الإثنين 2015/06/08

آخر تحديث: 18:55 (بيروت)

"تويتر": الناخب التركي الأبرز.. والدولي أيضاً

الإثنين 2015/06/08
"تويتر": الناخب التركي الأبرز.. والدولي أيضاً
من الصور المتداولة في "تويتر"
increase حجم الخط decrease

لم تكن مفاجِئة مواقف الإعلام العربي المرئي والمكتوب إزاء الانتخابات البرلمانية التركية. المؤيدون للسياسة الخارجية التركية حزنوا للنتيجة، فيما المعادون لأردوغان وسياساته، فرحوا للفوز الهزيل الذي حصده الحزب الحاكم. غير أن الطرفين اشتركوا بتأكيد ديموقراطية العملية الانتخابية والتحسّر على ندرة الانتخابات وفسادها في العالم العربي.

وبعيداً من الإعلام العربي، الذي غالباً ما يشوب كلامه الكثير من الأخطاء عند التحدث عن العالم التركي المعقد والواسع، لم تكن العملية الإنتخابية على أفضل ما يرام. حيث لعب الإعلام الإلكتروني دوراً في كشف بعض عمليات الفساد والتزوير التي دارت خلالها، فيما كانت المنافسة في الفضاء الالكتروني حامية تماماً كالمبارزة في مراكز الاقتراع.

حتى ما قبل الانتخابات بأيام قليلة، كانت الأحزاب المعارضة تتكلم على ألسنة مسؤوليها عن إمكانات الغش في الانتخابات، خصوصاً أن الإنتخابات التركية عادة ما يتخللها قطع للتيار الكهربائي عن بعض مراكز الاقتراع الحسّاسة والاعتداء على المندوبين وغيرها من المخالفات للحريات والحقوق العامة. فيما كان الناشطون في الفضاء الالكتروني والمقترعون العاديون يكشفون التجاوز تلو الآخر، خلال العملية الانتخابية، فسجلوا اختراقات مارستها كافة الأطراف والأحزاب المتنافسة بلا استثناء.

منذ صباح اليوم الانتخابي، برز ناشطون متخصصون في كشف فساد خلال عملية الاقتراع، وهي حالات تُرصد في كل دول العالم، ولها ناسها. فضُبط مثلاً شرطي ينتخب ثلاث مرات، وعممت صورته على الوسائل الإعلامية، وآخرون ضُبطوا ينتخبون بعدما زوّروا أوراقهم الثبوتية، ومئات الأصوات التي ألغيت لعدم وجود طوابع رسمية عليها والكثير من الحالات الأخرى.

وكان الناشطون الإلكترونيون يبثون هذه المخالفات عبر موقع "تويتر" ضمن هاشتاغ #Secim2015، ويعني "الإختيار 2015"، والذي شهد إقبالاً واسعاً من غير الأتراك لمتابعة العملية الانتخابية وما رافقها من تجاوزات رغم أن معظم التغريدات كانت باللغة التركية.

الملفت في هذا الإطار أن التقارير الدولية المتعلقة بالانتخابات التركية التي من المتوقع أن تصدر بعد أيام، ستأخذ بعض معلوماتها مما بث في موقع "تويتر"، خصوصاً أن بياناتها الأولية تشير إلى إعتمادها على ما نشر في الموقع الأزرق. فيتحول "تويتر" بالتالي إلى مصدر للتقارير الدولية، والمكان المثالي لفضح التزوير والفساد عبر الكلمة والصورة، في حين أن سهولة تعميم كل خبر التي يتيحها الموقع تجعل من إمكانية الاستمرار في عملية الغش محدودة.

وكما كانت الحال عليه في صناديق الاقتراع، كذلك كانت المنافسة قوية في العالم الإفتراضي، حيث شهد وسم #TurkeyElections عرضاً سريعاً لنتائج المناطق كما أبرز المناوشات الكلامية بين الأتراك. فركز أنصار حزب "العدالة والتنمية" الحاكم على أنهم، وبالرغم من الدعاية المغرضة، ربحوا الانتخابات، على عكس المعارضين المتكلين على القوى الأجنبية.. فيما ركز المعارضون على نهاية زمن الديكتاتورية وحلم "السلطان" أردوغان بتحويل تركيا إلى نظام رئاسي.

وفيما كانت نتائج صناديق الاقتراع تُعلن تباعاً في المواقع الإلكترونية المتخصّصة، كما في وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت الاتهامات تنهال من كل حدب وصوب بين الأتراك، حيث إتهم أعضاء الحزب الحاكم، المعارضين، بدعمهم للإرهاب، قاصدين حزب "الشعوب الديموقراطي" (الذي حاز حوالى 13 في المئة من الأصوات) وهو مقرّب من حزب العمال الكردستاني المصنف بالمنظمة الإرهابية في تركيا.

وفي المقابل، عمد أعضاء الأحزاب المعارضة بنشر صور متفرقة وقديمة لأردوغان ورئيس الحزب الحاكم أحمد داوود أوغلو، وقد بدا عليهما التعب واليأس والبكاء، كما رفعوا صوراً وأعلاماً لكردستان.

المنافسة الحامية في صناديق الاقتراع إنتهت، إلا أنها باقية في وسائل التواصل الاجتماعي. وفيما يبدو أن حظوظ تشكيل حكومة تركية إئتلافية جديدة بعيدة المنال، يصبح إحتمال إجراء إنتخابات برلمانية ثانية بعد 45 يوماً، حسب الدستور التركي، ممكنة. ما يعني أننا قد نكون مدعوين جميعاً إلى منازلة انتخابية أخرى بعد فترة قصيرة، لنرى إن كانت الديموقراطية التركية تحتمل إنتخابات ثانية مُراقبَة بهذا القدر، وخاضعة لكل هذه الديناميات التحليلية والتنافسية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها