الخميس 2015/11/26

آخر تحديث: 19:35 (بيروت)

محمد الفاتح يهزم كاسبرسكي

الخميس 2015/11/26
محمد الفاتح يهزم كاسبرسكي
القرصان التركي سكورسكي اعلن الخميس قرصنة 100 موقع روسي ويواظب على نشر صورة السلطان محمد الفاتح
increase حجم الخط decrease
لم تنتهِ الامبراطوريتان، العثمانية والروسية، في الحرب العالمية الاولى... كما لم تنتهِ ذيول الصدامات بينهما التي ناهزت الـ13. تعود اليوم، في مواقع التواصل الإجتماعي، الى مربعها الاول. إذ إنتشرت صور السلطان العثماني محمد الفاتح على نطاق واسع في مواقع التواصل التركية، مرفقة بصورة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في إشارة الى أن السلطان الذي أخرج الروس في العام 1453 من القسطنطينية، بدخوله "مدينة الروم البيزنطيين"، يتكرر اليوم مع أردوغان الذي "سيخرج الروس مهزومين من الحدود السورية التركية".

ولم يردّ المدوّنون الروس بأدبيات التاريخ نفسه. ربما، لم يجدوا مادة للانتصارات الروسية على تركيا، تضاهي، بحجمها، الصورة التي اعتمدها الأتراك للسلطان محمد الفاتح، أثناء "فتح القسطنطينية". فالروس، الذين شاءت الاقدار أن تتبدل حقبات حكمهم، منذ 500 عام، وفق قاعدة "طمس" الحقبة الجديدة للحقبات الماضية، لم يجدوا في العصر الحديث إلا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منقذاً. يعتمدون عليه، إفتراضياً، ليتحدى "المسؤول عن أسلمة تركيا". وخلافاً لذلك، أتاحوا للأتراك فرصة استعادة التاريخ، والبناء عليه.

الإنتصارات التاريخية العثمانية، تخطّت مبدأ الحرب المعلنة، بشكليها الاقتصادي والعسكري بين البلدين. إنسحبت على حرب القرصنة الإلكترونية التي لجأ اليها الاتراك، عقب إسقاط الطائرة الروسية. الإنتصار هنا، لا يقتصر على القدرة على اختراق المواقع الرسمية الروسية، والسورية بعدها، بحسب ما أعلن القرصان التركي سكورسكي. هو هزيمة لمنظومة الدفاع الالكترونية الروسية، التي تمثلها شركة "كاسبرسكي"، مفخرة الانتاجات الروسية، التي كشفت في وقت سابق الاختراق للمنظومة النووية الايرانية، واتهمت طهران آنذاك اسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف وراءها.

غير أن استثمار الحرب الإلكترونية، يصبح بلا معنى إذا لم يؤخذ على منحى سياسي. من هذا المنطلق، حشد القرصان سكورسكي كافة مواد الحرب الاعلامية بين الطرفين، وأرجعها الى الحروب العثمانية مع الروس. لخّص اتهامات بوتين لأردوغان بـ"أسلمة تركيا"، والحرب من أجل التركمان، في صورة واحدة. هي صورة السلطان محمد الفاتح. وبها، استناداً الى رمزياتها، قصف الجبهة الاعلامية الروسية بالتاريخ والدين والمشاعر الإثنية، محدداً أدبيات جديدة للمواجهة الروسية – التركية بأكملها. وأكمل سكورسكي حربه اليوم، معلناً، الخميس، في صفحته في "تويتر"، انه اخترق 100 موقع روسي.

الروس، لم يكن أمامهم إلا استهداف اردوغان بالشخصيّ. نشروا صوراً لنجل الرئيس التركي، بلال أردوغان، الى جانب مقاتلين ملتحين، قالوا انهم من مقاتلي "داعش". وبُني على الصورة لتأكيد اتهامات موسكو بأن تركيا مسؤولة عن بيع نفط "داعش".

حرب روسيا وموسكو، إلكترونية أيضاً، بأدوات غير حكومية. يحركها التاريخ، وخلق اساطير حرب جديدة، قد تنتهي بدخول الروس في ساحاتها، رغم أنهم لا زالوا في موقع "الترقّب".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها