الأربعاء 2015/04/22

آخر تحديث: 18:06 (بيروت)

لسنا منَّا

الأربعاء 2015/04/22
لسنا منَّا
الصورة من صفحة "كوكب سوريا" في فايسبوك
increase حجم الخط decrease

منَّا القائد الأعلى الذي هللت له وتهلل الجماهير إلى الآن وهو يسحق الأعداء الصهاينة الذين لا نعرف شيئاً عنهم ثم اكتشفنا أنهم نحنُ.. إي والله يا أبو شريك طلعوا الجماعة نحنُ.

منَّا البطل الشجاع المدافع عن تراب الوطن الغالي يا غالي من اللصوص والطامعين والمتربصين اللي هم نحنُ. منَّا الشيخ الجليل الذي لا ينطق إلا بالحق ولو على رقبتك حتى طارت رقبتك واصطكت ركبتك وأنت ترى رقبة ابن الجيران تطير. ومنَّا الحرس المتيقظ الأمين على ذرات ترابك يا وطني وقد غنّى المطربون عن حراسة الذرات تلك.

منّا الجيش الوطني الجرَّار الذي على الأعداء كرَّار، منَّا حماة الديار عليهم سلام منك ومن أمثالك. فما أجمل أن تبدأ صباحك بإلقاء التحية والسلام على حماة الديار الذين يحمون الوطن منك؟

منّا الشبيحة والوحوش الذين تدرَّبوا أكثر من ميسي ورونالدو بمئات المرات فقط من أجل قتلك،  يأكلون الأفاعي في تدريباتهم ويزمجرون قبل البدء بالحديث كضرورة لتخويفك وترهيبك. في البدء كان الإرهاب، إي والله يا شباب.

منَّا التجار الكبار المبدعون الذين يبيعون أشياء لا يملكونها كالوطن وما شابه ذلك، ومنّا السياسيون الأكبر المختصون ببيع القضايا العامة وتأجيرها. منّا أبطال التحرير الذين حرَّروا الوطن منّا. منَّا الأب القائد الخالد الذي قرر أن لا يبقى أحد من ذريته على قيد الحياة. منّا الفدائيون الأشاوس الذين يحمون الوطن منَّا. منّا الجوارح وأسامة وعارف الطويل وابن الوهاج. منّا الكواسر وشقيف يا راجل.

منّا ناولني محارم على حب الوطن. منّا حبّيبة الوطن وعشاقه بعكالاتهم الشامخة الأبية ودشداشاتهم الناصعة البياض وهم يبذلون كل ما معهم من أموال ويرمونها تحت أفخاذ راقصة من راقصات الوطن. منّا الأمير الصغير الكتكوت اللي معه كم مليون دولار ففتح له والده إمارة عندنا على حسابه. ومنّا المدافعون عن القضية القومية الكردية حتى لا يبقى كردي واحد على وجه الأرض.

منّا المدافعون عن الإسلام حتى لا يبقى مسلم واحد غير إرهابي. ومنّا البطل الصنديد الذي حرر فلسطين المحتلة منّا. ومنّا الشاعر الكبير الذي صرع قفانا بالحرية منذ أن خُلِقنا والذي برأيه أنو ما بتلبقلنا. منّا الفيلسوف الذي يقول لنا أن الديمقراطية لا تليق بنا. ومنَّا النحّات الذي يصنع تماثيل القائد في أوقات الفراغ وفي أوقات العمل يقصف بيوتنا فوق رؤوسنا.

منّا جيش الوطن الذي صاهر الوطن، تجوَّز أخته.. شرعاً أو عرفي، مو متل جماعة زواج المتعة أو جهاد نكاح، لأ هدوليك مو منّا، غرباء، بس كمان أصهار الوطن، يعني صاروا منّا، آه منّا.

منّا العيون الساهرة على أمن الوطن وأمانه من أي محاولة منّا للعيش والحياة. منّا الشرطة في خدمة الشعب وتنظيف جيوبه من المال وعقله من الأفكار. منّا كل هؤلاء.. إلا نحنُ فَلَسنا على الأرجح منّا.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

الكاتب

مقالات أخرى للكاتب