الإثنين 2014/09/01

آخر تحديث: 19:22 (بيروت)

بن مهني لـ"المدن": ضربهم زاد صوتي حدة

الإثنين 2014/09/01
بن مهني لـ"المدن": ضربهم زاد صوتي حدة
لينا بن مهني
increase حجم الخط decrease

دانت "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان"، اليوم الإثنين، اعتداء قوات الأمن على الصحافية والمدونة والناشطة الحقوقية التونسية، لينا بن مهني، السبت الماضي. إذ قام بعض رجال الأمن في منطقة "جربة" بضرب المهني ومرافقها الشخصي وشتمهما وركلهما أثناء وجودهما بسيارة بالقرب من ما يعرف بالمنطقة الأمنية.

وفي بيان أصدرته الشبكة شرحت أنّ "المهني مهددة بالقتل، ولذا فقد تم تعيين مرافق أمني لها"، مطالبة الجهات الأمنية والمسؤولين "بالتحقيق في الواقعة وبالتوقف عن التعرض للصحافيين وأصحاب الرأي أو الاعتداء عليهم بتلك الطريقة مرة أخرى". كما طالبت الشبكة "بتوفير الحماية اللازمة والأمان الشخصي لكل منهما كنوع من أداء وظيفتهم الأمنية".

وفي حديث لـ"المدن" شرحت المهني تفاصيل الحادث قائلة: "انتقلت مع عائلتي الى جزيرة جربة في الجنوب التونسي للراحة ثلاثة ايام، نظرا لتعرضي الى مشاكل صحية  كبيرة في المدة الاخيرة، اذ اني أجريت عملية زرع كلى واصبت بارهاق شديد كان له تأثير كبير في جسدي. و قد صاحبني مرافق امني إلى هناك، لأني اعيش تحت الحماية الامنية منذ اكثر من عام نظراً لأنني مهددة بالتصفية من قبل جهات دينية متشددة".

وتضيف المهني: "يوم السبت الماضي، توجهت إلى منطقة الأمن مع مرافقي الشخصي، وكان هذا الأخير يقصد المكان للقيام بعملية تنسيق أمني مع قاعة العمليات المتواجدة هناك، وذلك بعدما عجز عن التواصل معهم عبر الهاتف. وعند وصولنا ركنّا السيارة امام منطقة الامن ودخل مرافقي إلى هناك، بعدما أعلم زملاءه بتواجده وتركني تحت حماية أعوان الأمن. بقيت في السيارة لمدة 15 دقيقة، لكني شعرت بحرارة الطقس فترجلت ووقفت بالقرب منها. وبعد 5 دقائق توجه الي احد الاعوان بنبرة حادة سائلا عن صاحب السيارة فاجبته وفسرت له بأني صاحبتها، وأني تحت الحماية الامنية وأن مرافقي في الداخل. فرد بتهكم: "ما معنى حماية امنية ومن انت حتى تتمتعي بالحماية الامنية، فحاولت التفسير لكنه تمادى في لهجته الحادة والتحق به أعوان أمن آخرين وأمسكوني وبدأوا الاعتداء علي بالضرب. وحين صرخت هرع إليّ مرافقي لنجدتي، الا انهم منعوه من ذلك واستعملوا معه العنف ايضاً، وواصلوا تعنيفي والتحق بهم أمنيون آخرون بزيٍّ مدني، خرجوا من داخل المنطقة وجروني إلى داخل المبنى وهم يشبعوني ركلاً وصفعات".

وأشارت مهنّي إلى أنّ مرافقها اتصل بالجهات الساهرة على حمايتها في العاصمة، حيث قدم رئيس منطقة الأمن واستقبلها في مكتبه من أجل توضيح الأمور وحقيقة ما تعرضت له. غير أنّ ذلك تزامن مع تعرض والدها الى العنف الجسدي واللفظي، حينما كان يحاول الدخول للاطمئنان على ابنته، رغم ان رئيس المنطقة سمح له بالدخول، ثم تكرر السيناريو نفسه مع والدتها، كما تقول.

وعن سبب هذا الاعتداء، تقول المهني إنّه "لا يوجد سبب مضبوط، غير أنّ الفعلة تشير إلى أنّ أهدافها لجم الأصوات الحرّة وتخويف النّاس وإحلال مناخ رعب وتوجيه إشارات إلى كلّ من هو ضدّ الاستبداد وضدّ العودة الكثيفة إلى الممارسات القمعية، بما معناه أن: احذروا ففي وسعنا أن نطالكم حيثما كنتم. وأنا لا أنظر إلى العنف الذي طاولني على أنه يستهدفني شخصياً فحسب، بل إنهم من خلالي يستهدفون كل امرأة وكل رجل وجميع الشباب المتيقط".

وإثر تعرضها مع عائلتها لهذا الاعتداء، توجهت المهني مع والدها إلى قسم الشرطة، حيث حررت محضراً في شأن ما حصل، ولفتت إلى أنّ "محامي العائلة سيتولون رفع قضية، لكن واقع الحال يجعلني لا أنتظر شيئاً، ومع ذلك لن أكفّ عن التشهير بما حدث لي وبما يحدث لآخرين. كما سأنذر قسماً كبيراً من جهدي للمظلومين والمغلوبين على أمرهم. ضربهم ونعيقهم زاد صوتي حدة ونصاعة. وأنا أحلم بأن يبادر من يحسب نفسه يمثّل الدولة ويشرف على الأمن بالاعتذار رسمياً وبلا مواربة ومن دون تمييع لما حصل، خصوصا في حق والديّ وفي ظل أن المسؤولين الأمنيين المحليين أو بالأحرى بعضهم قد أقروا بحصول الاعتداء وبفظاعته وعدم وجود مبرر له واعتذروا لنا صراحة ووعدوا بإنصافنا".

يُشار إلى أن لينا بن مهني هي أستاذة جامعية، إضافة إلى كونها ناشطة حقوقية وصحافية ومدونة، وهي عضوة سابقة في "الهيئة الوطنية المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال". وهي صاحبة مدونة "بنية تونسية" التي تعرضت للحجب مرات عدة قبل اندلاع الثورة التونسية. كما ان لها مشاركات في موقع "الأصوات العالمية"، وقد ساهمت في التغطية الإعلامية عبر الانترنت لثورة تونس، حيث توجهت إلى مدينة "الرقاب" لتغطية انتفاضة سيدي بوزيد. ويعرف عن المهني معارضتها السياسية لحجب المواقع في شبكة الانترنت في عهد نظام زين العابدين بن علي.

وفي العام 2011 رُشّحت لجائزة "نوبل للسلام"، إلى جانب المدونة المصرية إسراء عبد الفتاح، والناشط المصري وائل غنيم. وفي حينه انقسم التونسييون بين مساند ومعارض. إذ برر المعارضون موقفهم بالرفض بأن "هناك أطراف خارجية تريد أنّ تصنع من مهني قائدة للثورة التونسية. كما أن احتدام الاستقطاب السياسي بين الإسلاميين والعلمانيين إبّان الثورة التونسية جعل الكثير من الإسلاميين يعارضونها لأنها حذرت من حكم ديني قد يستولي على السلطة في تونس، وذلك ضمن مشاركتها في برامج تلفزيونية تونسية وفرنسية.

increase حجم الخط decrease