الإثنين 2015/03/30

آخر تحديث: 18:30 (بيروت)

صحافيون يمنيون يروون لـ"المدن" إعتداءات الحوثيين

صحافيون يمنيون يروون لـ"المدن" إعتداءات الحوثيين
increase حجم الخط decrease
كشف قيادي رفيع وموثوق في نقابة الصحافيين اليمنيين، لـ"المدن"، عن استعدادات الاتحاد الدولي للصحافيين، و"نقابة الصحافيين اليمنيين"، وشركائهما الإقليميين والدوليين، "للاعداد لتنظيم اجتماع دولي سيعقد في اقرب فرصة"، يهدف الى "تسليط الضوء على الوضع الخطير الذي يعمل في ظله الصحافيون اليمنيون وانعدام الحماية لحرية التعبير في اليمن".

وتتعمد جماعة الحوثيين "ارهاب الاعلام والصحافيين بشكل متسارع منذ اشهر". وأخيراً، إتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، الحوثيين بـ"ارتكاب اعتداءات واساءات تزايدت في الأسابيع الأخيرة بحق وسائل الإعلام". وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة في بلاغ صحافي، إن "انهيار الأمن في أرجاء اليمن عرّض وسائل الإعلام في البلاد لمخاطر متزايدة"، مناشداً جميع الأطراف في اليمن أن "ترسل رسالة واضحة لقواتها تفيد بوقف تهديد الصحافيين والاعتداء عليهم".

وكانت وسائل إعلامية تعرضت للإقتحام من قبل مسلحي جماعة الحوثي، الخميس والجمعة، حيث تعرضت مقرات قناة "يمن شباب" وقناة "سهيل"، ومكتب قناة "الجزيرة" في صنعاء وصحيفة "المصدر"، للإقتحام، واحتجاز عدد من طواقمها.

ويروي الصحافي في جريدة "المصدر"، طلال الشبيبي، لـ"المدن"، كيف نجا من اقتحام ميليشيات الحوثي للجريدة ولمكاتب قناة "يمن شباب" الواقعة في المبنى نفسه بوسط صنعاء: "دخلوا علينا شاهرين أسلحتهم.. ووصفونا بأننا عملاء أميركا واسرائيل.. وخاطبونا بالقول يا حقراء يا تافهين". واضاف: "كان أحدهم ملثماً، وطلب من كل شخص تعرض للتفتيش، أن يخرج على طول، وأمرنا ان نترك كل ما بحوزتنا من أجهزة.. غادرتُ المكتب أنا وبعض الزملاء، وتم احتجاز الباقيين". وقال الشبيبي: "هجموا علينا كذئاب بلا أي مبرر، وحتى الآن لا أعرف كيف تخلصت من الموقف من دون أن ينتبهوا".

هذه الحادثة، يبدو أنها لن تكون الاخيرة. فجماعة الحوثيين زادت من شدة تحذيراتها لوسائل الاعلام وللصحافة، وصادرت أجهزة وهواتف الاعلاميين الذين تعرض بعضهم الى الاعتداء بأعقاب البنادق "تحت مبرر ظروف الحرب" قبل احتجازهم لساعات، كما قال مراد العريفي، أحد ضحايا الإعتداء.

عقب الحادثة، وجهت نقابة الصحافيين اليمنيين نداء عاجلاً، تفاعل معه أغلب المنتسبين اليها، يطالب باطلاق سراح جميع الزملاء المحتجزين فوراً، "وتحميل جماعة الحوثي مسؤولية ما قد يتعرضون له". وقالت النقابة إنها تتابع "ما تتعرض له وسائل الإعلام بقلق بالغ في ظل تزايد المخاطر تجاه الصحافيين الذين صاروا محط استهداف وملاحقة واختطاف واعتداء وقتل في حالة غاية في الخطورة وتهدد حرية الرأي والتعبير في اليمن".

لكن الصحافي سامي نعمان، أحد الذين تعرضوا للاختطاف من قبل الجماعة وأفرج عنه بعد مصادرة جهازه الشخصي، وجه رسالة مؤثرة الى زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي ورجاله، قال فيها: "كمبيوتري الخاص وملحقاته، ليس منهوباً من معسكرات الجيش.. ولا مغتصباً من المؤسسات الحكومية.. ولا مسلوبا من منازل قيادات الاصلاح.. ولا مالاً حراماً مقابل عمالة لدولة خارجية، سواء كانت السعودية أو إيران.. ليس كل ذلك لأصمت عن استمرار مصادرتكم له ولأجهزة زملائي، رغم وعودكم بإعادتها.. كمبيوتري الخاص وملحقاته، دفعت ثمنه تقسيطاً على حساب قوت أسرتي لأشهر، ولن أضحي به، ولن أسكت عنه، لأن ما قمتم به أنتم هو الجريمة التي ليس لكم اي سلطة لارتكابها سوى استقوائكم علينا بالسلاح والمقاتلين، وجرأتكم على اقتراف الجريمة بدون ضوابط".

وكانت نقابة الصحافيين تلقت الاسبوع الماضي بلاغاً من الزميل صالح المنصوب، مراسل صحيفة "الوحدوي" في الضالع، يفيد فيه بتعرضه لاعتداء من قبل مسلحين يتبعون جماعة الحوثي في منطقة قعطبة، ومصادرة كاميراته وهاتفه بعد إشهار الاسلحة عليه. كما تلقت نقابة الصحافيين اليمنيين بلاغاً من زملاء الصحافي حمود الشرعبي الذي يعمل في وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التي يسيطر عليها الحوثيون، يفيدون فيه باختطافه من قبل مسلحين اقتحموا منزله واخذوه عنوة.

وكان الحوثيون قاموا بتعيين صحافيين موالين لهم في التلفزيون ومؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر، فيما أكدت النقابة أنها "تتابع استمرار الميليشيا الحوثية في انتهاك الحريات الصحافية وقمعها ومطاردة الأصوات المعارضة، وارتكابها جريمة تدمير ممنهج للمؤسسات الاعلامية القائمة من خلال التدخل الفج في شؤونها الادارية والتحريرية والمالية بفصل الكوادر وتعيين اشخاص آخرين لقيادتها، وهي لا تمتلك اي شرعية في قرارات التعيين لقيادات المؤسسات الاعلامية كما حدث في التلفزيون ومؤسسة الثورة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها