الثلاثاء 2015/09/01

آخر تحديث: 15:51 (بيروت)

السياحة في سوريا: صورة نجدت أنزور تكفي!

الثلاثاء 2015/09/01
السياحة في سوريا: صورة نجدت أنزور تكفي!
increase حجم الخط decrease
تبدو حملة "أنا أنتمي" التي أطلقتها وزارة السياحة السورية لتنشيط ودعم السياحة في البلاد مثيرة للسخرية. فحقيقة أن النظام السوري، الى جانب تنظيم "داعش"، يتحملان مسؤولية تدمير جزء كبير من الآثار في سوريا، تنقلان الحملة من أهدافها النبيلة عبر السوشيال ميديا إلى التهكم حول الواقع المخيف الذي وصلت إليه قطاعات الحياة في البلاد بما فيها السياحة والآثار.

"سورية تاريخ وفن وحضارة"، شعار أساسي تطرحه الحملة. وفي الفيديو الترويجي لها، الذي غابت عنه المساهد السياحية، يظهر المخرج السوري نجدة أنزور وهو يتحدث عن انتمائه لسوريا الماضي والحاضر والمستقبل (موضوع الحملة الأساسي)، فيما تتردد في الفيديو من حين لآخر العبارات التقليدية المعتادة عند الحديث عن سوريا سياحياً (مهد الحضارات، موطن الأبجدية، ..).

الحملة في مواقع التواصل الاجتماعي، جزء من مبادرة رسمية تحمل ذات الاسم، ودعت فيها الوزارة الناس للتفاعل والتعبير عن انتمائهم للمكونات الثقافية والحضارية المختلفة في سوريا، باللغتين العربية والانكليزية، على أن تبدأ المشاركات بعبارة أن أنتمي أو نظيرتها الانكليزية I belong to.

تدمير جزء من المسرح الروماني الكبير في مدينة بصرى بمحافظة درعا جنوب البلاد، وتدمير معبدي "بيل" و"بعل شامين" في مدينة تدمر الأثرية وسط البلاد، إضافة للدمار الكبير الذي لحق بمدينة حلب وقلعتها الأثرية، هي أبرز الجرائم الكثيرة بحق التراث الإنساني في البلاد، رغم دعوات الأمم المتحدة ومنظمة "اليونيسكو" للحفاظ على الآثار وتحييدها في الحرب العشوائية للنظام للعام الخامس على التوالي. وكتبت صفحة المبادرة في "فايسبوك: "تطرح المبادرة مجموعة من الأيقونات المنتمية للتراث السوري والإنساني، برمزيتها كوسيلة وشكل من اشكال المساهمة بدعم التراث الإنساني ومقومات السياحة السورية بحوامل عدة كإعادة الترميم والبناء للمواقع والمبان الأثرية والتراثية، إلى جانب الترويج والتسويق لما يندرج تحت بند التراث الإنساني السوري".

وكانت جهات رسمية أخرى أطلقت منذ مطلع العام الحالي حملات مشابهة تدور في إطار الترويج للسياحة السورية، مثل حملة وزارة الإعلام "عيشها غير" التي دعت لتنشيط السياحة الداخلية، وحملة وكالة سانا "الصيف في سوريا" أواخر حزيران/يونير الماضي، وأثارتا استياء وسخرية كبيرتين على مواقع التواصل الاجتماعي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها