"كوكب سوريا" ينتظر العالم في 7 نيسان

أكثر من 220 ألف إنسان قتل في سوريا منذ اندلاع الأزمة وحتى اليوم، فيما أجبرعشرة ملايين شخص (إي ما يعادل نصف السكان)على مغادرة منازلهم، بالإضافة إلى اعتقال مئات الآلاف من السجناء السياسيين، إلى جانب ما يزيد من 640 ألف إنسان يعيش تحت حصار وحشي يحول دون وصولهم للماء والطعام والطبابة.

أمام هذه الواقع، أطلق نشطاء سوريون حملة عالمية بعنوان "كوكب سوريا" تحث العالم على التضامن مع سوريا والمشاركة بفعاليات الحملة للمطالبة بوقف العنف والتطرف، إلى جانب الانضمام لنداء النشطاء السلميين حول العالم لوقف البراميل المتفجرة وتوحيد سوريا خلف قادة جدد.

وفيما أطلق النشطاء موقعاً الكترونياً للحملة، أشاروا إلى أن تسمية "كوكب سوريا" هي نتيجة شعور السوريين بأن الجميع بات يعاملهم وكأنهم على كوكب آخر، مع إيمانهم بأن الحقوق التي يطالبون بها هي تلك التي يجب أن يتمتع بها كل إنسان في أي مكان على وجه الأرض، كما أنهم يتضامنون مع كل إنسان يناضل من أجل حقوقه حول هذا الكوكب، لكن مطالبهم من أجل الحرية والديموقراطية قوبلت من قبل الكثيرين كأنها مطالب غريبة أو غير مألوفة إطلاقاً.

وعليه، طالب النشطاء الجمعيات والمنظمات الحقوقية والنشطاء حول العالم للعمل سوية لهدفين أساسيين، حيث يتمثل الأول بإيقاف البراميل المتفجرة التي يلقيها نظام الأسد والغارات الجوية، والثاني مفاوضات تجمع كل أطراف النزاع في سورية ومناصريهم الدوليين. كما طالب القيمون على الحملة المجتمع الدولي متابعة مطالبه بإلزام النظام بوقف رمي البراميل المتفجرة والغارات الجوية حتى لو استدعى ذلك فرض منطقة حظر جوي، مع مطالبتهم بإجراء محادثات سلام جدية، تجمع كل الأطراف المتنازعة في سوريا بدعم قوي من المجتمع الدولي.  

ودعا مطلقي حملة "كوكب سوريا" النشطاء حول العالم بالتوقيع على التضامن مع نداء الحملة، ليكونوا دوماً على اطلاع بمجرياتها، وأن يقوموا بالتحث مع أي مجموعة أو منظمة أو أحد أعضاءها وإقناعهم بالانضمام للحملة، إضافة إلى الاستعداد في 7 نيسان/أبريل، حيث ستنطلق مظاهرات تضامنية حول العالم من أجل سوريا وشعبها لتكون الخطوة التي سوف تكلل جهود التحضيرات لإنجاح هذه الحملة.

ففي شهر كانون الأول/ديسمبر 2014، اجتمعت مجموعة من النشطاء السوريين وغير السوريين للتعبير عن سخطها بسبب عدم بذل الجهود لوقف العنف الدائر في سوريا. وقاموا بإجراء مسح يعتمد مقابلات شخصية مع 277 ناشط سوري سلمي بارز حول سوريا، بغية ربط الحملة بمطالبهم بشكل وثيق. وقاموا بعدها بصياغة مسودة لبيان الحملة بناء على مخرجات المسح، ومن ثم تواصلوا مع مجموعات سورية وسألوهم فيما لو كان لديهم استعداد لاضافة اسمائهم لنداء الحملة.

وإذ يشير النشطاء القيمون على الحملة إلى أنهم لا يدعون بأنهم  يمثلون كل السوريين أو حتى النشطاء السلميين كافة، لأن إدعاء أمر كهذا هو شيء غير منظقي ولا نقوم به، لكنهم يعتبرون أن ما يقومون به هو محاولة اتباع آلية لديها موثوقية وشرعية. علماً أن هذه العملية كانت تحدياً واجهه جميعا، لكن بالنسبة إليهم "هم يظلون على قناعة بأن التضامن الشفاف والمخلص يتطلب الاستماع إلى أولئك الذين يشبهونا ويدركون الواقع كما هو على الأرض ، كلنا أمل أن تكون أنت أيضاً كذلك".