الإثنين 2014/09/01

آخر تحديث: 17:54 (بيروت)

الدولة تختصر الطريق: موقوفون إسلاميون مقابل الأسرى

الإثنين 2014/09/01
الدولة تختصر الطريق: موقوفون إسلاميون مقابل الأسرى
دراسة حوالى 66 بالمئة من ملفات الموقوفين الإسلاميين (تصوير: المدن)
increase حجم الخط decrease

وأخيراً دخلت الدولة اللبنانية بجدية في مساعي إطلاق سراح المخطوفين من قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني، أطلقت المفاوضات مدعمة بإجتماع أمني ترأسه رئيس الحكومة تمام سلام وبحضور وزراء الداخلية والعدل والدفاع، اللافت في الإجتماع حضور رئيس المجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد الذي يؤشر  إلى دراسة الملفات القضائية لبعض الموقوفين الإسلاميين الذين يطالب المسلحون بإطلاق سراحهم لفك أسر العناصر العسكرية المخطوفة.

أولى ثمار هذه المفاوضات كان تسليم داعش لجثة الرقيب المذبوح علي السيد، إذ يشير الشيخ مصطفى الحجيري لـ"المدن" إلى أن هذه المفاوضات بدأت قبل يومين من أجل تسليم الجثة، لافتاً إلى التنسيق في هذه المفاوضات مع جهات رسمية لبنانية كما مع هيئة العلماء المسلمين. ويؤكد الحجيري أن المساعي مستمرة من أجل التوصل إلى حل نهائي لهذا الملف وإطلاق سراح جميع المعتقلين. وعند سؤاله عن موضوع الأسرى من الطائفة الشيعية، يقول الحجيري: هناك بعض الصعوبات السياسية تواجه المفاوضات، إذ يطالب المسلحون بإنسحاب حزب الله من سوريا وعدم مشاركته في معارك القلمون. معتبراً أن الأجواء إيجابية والأبواب ليست موصدة، بل هي مدار بحث بين جميع المعنيين ومرهونة بمدى إيجابية التفاوض.

وحسب معلومات "المدن"، فإن اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة هذا الموضوع، عرضت للخيارات المتاحة أمامها في عملية التفاوض من أجل إنهاء الملف وإطلاق سراح المخطوفين، ليتبين أن الخيار الأبرز هو إطلاق سراح بعض الموقوفين الإسلاميين الذين يطالب بهم المسلحون ولكن بشرط أن لا يكون أحد منهم على علاقة بأحداث نهر البارد والتفجيرات الإرهابية التي حصلت في السنتين الأخيرتين. وهنا يشير مصدر وزاري بارز لـ"المدن" إلى أن الحكومة ترفض منطق التفاوض والمقايضة والإبتزاز، ولكن ذبح الرقيب السيد والضغوط التي تمارس من قبل الأهالي أفضت إلى النظر بموضوعية وواقعية، وهناك دراسة لإطلاق سراح بعض الموقوفين الذين ليس بحقهم أحكام جرمية لكن هذا يبقى ينتظر التوافق السياسي حوله. ويضيف المصدر أنه تم حتى الآن درس ما يقارب 66 بالمئة من هذه الملفات القضائية، إضافة إلى البحث الجدي في تسريع المحاكمات.

وبخلاف الجو السائد، فإن هيئة العلماء المسلمين ما زالت على خطّ المفاوضات، إذ تساهم مع بعض المشايخ السوريين إلى إزالة العوائق التي قد تعترض طريق الحلّ، وهنا يشير الشيخ عدنان أمامة لـ"المدن" إلى أن الأجواء التي تردهم من المسلحين في الجرود إيجابية، مؤكداً أنهم تبلّغوا رسالة إيجابية من تنظيم داعش في القلمون بأنهم سيحافظون على سلامة جميع الأسرى لديهم، لا سيما بعد دخول دولة قطر على خط المفاوضات وهذا ما قد يساهم بتسريع حل هذا الموضوع.

ووسط هذه الأجواء الإيجابية يبقى مصير الجندي المفقود يحيى الخضر مجهولاً، ما دفع بأهله إلى رفع الصوت وسؤال المؤسسة العسكرية عن مصير إبنهم، والخضر كان قد فقد في المعارك الأخيرة التي حصلت في وادي الرهوة في جرود عرسال بعد تعرّض المسلحين لكمين لإحدى دوريات الجيش. وهنا يشير قيادي في المجموعات المسلحة في القلمون لـ"المدن" إلى أن ضرب هذه الدورية حصل رداً على ما يقوم به حزب الله هناك، اذ يشير القيادي إلى أن حزب الله قام بعملية عسكرية شاملة في الليلة التي سبقت هذه العملية لتحرير العسكريين المخطوفين مستخدماً بعض آليات الجيش اللبناني لكن العملية فشلت وتكبد الحزب عددا من الخسائر. ورداً على هذه العملية حصل استهداف دورية الجيش في وادي الرهوة حيث أصيب المجند الخضر، لكن القيادي يجزم بأنه لم يختطف وأنه ليس مع أي فصيل مسلّح.

 

increase حجم الخط decrease