الإثنين 2015/03/30

آخر تحديث: 08:47 (بيروت)

حكي جردي: فاقدُ الحريّةِ لا يُعطيها

الإثنين 2015/03/30
حكي جردي: فاقدُ الحريّةِ لا يُعطيها
increase حجم الخط decrease

رجاءً، دعونا ندفن موتانا بهدوء.

دمٌ بمثل هذا الوضوح يحتاج إلى الكثير من الصمت والتأمل.

حوافرُ الخيل لم تَرفع يوماً إلى السماء إلّا الغبار.

غداً أو بعد غد، عندما ينقشع ما غشيَ الأعينُ، ويصفو البصر والبصيرة، ويتوقفُ مالُ النفط "الحلال والحرام"، أعرف تماماً أيَّ منقلبٍ ستنقلبون، وأعرف تماماً أنكم لن تكونوا في صفّنا، لأن السابقين نذروكم فقط لخراب البلاد.
**  **  **  **

"الشهداء أرقامٌ صحيحةٌ في خاناتٍ خاطئة".

ردد أحد الأصدقاء على مسامعي هذا القول قبل ربع قرن تقريباً، وموت بعد موت أتأكد أكثر أنه صائبٌ تماماً.

**  **  **  **

حملات التخويف والترهيب من وجود ذئابٍ في الجوار لا تبرِّرُ أبداً جريمةَ قيامِ الضباع بافتراس الغنم.

**  **  **  **

حين يترجل السائس ويترك العربةَ رهينةً بأقدام الحصانين المتنافرين فإنها لن تصل أبداً إلى محطة آمنة، وأغلب الظنّ أنها ستسقط وتتكسّر في وادٍ سحيق وسيهلكان معها، في أثناء ذلك يكون السائس قد ربّى أحصنة أخرى وصنع عربة جديدة.

**  **  **  **

فاقدُ الشيء لا يعطيه، والأنظمة التي لا يعترف القائمون على السلطة فيها بحقوق مواطنيهم في الحرية والتعبير والتفكير لا يمكن أن تحرّرَ أحداً، فهم يرفعون أصواتهم بالشعارات هنا وهناك ويدعون مساعدة الشعوب في الوصول إلى غايات أهلها في العيش الحرّ والكريم لكنهم كاذبون، وشعاراتهم هي كلامُ حقٍّ يراد به باطلَ التبعية وجعلَ الناس وقوداً في حروبهم التي لا تهدف إلا إلى إعلاء سلطاتهم ومكاسبهم.

مهما كان اسم المنتصر، هذا الشرق سيمضي من سيء إلى أسوأ في الغد، وحتى التسويات لن تحمل معها إلا المزيد من بذور الشقاق وتكثيف الرماد فوق الجمر بانتظار حرائق أخرى.

طوبى للذين آمنوا واهتدوا إلى مسالك الهجرة.

**  **  **  **  

باستثناء حالة الدفاع عن النفس، كلُّ حربٍ هي جريمةٌ كاملة.

**  **  **  **

الأفكار التي تدعي امتلاكها حقائقَ مطلقة هي أحد بيوت الداء في هذا الشرق. يكمن الدواء الأساسي بإخضاع كل حقيقة من تلك الحقائق للبحث والتدقيق، للتأكيد أو النفي أو المقاربة من أجل إعادة التعريف، ذلك يتم عبر مجهر المعرفة لإدراكها وفق ما هي عليه حاضراً والسعي لتبيان ظروفها التاريخية في التشكل والتحول.

ثلاث حقائق أتلمسها هذا الأيام، الأولى في أن التحول هو الصفة الملازمة لكل الأشياء والأفكار ما يؤكد على ضرورة إجراء المراجعة الدائمة للتصويب والإدراك، والثانية في أن الفقراء في سورية والعراق واليمن هم الضحية الوحيدة لحروب الآخرين فوق ارضهم -ذلك ما حصل أيضا ويحصل في لبنان-، والأخيرة في أن حال الناس في هذه البلاد اليوم لن يكون ابداً أفضل من حالهم في الغد الذي سيسيل فيه دمهم غزيراً فوق هذه الرمال التي لا تشبع.

**  **  **  **

الأرض التي لا ترتوي إلّا بدم أبنائها هي أرض ملعونة.

في ألواح التكوين الأولى نـُذِرَت هذه البلاد للفجيعة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها