بالقول إن "هذه التسوية إذا ما نجحت ستعني إستكمال مصالحة الجبل التي رعيتها أنت. وهذا ما سيتكرس في التعاون المستقبلي في ما بيننا، ولا سيما أنك أعلنت باكراً موقفك المؤيد لانتخابي لإنقاذ البلاد. وهذه اللحظة قد دنت". هذا السيناريو الذي تتوقعه المختارة لما سيكون اللقاء عليه مع عون.

يعرف جنبلاط دقة المرحلة، وكيفية موازنة الأمور فيها. هو لا يريد الخروج عن الاجماع أو عرقلة التسوية، ولكن أيضاً لا يريد الاختلاف أو الافتراق مع الرئيس نبيه بري. لذلك، يتريّث في حسم موقفه ريثما تتبلور الأمور. ورغم أن الأجواء تشير إلى أن الأمور ذاهبة في اتجاه انتخاب عون، مازال جنبلاط حريصاً على العلاقة الجيدة مع كل القوى، وعلى رأسها بري وفرنجية. فجنبلاط يريد رئيساً بأي شكل، وأياً يكن هذا الرئيس، لأنه يشدد على وجوب الخروج من الأزمة السياسية كون وضع البلد لا يحتمل، خصوصاً على الصعيدين المالي والإقتصادي.

وتعتبر مصادر لـ"المدن" أن جنبلاط لا يمكن أن يقف في وجه التسوية وسيسير بها، لأنه لم يعتد أن يقف في وجه التسويات الوطنية. وإذ خُيِّر بين الفراغ ووجود الرئيس فلن يختار الفراغ. وهو لن يفوت هذه الفرصة.

الأكيد إذاً، أن جنبلاط يفضّل التسويات في هذه المرحلة. وهو لا يريد أن يكون في مواجهة مع أي من الأطراف، لا الحريري ولا عون ولا بري. من هنا، يشدّد على وجوب شمول التسوية كل الأفرقاء، وذلك عبر الحوار. يؤيّد الحريري في مسعاه لإنهاء الفراغ، ويؤيد بري بأن حلّ الأزمة يجب أن يكون من خلال الحوار. وفي ذلك، يعود جنبلاط إلى سابقته الأساسية، بأنه أول من تموضع في الوسطية، وحينها استُغرب موقفه بأن لا وسطية في ظل الانقسام العمودي الحاد، لكن اليوم الجميع يتجه نحو الوسطية لإنجاز التسويات. ومن خلال هذا الموقف، يضع جنبلاط نفسه في موقع الرابح، فإذا نجحت التسوية، يكون أحد أبرز مسهّليها وداعميها، وإذا فشلت يكون في موقف إيجابي وغير معرقل. وبالتالي، يكون قد سلّف موقفاً لعون بدعمه، بعدما سلّفّ موقفاً لفرنجية بدعمه، ولم يتخلّ عن بري، ودعم مسعى الحريري، إلى جانب الحفاظ على علاقته الجيدة بحزب الله. وبذلك يكون صاحب الموقف الإيجابي تجاه الجميع، تحسّباً لما قد يأتي في المستقبل على قاعدة "لعلّ وعسى".

في سلسلة التغريدات الأخيرة التي أطلقها على تويتر، اعتبر أن كتلة اللقاء الديمقراطي تضمّ حزبيين ومستقلّين، ولكل عضو في اللقاء رأيه. أُرفقت التغريدات بصورة لأحد عشر "خروفاً" مع إشارته إلى أن اللقاء الديمقراطي ليس قطيعاً من الغنم، معتبراً أنه رغم الظروف الإستثنائية التي تمر بها البلاد يجب أخذ رأي اللقاء الديمقراطي. وفي هذا رسالة إلى وجوب شمول المشاورات كل الأفرقاء. ويلتقي جنبلاط وبري في هذا الاعترض، إذ اعتبر رئيس المجلس أنه لم يتم التعامل معه باعتباره شريكاً في التسوية، بل جرى التعاطي معه وكأنه متلقّ. وينتظر جنبلاط اللقاء مع عون لتبديد الهواجس، وإعلان الموقف المؤيد للتسوية، بعد اجتماع آخر للقاء الديمقراطي، وتخاذ الترتيبات اللازمة. علماً أن ثمة نائباً أو ثلاثة من اللقاء لن يصوتوا لعون وهم من غير الحزبيين.

ولكن، لماذا هذه الحسابات؟ لا يريد جنبلاط تغيير منظومة الحكم في البلد، ولا يريد المجابهة مع أحد. لديه حساباته السياسية الدقيقة في الجبل. وبالتالي، لا يريد الخصام مع التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية، تحسّباً للانتخابات النيابية المقبلة. ولا يريد في حال نجحت التسوية أن يكون على خصومة مع العهد. ويعتبر الاشتراكيون أن لا جدوى من العودة إلى الزمن الماضي والعلاقة السيئة مع عون. فالعلاقة بين جنبلاط وعون لم تكن بـ"الشراسة" التي كانت عليها العلاقة بين عون وجعجع وعاد الرجلان وتحالفا.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها