3 هاشتاغات لخطاب نتنياهو أشعلت الإعلام الاجتماعي

جملة من المواقف وردود الأفعال السياسية العاصفة استتبعت خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأخير، أمام الكونغرس الأميركي، والذي أتت ارتدادته كواحدة من انعكاسات الشرخ العميق بين حكومة نتنياهو والإدارة الأميركية الحالية، التي وجدت نفسها محاصرة، من جديد، بانتقادات الجمهوريين ومؤيديهم، بعدما أيّد الجمهوريون موقف نتنياهو المعارض للطريقة التي تتعامل بها إدارة الرئيس اوباما حول التفاوض الأميركي مع إيران بشأن البرنامج النووي، فيما وصف الديموقراطيون خطابه بأنه "أسلوب متعال يحاول فيه تصفية حسابه مع الديموقراطيين من على منبر الكونغرس".

الضجّة التي أحدثها خطاب نتنياهو في الأوساط السياسية والإعلامية وفي مواقع التواصل لها ما يبررها، خاصة لجهة التوقيت او الظروف التي يحاول فيها نتنياهو إبراز "عضلاته" وكيل اللكمات لأوباما لصالح معركته الانتخابية، ما دفع بالمحللين والمراقبين إلى وصف الخطاب بـ"المثير للجدل"، والاسرائيليين منهم بالتحديد ذهبوا بعيداً في انتقاد نتنياهو معتبرين انه "شخص غير مسؤول"، وشبهوا خطابه بأنه "كالسهم المرتد الذي سيلحق الضرر الكبير بكيانهم".

وعلى الرغم من أنها ليست المرة الأولى لوجود نتنياهو محاضراً في الكونغرس منذ توليه رئاسة الحكومة الإسرائيلية العام 2009، وقبلها بين العامين 1996 و1999، لكنها قد تكون المرة الأولى التي يحرّك فيها خطاب "بي بي"، كما يطلق عليه حلفاؤه ومؤيدوه، الدوافع للرد والتعليق الواسع على المستوى السياسي والشعبي والإعلامي، ما جعل الخطاب في الساعات الأخيرة هو الحدث الأبرز عالمياً، خصوصاً مع  تزامنه واشتداد الانقسامات الداخلية الأميركية حول مسألة المفاوضات النووية مع إيران، إلى جانب التحضيرات للانتخابات الإسرائيلية المرتقبة بعد أسبوعين، وبموازاة أحداث الحرب المستعرة في المنطقة والحديث عن الدور الإيراني فيها.

وفيما صرّح الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه لم يشاهد الخطاب بل اكتفى بقراءته واصفاً الخطاب بأنه "لم يأت بأي جديد حول إيران"، بدا لافتاً التجاهل الذي اعتمدته شبكات "آي بي سي" و"إن بي سي" و"سي بي أس" التلفزيونية الأميركية، بعدم بثها الخطاب مباشرة على الهواء، مكتفية بالحديث عنه في نشراتها الإخبارية، بينما بثت كل من "سي إن إن" و"أم إس إن بي سي" و"فوكس نيوز" و"الجزيرة أميركا" الخطاب مباشرة، ما يقدّم إشارات إضافية حول الإنقسام الأميركي حول حدث له طابع محلي بالدرجة الأولى.

وفي مواقع التواصل، لم يختلف المشهد، إذ سارعت شخصيات سياسية ودبلوماسية إلى "تويتر" لتسجيل مواقف وتعليقات متباينة في مضمونها ورسالتها حول خطاب الـ40 دقيقة، أبرزهم أعضاء من الحزبين في الكونغرس الأميركي ومرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية في العام 2016، منهم نانسي بيلوسي، وجون ماكيين، وجيب بوش والسيناتور راند بول، حيث استتبعت تغريداتهم ردوداً شعبية من ناشطين في أميركا وخارجها، ممن أخذوا بالنقاش في مسار آخر بعد إطلاقهم هاشتاغات #BibiSpeech و #NetanyahuSpeech و #نتنياهو_في_الكونغرس، ليصير متاحاً أمام مستخدمي مواقع التواصل الخروج من نطاق المواقف السياسية "المضبوطة" بأسلوبها وكلماتها، وذلك إما بالتهليل أو السخرية أو الانتقاد للأداء الأميركي في ما يخص المفاوضات مع إيران والتعاطي مع الملفات الخارجية.

وفي حين رأى بعض المغردين العرب أن "خطاب نتنياهو يوحي بصيف شرق أوسطي حار"، اعتبر آخرون أنه "من سخرية الأقدار أن يذهب رئيس حكومة فاشل إلى دولة عظمى ليملي على سياستها كيف يجب حماية دولته الساقطة"، وهي الخطوة التي وصفها مغردون بـ"قمة الاستفزاز" بموازاة من اعتبروا أن "هذا الخطاب دليل على تفوق إيران، فهذه الدولة ترعب إسرائيل حقيقة". وضمن الهاشتاغات المذكورة، انتقد مغردون أميركيون مؤيدون لاسرائيل  "الأسلوب الخبيث" الذي يتعاطى به الرئيس أوباما مع نتنياهو ومواقفه، معتبرين انه بذلك  "يهدد مستقبل العلاقة بين البلدين"، مقابل اميركيين معارضين لاسرائيل سخروا من نتنياهو و"خطابه المكرور". كما تداولوا مقطع فيديو بعنوان " 5 أشياء لن يقولها نتنياهو في الكونغرس"، مقدماً "بي بي" على أنه "يسعى من خلال خطابه الأخير إلى كسب العقول والقلوب والأصوات في بلاده، قبيل الانتخابات المرتقبة".

وكان للإعلامي الأميركي جون ستيوارت موقف ساخر من خطاب نتنياهو، الذي وصفه بـ"مهرجان الإهانات للرئيس الأميركي باراك أوباما"، وقال إنّ "نتنياهو يتملق الكونغرس الأميركي"، منتقداً "توهم نتنياهو بأنه يتحدث نيابة عن كل اليهود"، كذلك "تغطية شبكة سي إن إن الأميركية للخطاب، واستخدامها نجمة إسراائيل في الفاصل الإعلاني". كما سخر ستيورات أيضاً من تحذيرات رئيس وزراء إسرائيل "الملحة" حول إيران على مدار 19 عاماً، معلقاً بأن "العالم لا يحتاج إلى سر عدم التقدم في العمر الخاص بنتياهو، لأن تقدمه في السن لم يظهر عليه طوال السنوات الماضية".