الجمعة 2015/10/09

آخر تحديث: 19:47 (بيروت)

"المستعربون".. شبيحة اسرائيل كشفتهم مواقع التواصل

الجمعة 2015/10/09
"المستعربون".. شبيحة اسرائيل كشفتهم مواقع التواصل
يشنون حملات اعتقال بالوكالة عن القوات الاسرائيلية
increase حجم الخط decrease
بكوفياتهم، ولكنتهم الفلسطينية، يتجوّل "المستعربون" بين الفلسطينيين. يشنون حملات دهم لاعتقال ناشطين، وينفذون عمليات اغتيال لصالح المخابرات الاسرائيلية. هم ذراع قوات الاحتلال، ونفَسها في الاحياء الفلسطينية. "شبيحة اسرائيل" الذين تولت مواقع التواصل الاجتماعي فضحهم، إثر تصوير مقطعي فيديو يكشف دورهم.

"إحذرونا يا مستعربين فرصاصنا في بيت إيل ينتظركم غداً". يقول محمد داوود في حسابه في "تويتر". تعكس هذه التغريدة واقعاً يواجهه الفلسطينيون منذ الانتفاضة الأولى في العام 1988. هذا الواقع يكرر نفسه اليوم مع اندلاع الاشتباكات اليومية في المدن والقرى الفلسطينية، في سياق ما يتمنى الفلسطينيون أن يكون "انتفاضة ثالثة".

وتشارك الفلسطينيون جملة من الإرشادات في فايسبوك تجعل المتظاهرين يتعرفون إلى المستعربين، ومنها أن هؤلاء لا يضعون بلوزاتهم تحت بناطيلهم لاخفاء سلاحهم، كما أنهم ينتعلون أحذية رياضية غالباً ما تكون من ماركات عالمية، ويتمتعون ببنية جسدية متينة تمكنهم من السيطرة على أشخاص آخرين، كما جاء في صورة توضيحية نشرتها "شبكة القدس الاخبارية".

الواقع القديم المتجدد يمكن اختصاره في خطرين تتباين درجة عنفهما وقوتهما. الأول واضح الهوية ويتمثل في جنود الاحتلال، الذي صار يعرف الفلسطينيون كيفية التعامل معه وفق قواعد مستمدة من تجربة طويلة. أما الخطر الثاني، فمن سماته أنه "مشوش الهوية". هم "شبيحة" بالمعنى الامني الشائع، مما يجعل من محاولة تفاديه أمر معقد. هذا الخطر اسمه "المستعربون". هم، قوة اسرائيل الخفية، و"على الشبان الفلسطينيين فك شيفرتها بسرعة"، في حمأة المواجهات مع الجنود والشرطة الإسرائيلية.

وتداول الناشطون في الايام الماضية في موقعي فايسبوك وتويتر تحت وسم #مستعربين صوراً ومقاطع فيديو، تظهر هؤلاء كيف يشاركون قوات الاحتلال في اعتقال الشبان الفلسطينيين وإطلاق النار عليهم.

ودعا البعض منهم في "تويتر" الفلسطينيين إلى استخدام الخدعة نفسها التي تعتمدها إسرائيل معهم من خلال المستعربين. وغرّد محمد بن خليان: "توظف إسرائيل مستعربين بالزي الفلسطيني".

وتشير التحقيقات التي أجرتها مؤسسات فلسطينية وما سرّبته وسائل الاعلام الإسرائيلية عن المستعربين إلى وجود وحدتين تم تأسيسهما ودمجهما لاحقاً بجهاز الامن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" وجيش الاحتلال. هاتان الوحدتان يطلق عليهما إسما "دوفدوفان" و"شمشون".

ويخضع المستعربون لتدريبات مكثفة حيث يتقنون اللكنة الفلسطينية، ويتعرّفون إلى عادات الفلسطينيين وثقافتهم بدقة، فيتلبسون أدوار أناس فلسطينيين عاديين ويرتدون الكوفية، ولذلك فإن أكثرهم يعيشون داخل القرى والبلدات الفلسطينية مما يجعلهم عيوناً للاحتلال في قلب المجتمع الفلسطيني، وأدواته في الاغتيال.

وتناقل الناشطون الفلسطينيون على الفضاء الالكتروني، أول من أمس، معلومات عن قيام المستعربين بالدخول إلى إحدى مستشفيات نابلس، متظاهرين بإصابة أحد أفرادهم في الرأس من جراء المواجهات مع الشرطة الاسرائيلية، ليتبين أن الامر كان خدعة لاعتقال أحد الناشطين الفلسطنيين من داخل إحدى غرف المستشفى، وهذا ما حصل.

وجود المستعربين يقلق المتظاهرين والناشطين الفلسطينيين ويتسبب في أحيان كثيرة في ارباكهم. هذا ما يمكن الوقوع عليه في تغريدة لا تخلو من الطرافة للفلسطيني إبراهيم أبر الذي قال "أي سيارة جاي جهة المواجهات مليانة شباب فهي سيارة #مستعربين ولو كان فيها محمد عساف شخصياً".

ويلعب المستعربون أدوارهم بإتقان فيتصدرون التظاهرات وهم ملثمون ويشاركون في إلقاء الحجارة على جنود الاحتلال ما يشعر المتظاهرين بأنهم جزء منهم. وقد لعب وجود المستعربين دوراً في انعدام الثقة بين المتظاهرين. ولذلك غردت ليلى: "لو عندكم شوية ثقة بصهيونيتكم ورجونا وجهكم يا #مستعربين".

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها