الجمعة 2014/11/21

آخر تحديث: 15:32 (بيروت)

أميركيون يناصرون فلسطين: أوقفوا الدعم والإبادة

الجمعة 2014/11/21
increase حجم الخط decrease

الفلسطينيون ليسوا وحدهم. هناك عالم آخر موازٍ لوسائل الإعلام والحكومات التي تخذلهم مرة تلو الأخرى. عالم مفتوح على مصراعيه ليعلن أي إنسان في العالم دعمه للفلسطينيين وقضيتهم. مواقع التواصل الإجتماعي هي هذا العالم، وباتت حاضرة بقوة أخيراً في سياق الحراك الشعبي الفسطيني المفتوح ضد الإحتلال الإسرائيلي.

ليست مجموعة "أميركيون ضد الإبادة الجماعية في غزة" في "فايسبوك"، الأحدث بين المجموعات والصفحات الإلكترونية الداعمة للفلسطينيين. لكنها واحدة من الأكثر تأثيراً، والأكثر تفاعلاً وتنوعاً. يمكن أن تجد فيها الرأي المعارض لاسرائيل. ما يدينها، وما يكشف زيف حملاتها. كما يمكن أن تجد، على مدار الساعة، الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر إسرائيل على حقيقتها ككيان معتدٍ، وسالب للحق. أنشئت الصفحة في "فايسبوك" إبان وبعد العدوان الأخير على غزة، وهي ليست مجموعة أميركية خالصة، بل تضم عرباً من دول متنوعة.

ويبدو أن إنشاء مثل تلك المجموعات، جاء بفضل حملات شرع بها عرب فلسطينيون وغير فلسطينيين مقيمين في أميركا، تضامناً مع فلسطين. إذ من غير المتوقع أن يبادر أميركيون إلى إبداء تضامنهم مع الفلسطينيين من تلقاء أنفسهم، وذلك في ظل السياسة الإشكالية للإعلام الأميركي التقليدي.

أهم ما في المجموعة، إنتاج ما من شأنه أن يضغط على اسرائيل، ويقلب الرأي العام الأميركي ضدها. بمعنى آخر، وظيفتها الأساسية تتمثل في دحض الشائعات الأميركية، وكشف الدعاية المضللة عبر نشاط إلكتروني لا يهدأ... أما الوظيفة الثانية، فتتمثل في حراك إلكتروني لفتح ثغرة في جدار الدعم غير المحدود لاسرائيل في الولايات المتحدة. يُرصد ذلك في الدعوة لتوقيع عريضة تدعو لإيقاف الدعم الأميركي العسكري لاسرائيل. وقع عليها خلال أيام، نحو 1800 شخص بوصف الدعم الأميركي تشجيعاً على الإستيطان غير الشرعي.

بأي حال، من شأن هذه المجموعة ومثيلاتها من الصفحات، أن تشكل بديلاً قوياً عن وسائل الإعلام الأميركية، ليطلّع المواطن الأميركي من خلال تفاعله مع أعضاء المجموعة على حقيقة ما يحصل في غزة والضفة الغربية والقدس من انتهاكات تقوم بها قوات الإحتلال يومياً. وهذا ما يحصل، إذ ينشر الأعضاء الكثير من المقالات باللغة الإنكليزية التي تتحدث عما يجري اليوم في القدس والضفة، من هدم للبيوت وملاحقة المدنيين الفلسطينيين واعتقالهم، فضلاً عن اختطاف بعضهم وقتلهم من قبل المستوطنين والمستعربين.

ويثير الكثير مما ينشر على حائط المجموعة، الجدل، بين الأعضاء، لكن أكثرها مثاراً للإهتمام هو ما ينبري له إسرائيليون، في معرض عرض روايتهم التي لا يمكن أن تحيد لازمة مظلوميتهم التاريخية.

ونشر أحد الأعضاء مُلصقاً عن صفحة إسرائيلية يقول بما يشبه التندر: "بالأمس قتل أكثر من 500 أيزيدي بينهم نساء وأطفال على يد داعش... والعالم ما زال يقول: الحرية لغزة!". ويرد العضو نفسه، ويرجّح أن يكون أميركياً:"لا تغيروا الموضوع أيها الإسرائيليون. أنا أحترم داعش أكثر منكم. أنتما الإثنان إرهابيان. أوقفوا إسرائيل. الحرية لفلسطين". وفي سياق نقاش حول منشور يتحدث عن المستوطنات وكيف أن المستوطنين يخرجون منها للإعتداء على الفلسطينيين، قالت عضوة في الصفحة: "هل تعرف ماذا ترى في الإعلام الأميركي؟ لائحة بالجرائم الفلسطينية بحق الإسرائيليين، لكنك لن ترى العكس أبداً"، في حين أجاب آخر بأن الإعلام الأميركي "يُدار بواسطة المال الصهيوني". 

إلى جانب مقاطع الفيديو والصور التي تتحدث عن ضرورة مقاطعة البضائع الإسرائيلية، يشن أعضاء الصفحة حملة مضادة للسياسة الأميركية عالمياً، وأيضاً في الشق المتعلق بدعمها لإسرائيل مالياً وإعلامياً وعسكرياً. وفي إحدى الصور نجد الرئيس الاميركي باراك أوباما يرفع النخب قبالة جرحى مدنيين تحوم فوق رؤوسهم طائرة "الدرونز".

هذه المجموعة، وغيرها من حملات التضامن، تؤسس لفهم متحرر من سطوة الإعلام الأميركي السائد، ومنها ما يضخه في عقول الجمهور الأميركي حول سياسة بلاده حيال فلسطين والعالم. قد لا تؤتي هذه الحملات نتائج كبرى أو ملموسة قريباً، لكنها حتماً تفتح الطريق أمام وعي جديد للحقيقة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها