الخميس 2014/11/20

آخر تحديث: 18:31 (بيروت)

فلسطينيون يتنصلون من ممثليهم السياسيين

الخميس 2014/11/20
فلسطينيون يتنصلون من ممثليهم السياسيين
تجدد النقاش حول دور الفصائل الفلسطينية وغيابها "استراتيجياً" لسنوات (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

إحتدم النقاش الفلسطيني في مواقع التواصل الإجتماعي، إثر تبني تنظيم "الجبهة الشعبية" عملية القدس، ليطرح إشكالية جديدة مرتبطة بـ"إستغلال الحدث"، وأسئلة عن "إستراتيجية الفصائل"، ما يشير الى عمق الخلاف الفلسطيني، والإنقسام الحاد على خلفيات الأحداث وتبنيها.

وأظهرت التعليقات أن الفلسطينيين، وصلوا الى حدود التنصل من كل القيادات الفلسطينية. احداها تتبنى، الأخرى تتنصل، الثالثة تدين، الرابعة تستغل الحدث بهدف التحريض... ويبدو أن الفلسطينيين أمام انفصال كامل عن كل المواقف الرسمية الفلسطينية، سواء في الأراضي المحتلة أو في أرض السلطة الفلسطينية، ولا تمثل القاعدة الشعبية مصدر شرعية لتلك الفصائل والتشكيلات السياسية.

وكانت المواجهات في القدس أخذت منحى آخر بعد عملية شنق الشّاب حسن يوسف الرموني (30 عاماً) على أيدي مستوطنين، وكان يعمل سائقاً لشركة باصات "ايجد" الإسرائيلية، ليأتي الرد سريعاً هذه المرة وبتكتيك مختلف على يدي شابّين من المدينة، حيث اقتحم عدي وغسان أبو جمل (مقدسيَين من جبل المكبّر)، المعهد اليهودي بالقدس، بسلاح ناري وسكين، فقتل 5 مستوطنين، وتم إعدام الشابين المنفّذين ميدانياً من قبل قوات الشرطة الإسرائيلية.

ما يختلف في هذه المرّة أن الجبهة الشعبية تبنت الهجوم بعد ساعات، بالطريقة نفسها التي تبنت فيها حركة "حماس" عملية خطف المستوطنين في مدينة الخليل مساء 11 يونيو/حزيران الماضي، بفارق إعلان الحركة عن العملية بعد حوالى شهور ثلاثة، على لسان أحد قيادييها، الأسير المحرر صالح العاروري.

وكتبت رنا بشارة عبر حسابها في "فايسبوك": "بعيداً من "الإدانة" أو المُباركة"، أن نجد منّا من يدين عملية الكنيس اليوم من جهة، ومن يُباركها من جهة أخرى، ليس سوى نتيجة طبيعية لحالة الغياب "الاستراتيجي" للفصائل الفلسطينية عموماً، باستثناء حزب السّلطة الذي يتشكّل أساساً من حركة "فتح".

وتجدد النقاش حول دور الفصائل الفلسطينية وغيابها "استراتيجياً" لسنوات طويلة. ما كتب في "فايسبوك" يفيد بأن التبني "المفاجئ"، "ليس بالضرورة أن يكون مرتبطاً بـ"استراتيجية كفاح"... وإنما قد يكون التبني بحكم انتماء المنفذّين لذلك الفصيل. وبرزت أسئلة عما إذا كان يُفهم من هذا التبني "أنه يأتي في إطار إعلان الجبهة الشعبية عن استراتيجية مقاومة ستنتهجها؟!".

الأسئلة كثرت في مواقع التواصل، لأن الإنتقاد الصرف، لا يُحتمل في لحظات الدم. كل شيء كان جاهزاً: التخوين، والمباركة، وإلصاق تهم العمالة، وتصنيف الناس بين "عميل" و"مقاوم". ووسط هذا الأسئلة، برزت وقائع تتحدث عن أن "كافة الفصائل والقوى الفلسطينية، من دون استثناءات هذه المرّة، كانت غائبة تماماً "استراتيجياً" و"ميدانياً" و"تفاوضياً" عن القدس". هذا الواقع، دفع كثيرين الى الترجيح بأن تكون العملية، كباقي العمليات الأخرى التي جرت في القُدس أخيراً من "طعن ودهس واحتجاجات شعبية قد حصلت بدوافع فردية محضة، وكنتيجة لحالة القهر التي واجهها المقدسيون وحدهم خلال العقدين الماضيين".

ويتعامل عدد من مستخدمي التواصل الاجتماعي بشكل ساخر مع إعلان الفصائل عن الوقوف وراء العمليّات. يقول محمد العطار: "للي طالعين نازلين يغنّوا انو الجبهة الشعبية نفّذت العملية، استحوا ع دمكم، وروحوا ع مكاتب الأنجيئوز اعملو دورة عن المناصرة والقيادة والحكي الفاضي".. ويشير الى أن "الشباب خرجوا من قرارة أنفسهم، ولا حابين تحكولنا إنو الجبهة الشعبية دعمتهم وموّلت كل واحد فيهم ساطور وسكّين ضمن حملة المشاريع الصغيرة؟"، في تلميح إلى رأي الكاتب بتحوّل الجبهة الشعبية في فلسطين إلى موظفين بعقود عمل في مؤسسات المجتمع المدني الممولة.

واستهجن العديد من المتابعين لتصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس، والتي جاءت سريعة، لتدين الحادثة التي وقعت في القدس. يقول أحمد أبو نصر معلّقاً على تصريحات الرئيس: "شعب يطعن ورئيس يدين". وكالعادة اقتنص أفراد حركة "حماس" الإدانة واستغلوها في الصراع بين حماس وفتح على السلطة، ليطلب إيهاب الغصين - وكيل وزارة الإعلام في غزة والمعيّن من قبل حكومة حماس السابقة - عبر صفحته في "فايسبوك"، أفراد حركة فتح، بمراجعة موقفهم من الحركة، ورئيسها "الذي يقوم بالغضب من أجل العدو دائماً ولا يحرك ساكنا من اجل أبناء شعبه"، متهماً إياه بأنه يرفض المقاومة بل "يصرح بمعاداته لها وتآمره عليها بل وبملاحقتها".

وعلى خط مواز، علّق عدد من فلسطينيي الداخل المحتل على بيان الإدانة الصادر بإسم قادة الأحزاب العربية في الكنيست الإسرائيلي، فيقول خليل القرّة: "بيان رؤساء الأحزاب العربية في الكنيست حول نبذ العنف وإستنكار عملية القدس لا يمثلني على الإطلاق!!"، ويذيّل تعليقه بهاشتاغ #‏المجد_للشهداء. كما امتعض العديد من نشطاء الداخل من هذه التصريحات التي قالوا إنها خيّبت آمالهم.

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها