الأحد 2015/10/04

آخر تحديث: 16:12 (بيروت)

عند "مجتهد" الخبر السعودي.. اليقين؟

الأحد 2015/10/04
عند "مجتهد" الخبر السعودي.. اليقين؟
من ضمن التكهنات بحقيقة هويته أنه "يعود إلى رأس الفتنة في الخارج سعد الفقيه" (غيتي)
increase حجم الخط decrease
عند "مجتهد" الخبر اليقين. هذا ما يحاول البعض ترويجه، بغرض البناء عليه في معارك سياسية مع السعودية، استناداً الى تفاعل بعض متابعيه في "تويتر" معه. المغرد مجتهد أو "أسانج السعودية"، كما يطلق عليه البعض، استطاع منذ العام 2011 أن يبني لشخصيته المجهولة الهوية، حيزاً كبيراً بين المغردين في السعودية. وهو ما لم تتأتَ أهميته من مجرد نشاط الكتروني يضعه في خانة واحدة مع أفعل الناشطين وأكثرهم تأثيراً في "تويتر"، بل من ثقة راكمها عند شريحة واسعة من متابعيه، لقناعة هؤلاء بقدرته على "كشف" ما يجري في كواليس السياسة السعودية، وما تخفيه السلطة عن الناس.

التفاعل الملحوظ مع تغريدات "مجتهد"، والمكانة الافتراضية التي حازها نتيجة للثقة التي يبديها عدد كبير من متابعيه تجاه ما ينشره في حسابه التويتري، يرجح أن تكون الدافع وراء قرصنة حسابه من قبل مجموعة تطلق على نفسها اسم "العوجا هكرز"، وذلك قبل أن يتمكن من استعادته قبل أيام قليلة. فقد عدّل القراصنة إسم حساب مجتهد إلى "آية الله مجتهد"، ووعدوا المتابعين بــ"40 جيجا من الملفات السرية الموثقة لشخص معروف بخيانته لوطنه، وأصبح مطية للفرس، وفيها ما يشيب منه الولدان.. ترقبونا قريبًا".

من جهته قال مجتهد بعد استرداد حسابه: "تم بحمد الله استرجاع الحساب. يجري الآن استعادة الاسم الأصلي mujtahidd بعد ان استخدم في حساب آخر كما يجري استعادة المتابعين".

وبمجرد عودة الحساب، أعاد "مجتهد" نشر خطابين لأمير سعودي، إذ أبدى اعتقاده بأنهما كانا سبباً في قرصنة حسابه. وضمن تغريدات أخرى، أشار "مجتهد" إلى أن الأمير معدّ هذين الخطابين، قد أدلى بتصريحات لكبريات الصحف الأجنبية، حيث نقلت عنه إحداها، وهي صحيفة "الغارديان"، قوله إن هناك "تململاً في العائلة من القيادة"، و"محمد بن سلمان يدير البلد"، و"عدد من أعمامي وأبناء عمي سيجتمعون لمناقشة الخطابين".

كثير من التكهنات تدور حول الشخصية الحقيقة لـ"مجتهد"، غير أن إحدى الصحف السعودية أكدت أن صاحب هذا الحساب الذي "ينشر الأكاذيب والشائعات والتدليس على المملكة، يرجع إلى رأس الفتنة في الخارج سعد الفقيه". والفقيه هو معارض سعودي يرأس "الحركة الإسلامية للإصلاح" ويقيم في لندن، في حين تتحدث معلومات أخرى تداولتها وسائل إعلام عربية عن أن الحساب يعود لأحد أمراء السعودية.

والواقع ان "مجتهد"، شاء أم أبى، خرج من إطاره المحلي. فباتت تغريداته مادة للاستثمار في الخارج، بوصفها معلومات من داخل القصور الملكية، تكشف خفايا ما لا يُنقل في وسائل الاعلام. خصوم السعودية في الخارج، روّجوا لها، وبنوا عليها، للإضاءة الى تململ في الداخل، وهو ما صنع له حيزاً كبيراً من الوجود الافتراضي، بوصف معلوماته "موثوقة وبديلة".

وتتمحور تغريدات مجتهد حول "كشف" ما يراه "فساداً مالياً داخل القيادة السعودية، التي تحرم الشعب السعودي من حقه في ثروات البلاد، وكذلك عدم قدرة هذه القيادة على الاستمرار في الحكم إذا بقيت على سياستها في إقصاء من هم أصحاب خبرة وحق في الوصول إلى السلطة من آل سعود مستمرة"، على حد زعمه. وهو الأمر الذي يدفع بالكثير من المغردين السعوديين إلى التفاعل مع تغريداته سواء بتقريعه واتهامه بالكذب، أو بالثناء على دوره في كشف ما خفي عليهم.

وفي وقت سابق، أجرى موقع قناة الحرة  مقابلة مع "مجتهد" ناقشه خلالها في عدد من القضايا، من ضمنها "عملية الاصلاح داخل المملكة"، وهو ما علّق عليه مجتهد بالقول إن "إشراك الشباب في المؤسسات العامة لا يعدّ إصلاحاً". وأضاف: "لم يطرأ أي تغيير على إمساك آل سعود المطلق بالسلطة ولا في حصانتهم المطلقة من المحاسبة ولا في توسيع الشفافية ولا في استقلال القضاء ولا في حرية التعبير ولا حرية التجمعات‎، بالعكس التوجه في هذه الأمور للأسوأ‎". وتابع "لم يطرأ أي تغيير في محاربة الفساد المالي والإداري ولا تزال مشاريع الدولة ومناقصاتها وسيلة ممتازة لسرقات كبار المسؤولين".

ويضفي  جزء كبير من متابعي "مجتهد" مصداقية على تغريداته، لاعتقادهم بأنها غالباً ما "تتنبأ" بالامر قبل حدوثه، منها على سبيل المثال "تنبؤه" بزيارة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي إلى السعودية، إضافة إلى قضية الأميرة سارة بنت طلال بن عبد العزيز، التي طلبت اللجوء إلى بريطانيا.

وغالباً ما ينقل "مجتهد" الكلام عن مصادر لا يفصح عنها، كما في قضية الأميرة سارة، حيث قال في إحدى تغريداته: "يستنتج هؤلاء أن الأسرة (الحاكمة) بعد هذا الفشل في حل مشكلة داخلية بسيطة رغم واجب أخلاقي تجاه "العرض"، دليل على أن الأسرة تتجه للانهيار ثم زوال الحكم".

وشكلت ظاهرة "مجتهد" حافزاً لبروز شخصيات افتراضية شبيهة ومجهولة الهوية، تحاول أن تلعب الدور نفسه في "كشف الأسرار"، غير أن المتابع لها سيلحظ أنها ليست على المستوى ذاته كما "مجتهد" لناحية عدد المتابعين والقدرة على التأثير، ومن هؤلاء حساب "مجتهد الامارات".

ويظهر أن عدد المغردين الذين يتابعهم "مجتهد" قلة، إذ لم يتخطوا 31 حساباً. في حين يبلغ عدد متابعيه المليون و430 ألف متابع. وينشط "مجتهد" في الفترة المسائية ما بين العاشرة والثانية عشرة ليلاً، وفي يومين محددين في الأسبوع هما الأربعاء والخميس.


increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها