السبت 2014/10/25

آخر تحديث: 12:03 (بيروت)

"سايت": الجهاديون كلهم عندنا

السبت 2014/10/25
"سايت": الجهاديون كلهم عندنا
increase حجم الخط decrease
لا يبدو أن موقعاً ما قادراً على رصد حركة "السايبر جهاد" غير "Site" الأميركي. فالموقع، الذي أطلقته منظمة "Search for International Terrorist Entities Institute"، المتخصصة في قضية الإرهاب، يتمتع بخبرة طويلة في جمع المعلومات حول المجموعات الجهادية، والوقوف على آخر أخبارها، بالإضافة إلى سرعته في الوصول إلى البيانات، على تنوع أشكالها، من نصوص وصور وفيديوات، ومن ثم نشرها حصرياً تحت أبواب وخانات دقيقة.

لا يغيب عن الموقع أي تنظيم إسلامي متطرف، من "القاعدة"، وتشعباتها، حتى "الدولة الإسلامية"، ومبايعيها، أفراد ومجموعات. ويتوزع هذا الحضور الكثيف، في جهات عدة، لا سيما الميديوية منها، بحيث يكدس "سايت" نشرات ومطبوعات التنظيمات، ما يمكّن زائره من إيجاد أغلبها في أرجائه.


بالتعاون مع الباحث الأميركي جوش ديفون، أسست ريتا كيتز، وهي باحثة إسرائيلو-أميركية من أصل عراقي (درست العلوم السياسية والتاريخ في جامعة تل أبيب)، منظمة "سايت إنستتوت" العام 2002، التي أخذت على عاتقها مراقبة الحراك الجهادي، وتقديم الإستشارات المتصلة به، وذلك، قبل حلّها، واستبدالها بمجموعة " SITE Intelligence"، التي تمحور عملها حول الشأن نفسه. مع العلم أن الإثنين، وبحسب بعض المواقع، يرتبطان بمركز واحد، وهو مؤسسة ربحية على عكسهما، أي "إنتل سنتر"، الذي انطلق العام 1989 في مراقبة المنظمات المتطرفة، الدينية وغيرها، في العالم، وجمع المعلومات عنها، والبحث في خطط محاربتها، ومن ثم، بيع تلك البيانات والبرامج للحكومات "المكافحة للإرهاب".

فموقع "مسلم"، على سبيل المثال، أعلن، في إحدى مدوناته، أن "سايت إنستتوت و إنتل سنتر هما جهة واحدة". الأول يدعي أنه غير ربحي، متسولاً التبرعات.. والثاني، تجاري بحت. إلا أن موقع "سايت" لا يخفي أن مؤسسته ومديرته، كيتز، قد عملت كمستشارة في شأن الحركات الجهادية في الدوائر الرسمية الأميركية، بحيث أنها حصلت، العام 2004، على شهادة تقييم من قبل "مكتب التحقيقات الفيدرالي".

في كل الأحوال، وعطفاً على هوية كيتز، لا تتوقف الإشاعات عن "سايت"، والتي لا يمكن نفيها أو تأكيدها. وهذا، بدون غض الطرف عن تأليفها "مؤامراتياً"، على أسلوب شائع، بحيث يعتقد البعض أن الموقع يصل إلى  معلوماته، بسرعة وسهولة، بسبب تنسيقه مع أجهزة المخابرات الدولية، لا سيما مع "الموساد"، الذي يمده بأخبار حصرية، لا يقدر أحد على معرفتها قبله.

بعيداً من هذه التحليلات، يكاد "سايت" يحتكر أخبار الجماعات الجهادية، إذ أنه أول مَن يعلن عن حصوله على هذا الفيديو أو ذاك، والتي يظهر فيها قيادات "قاعدية"، أو إرهابيين مطلوبين دولياً، وذلك، حتى قبل أن ينشرها الجهاديون أنفسهم. تماماً مثلما كانت الحال في العام 2007، حيث رصد "سايت" فيديو لأسامة بن لادن، سُجل للإحتفاء بذكرى مرور ست سنوات على عمليات أيلول الشهيرة. وقد أرسلت مجموعة "سايت" رابط التسجيل إلى مسؤولين في البيت الأبيض، طالبةً منهم عدم بثه، قبل أن تُقدم "القاعدة" على ذلك. لكن، الأمر لم يجرِ على هذه الحال، حيث سُرب الفيديو، وتناقلت وسائل الإعلام أجزاء منه. مما دفع كيتز إلى الإعتراض على ما حدث، وتحميل مسؤوليته للحكومة الأميركية، خصوصاً أن المواقع الجهادية، التي يراقبها "سايت"، وحصل على الفيديو من خلال اختراقها، قد أقفلت.

لا شك أن الموقع نشط، وأكثر سرعة من غيره، ما يستدعي السؤال عن كيفية وصوله إلى كل هذا الكم من المعلومات: هل عبر القرصنة، أو باختراق الإنترنت الجهادي، أم أنه يعتمد على الرصد والتجميع فقط؟

لا يمكن هنا الإبتعاد عن إفتراض تنسيقه مع الأجهزة الرسمية، التي لا يخفي التعامل معها، كما لو أنه مركز أبحاثها الرسمي، أو المتجر الأساس، الذي تبتاع المعلومات منه، خصوصاً أن "سايت" يحدد خدمات لـ"الزبائن"، مثلما يعينها للمستخدمين أيضاً، من توفير قاعدة بيانية هامة، إلى البحث والتحليل وصول إلى ترتيب ورشات عمل.

ذلك، قبل يقسم الموقع معلوماته إلى أبواب عدة. إذ من الممكن للمستخدم أن يبحث فيه بحسب أسماء المجموعات الجهادية، أو بحسب البلدان، التي يحضر الإرهاب على أرضها. كما يفرزها بحسب مواضيعها، أكانت إعلامية، أو تقنية، أو عسكرية، بالإضافة إلى التحليلات والأبحاث الدائرة حول "السايبر جهاد" أو شبكات التواصل الجهادية.

إضافة الى ذلك، يعلن الموقع عن خانة مخصصة بحزب الله، وشؤونه المتنوعة، لا سيما علاقته بالجهاديين. مع التذكير أن الدخول إلى كل تلك البيانات، والوقوف عليها اطلاعاً وقراءةً، يتطلب إشتراك في "سايت"، الذي من المُلاحظ اليوم أن الوسائل الإعلامية تستند إليه كي تصل إلى أخبارها الجديدة. فداخله، يتجمع الجهاديون والمجاهدون الإرهابيون، وفيه، يُباعون!

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها