الأربعاء 2016/10/26

آخر تحديث: 00:22 (بيروت)

لماذا يستمر فرنجية في معركته ضدّ عون؟

الأربعاء 2016/10/26
لماذا يستمر فرنجية في معركته ضدّ عون؟
ما موقف "حزب الله" من حركة فرنجية؟ (الأرشيف، علي علوش)
increase حجم الخط decrease

المعارضون لوصول العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا أعجبوا بمقابلة النائب سليمان فرنجية عبر برنامج "كلام الناس".

فمنذ بداية المقابلة بدا أنّ وظيفتها بالنسبة إلى فرنجية واضحة ومحددة: التشكيك بصدقية عون ومحاولة إقناع العدد الأكبر من خصوم الجنرال بالتصويت لمصلحته في جلسة 31 تشرين الأول- في حال انعقدت- وليس التصويت بورقة بيضاء. علماً أنّ بعض المعترضين على انتخاب عون، خصوصاً في تيار المستقبل، لا يزالون حتى الآن على موقفهم بالتصويت بورقة بيضاء.

فالزعيم الزغرتاوي بدأ المقابلة بهجوم عنيف على خصمه الرئاسي مستعيداً العديد من محطات علاقته معه منذ العام 2005 والتي تصرّف فيها عون بـ"تكابر". بل ذهب فرنجية إلى أبعد من ذلك في هجومه وتمردّه على عون باستعادة تاريخه، ولاسيما تجربته في الحكومة الانتقالية في العام 1988 والتي شهدت حربين كانت نتيجتهما، وفق فرنجية، انتزاع العديد من صلاحيات رئيس الجمهورية في اتفاق الطائف، والتي حاول فرنجية طيلة عهد الوصاية السورية استعادة ولو 1% منها، كما قال.

هذا الكلام لم يوجّهه فرنجية إلى خصوم عون بل إلى الحريري، للقول له إنّ مرشحك الجديد متهوّر ولا يلتزم بتعهداته، إذ يمكن أن ينزل جماعته إلى الشارع في كل مرة لا يحصل على مراده في السلطة سواء في التعيينات أو غيرها.

وروى فرنجية مضمون تفاهمه مع الرئيس سعد الحريري في باريس قبل نحو السنة، للتدليل على أنّه لم يقدم لرئيس المستقبل تنازلات مثل ما فعل عون في تفاهمه مع الحريري أخيراً. وهذه رسالة إلى حلفاء فرنجية في "8 آذار" الذين لم يحسموا بعد خيارهم في الجلسة الرئاسية المقبلة.

إذاً، بدا فرنجية، في مقابلته المذكورة، حريصاً على استخدام أسلحته كلّها لتجميع ما أمكنه من نقاط قوة ضد خصمه عون في المعركة الرئاسية. لكنّ هجوم فرنجية على عون واستمراره في هذه المعركة ضدّ حليفه السابق يطرحان سؤلاً أساسياً.

لقد قال الزعيم الزغرتاوي إنّه مع "السيد حسن لو شو ما صار". لكنّه في الوقت نفسه يهاجم مرشّح الأخير إلى رئاسة الجمهورية بشكل غير مسبوق. ألا يطال هذا الهجوم حزب الله أيضاً، أو على الأقل ألا يحرجه؟ ففرنجية استعاد محطات خلافية مع عون كان الحزب فيها موفِّقاً بينهما. فلماذا لم يطلب الحزب من الزعيم الزغرتاوي هذه المرة أنّ يتنازل لعون وينسحب من المعركة الرئاسية لمصلحته، خصوصاً أنّ ما رشح من أجواء الرابية يشي بتوجّس الجنرال من استمرار فرنجية في السباق الرئاسي، بل أنّ البعض نقل عن الجنرال رغبته بحث الأخير على الانسحاب منه؟ وطبعاً، لا يتوقع أنّ يستطيع أحد القيام بدور كهذا مثل الحزب حليف كلّ من عون وفرنجية اللذين يتنافسان على كسب ودّه.

وهذا يطرح سؤالاً عن أسباب استمرار فرنجية في معركته ضدَ عون حتى النهاية، ولاسيما أنّ بعض المعلومات الوثيقة كانت أشارت إلى أنّ الحزب طلب من نائب زغرتا عدم الانسحاب من المعركة، وهي معلومات لم يصدر، لا من جانب الحزب ولا من جانب المردة، ما ينفيها.

عليه، فإنّ الهجوم العنيف من جانب فرنجية على عون واستمرار ترشيحه يؤشران إلى واحد من أمرين: فإما أن فرنجية يوجّه رسالة إلى الحزب مفادها أنّه يحملّه مسؤولية عدم وصوله إلى قصر بعبدا عندما كانت حظوظه الرئاسية مرتفعة جداً بعد تأييد الحريري ترشيحه وما رافقه من مناخ دولي وإقليمي مؤاتٍ له. وإمّا أنّ الحزب موافق ضمناً على حركة فرنجية الأخيرة  في رسالة واضحة إلى عون تجعله أكثر حاجة إلى الحزب في مساعيه لتذليل العقبات المتبقية أمام انتخابه، ولاسيما أنّ ما رشح من لقاء عون- نصرالله، ليل الأحد، يشي بأن الحزب غير مستعجل لانتخاب عون في 31 الشهر، إذ اقترح عليه، وفق ما سرب من اللقاء، تأجيل الجلسة الرئاسية لتحقيق تفاهم أوسع على رئاسته ضمن "8 آذار"، ولاسيما مع بري وفرنجية.

والحال هذه فإنّ كلام فرنجية، الإثنين، لا يؤخذ بوصفه تعبيراً عن مبدئية فرنجية، إنما أيضاً هو كلام يطرح أسئلة تتجاوز وضعية الزعيم الزغرتاوي إلى موقف حزب الله من حركته كما موقفه من الحراك الرئاسي الأخير بمرمته؟ وهي أسئلة ستتضح إجاباتها في الأيام القليلة المقبلة. لكن في مطلق الأحوال يبدو أنّ العونيين أخذوا من كلام نصرالله الأحد ما يوافقهم وفاتهم منه ما لا يوافقهم.. وهو الأهم!

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها