الجمعة 2015/03/27

آخر تحديث: 17:03 (بيروت)

"بنت البلد" الفلسطينية تكافح جرائم الشرف

الجمعة 2015/03/27
"بنت البلد" الفلسطينية تكافح جرائم الشرف
تعمل الحملة على تشكيل وعي ضد استغلال المرأة
increase حجم الخط decrease

حماية المرأة الفلسطينية من جرائم الشرف، ليست المهمة الوحيدة لحملة "بنت البلد". ثمة ما يوازي القضية أهمية، وهو الإستغلال الجنسي. ارتفعت مرتبة التوعية من الحاضنة الإجتماعية للفلسطينيات، الى وسائل متنوعة من وسائل الإعلام التقليدي والتفاعلي، في ظل وجود نسب مرتفعة من الأمية الإلكترونية بين النساء الفلسطينيات، ما يحول دون حصد نتائج التوعية عبر الوسائل الالكترونية حصراً.

وفق هذا الواقع، يحاول الناشط الإلكتروني سائد كرزون، إيجاد طريقة توعي المرأة الفلسطينية بحقوقها وكيفية حمايتها لنفسها. أطلق حملة "بنت البلد" أو "Mapping her"، التي تسعى لأن تعالج قضايا المرأة إعلامياً، بدءاً من حمايتها من جرائم الشرف والإستغلال الجنسي، الى أبسط حقوقها، في بلاد تقع تحت الإحتلال، ويتحكم فيها القانون العشائري، برعاية إجتماعية صارمة.

جرائم الشرف، الواقعة في أسفل درك تقاليد المجتمع العربي، لا تزال موجودة إلى اليوم في فلسطين. أما القضاء الذي يفترض به أن يتعاطى مع أي جريمة كهذه على أساس وجود قتيل وقاتل، وتبيان حق المقتول ومحاسبة القاتل، فإنه غالباً ما يلتمس الأعذار للأخير. ويؤكد الفلسطينيون أنه لا تزال هناك جرائم شرف قليلاً ما يسلط الإعلام الضوء عليها. والحملة التي أطلقتها مؤسسة "تغيير للإعلام المجتمعي" يبدو أنها ستفيد الكثير من النساء الفلسطينيات اللواتي يفتقدن السبل إلى التعبير عن مخاوفهن وطموحاتهن، فهي تحثهن بطريقة ما على ممارسة أدوراهن خارج نطاق الأسرة.

تتبع الحملة ثلاث وسائل تكنولوجية بهدف "التعريف بقضية المرأة وحقوقها وحمايتها من القتل والعنف" كما يقول كرزون لـــ"المدن". هذه الوسائل التي ستجد مكانها على مواقع التواصل الإجتماعي قريباً، إحداها عبارة عن عريضة إلكترونية لتجميع تواقيع أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين والفلسطينييات، للضغط على الرئيس محمود عباس، من أجل تغيير القوانين التي تشكل ظلماً بحق المرأة.

لكن لا يمكن التكهن بمدى تمكّن محمود عباس من الإستجابة لبنود هذه العريضة التي ستسلم نتائجها لرئيس الوزراء رامي الحمد لله، في 1/10/2015، حيث أن البيئة الدينية قد لا تسمح له بخوض غمار تغيير القوانين المتعلقة بالمرأة بعيداً عن الشرع الإسلامي والمسيحي، دون أي مشاكل تذكر. وتتضاعف الصعوبة، بالنظر الى أن مهمة الحملة، ليس فقط حماية المرأة من جرائم الشرف، بل حمايتها من الإستغلال الجنسي كما هي الحال مع الإعلانات، فضلاً عن التعريف بنساء فلسطينيات رائدات في مجالات متنوعة، وذلك من خلال ملصقات "انفوغرافيك بنت البلد" الصادرة عن الحملة.

وتتمثل الوسيلة الثانية للحملة في تطبيقMapping Her App ، فرصة لتدريب الصحافيات والمدونات والمدونين والنشطاء لنشر محتوى تفاعلي على شكل (نص وتدوينة، صورة، فيلم، مقطع صوتي). يتخصص التطبيق بتوثيق قضايا القتل على خلفية الشرف من مختلف المناطق الجغرافية، فضلاً عن التحرش، والضرب والعنف. إضافة إلى تطبيق "كيف تحمي نفسك؟" وهو توضيح للطرق التي على الإناث اتباعها في حال تعرضن للتحرش الجنسي.

المنصة التفاعلية لـ"بنت البلد"، أُرجئ إطلاقها الى وقت قريب، حيث سيقوم المسؤولون عنها بـ"جمع كل قصص النساء اللواتي قتلن على خلفية الشرف، التحرش، التعذيب، وتحويلها إلى مادة بصرية انفوغرافيك بطريقة تفاعلية ونشرها في المنصة"، كما يوضح كرزون، بحيث تصبح متوفرة لأي شخص سواء كان مهتماً، أو دارساً، أو باحثاً، أو ناشطاً، أو من صانعي القرار في المؤسسات الحكومية الفلسطينية والدولية للحصول على المعلومات بكبسة زر.

وسيكون نشطاء التواصل الإجتماعي، هم الركن الأساسي في الترويج للحملة، بحيث يمكن الوصول إلى أكبر عدد ممكن من مستخدمي الإنترنت، خصوصاً أن الحملة توصلت إلى معلومات تفيد بأن ما نسبته 50% من الشباب الفلسطيني لا يقرأ الصحف، وبالتالي فإن هناك حاجة لوسيلة أخرى لإيصال كل الأفكار والطروحات المتعلقة بحقوق المرأة الفلسطينية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها