السبت 2017/02/25

آخر تحديث: 11:57 (بيروت)

ميسي لا يحب مصر (بالإنجليزي)

السبت 2017/02/25
increase حجم الخط decrease
لم يكن من الفأل الحسن أن يلقى فريق برشلونة تلك الخسارة الصاعقة ليلة زيارة نجم نجومه ليونيل ميسي إلى مصر. تلقت شباك الفريق الإسباني 4 أهداف جميلة أحرزها نجوم باريس سان جيرمان بلا رد، وبلغت الصدمة أن قرر ميسي تأجيل زيارته المصرية إلى ما بعد تجاوز آثار الخسارة التاريخية، أو بسبب ما سمّاه في بيانه "التزامه تجاه ناديه"، لكنه وصل في النهاية -بعد تأجيل أيام – إلى القاهرة، حيث لم يمضِ سوى بضع ساعات منذ اللحظة التي زار فيها الأهرامات، إلى اللحظة التي قررت فيها إدارة تلفزيون "ON" حذف السؤال الأخير لميسي من فيديو اللقاء المذاع.

لم يستغرق الحوار مع ميسي، الذي أجراه الإعلامي المعروف عمرو أديب، أكثر من سبع دقائق، اختُصرت بعد المونتاج إلى خمس دقائق. كان غريباً أن يُبث الحوار مسجلاً في حدث احتفائي تابعه الجمهور "على الهواء"، لكن هذا كان طلب "الوفد المرافق لميسي"، بحسب تصريحات صحافية لأديب". كان الحوار يجري بشكل طبيعي و"تقليدي"، يمزج بين أسباب الزيارة (مشاركة ميسي كسفير لبرنامج تور آند كيور للسياحة العلاجية لمرضى فيروس التهاب الكبد الوبائي سي) وبين آثار مصر و"ملوخيتها"، وأهراماتها التي شكلت خلفية اللقاء التلفزيوني. لكن في نهاية الحوار، طلب عمرو أديب، من ميسي، عبر المترجم، أن يقول "أنا أحب مصر" باللغة الإنجليزية ( I love Egypt) ، لكن ميسي رفض أن يقولها، فأنهى أديب الحوار!

وعلى الرغم من حذف مقطع السؤال والرفض المحرج من الفيديو المذاع، إلا أنه تسرب إلى وسائل الإعلام، فتداولته الوسائط الاجتماعية تحت عناوين من قبيل "ميسي يصدم عمرو أديب" و"ميسي يرفض حب مصر"، وازداد تداول الفيديو "المحذوف" حتى نافس الفيديو "الرسمي" للحوار وللزيارة،. وبالعودة إلى الفيديو المحذوف ومع بعض الإنصات، يمكن سماع ميسي وهو ينطق العبارة أولاً بالإسبانية "Yo amo egipto". ربما قصد أن ينطقها بلغته فقط، وربما رددها وراء المترجم تلقائياً قبل أن يفهم المطلوب، غير أنه حين طُلب منه ترديدها بالإنجليزية، رفض ذلك بوضوح.

رفضٌ ربما لا يقف وراءه سوى أنه سؤال/ طلب لم يتم الاتفاق عليه مسبقاً. فللنجوم العالميين عشرات العقود والالتزامات التي تفرض مراعاة كل كلمة ينطقون بها، وإن كان يصعب تصوّر أن كلمة مثل "أحب مصر" تتعارض مع عقد إعلاني ما. فلربما رفض ميسي قولها بحكم المفاجأة، أو لأن ميسي ببساطة -كما هو معروف – لا يتحدث الإنجليزية، أو ربما لأن عمرو أديب نسي للحظة أنه أمام أهم نجم عالمي في دنيا الرياضة، فتصرف معه كما يتصرف مذيعو الفقرات السياحية مع السياح العابرين في الشوارع، السياح "البسطاء" الذين يسعدون بالظهور على شاشة التلفاز وقول أي شيء بانجليزية بسيطة أو عربية مكسرّة.

وأياً كان السبب، فإن رفض الاستجابة لطلب المذيع في لقاء "عالمي" يبقى محرجاً ويستحق أن "يشعل وسائل التواصل". فما الحال والطلب "وطني" من نوع "أنا أحب مصر". لكن الإحراج يبقى دائماً أهون النتائج للقاء بين عالمين قلّما يلتقيان: عالم الاحتراف، ودنيا الارتجال.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

الكاتب

مقالات أخرى للكاتب