الجمعة 2014/10/31

آخر تحديث: 15:38 (بيروت)

المطر يجرف تضامن الفلسطينيين مع الأقصى

الجمعة 2014/10/31
المطر يجرف تضامن الفلسطينيين مع الأقصى
من الصور المتداولة تحت هاشتاغ #نكبة_القدس
increase حجم الخط decrease

نام مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على خبر محاولة اغتيال "يهودا غليك"، واستيقظوا على استشهاد معتز حجازي الذي ادّعت اسرائيل أنه المنفّذ. وبين الحدثين، لم يتخطّ سكان القطاع تضامنهم الإفتراضي مع خامس الشهداء في القدس، خلال أشهر قليلة. بات التضامن، الوسيلة الشعبية الأكثر سهولة وابتذالاً، لتفريغ انفعال الفلسطيني تجاه قضاياه المختلفة، في ظل انسداد الحدود والأفق السياسي الفلسطيني، وسلبية قيادة السلطة تجاه الاعتداءات الصهيونية.

تحوّلت كل المواجهات مع الإحتلال إلى مواجهات "محدودة" ومناطقية، ومحصورة في بقعة جغرافية. لا تتخطى أحداثها وتداعياتها سكّان تلك المناطق الذين تتأثر حياتهم اليومية نتيجتها. أما سكان باقي المدن الفلسطينية، فليسوا أكثر من مجرد متضامنين، ويترحمون على الشهداء. ربما الإنقسام الفلسطيني يقف وراء ذلك، وقد حدث التضامن من بعيد في حرب غزة الأخيرة. ويبدو أنه ما سيتكرر في المواجهات الدائرة في القدس المحتلة.

يظهر التضامن مع القدس عبر هاشتاغ #انتفاضة_القدس الذي لا يتضمن أكثر من النواح أو نعي للشهيد، إضافة الى أمل إفتراضي بانتقاضة ثالثة، ليست لها أي معالم ميدانية في باقي المدن الفلسطينية. يتحدّث عن ذلك، بسخرية سوداء، سامر أبو رحمة قائلاً: "الشكر لمارك الذي جعل معظمنا يتضامن مع القدس"، في إشارة إلى مارك زكروبرغ مؤسس موقع فايسبوك.

وكان سكان القطاع إستيقظوا على نبأ استشهاد معتز حجازي الذي ادعت اسرائيل أنه منفّذ عملية اغتيال غليك، وقامت بتصفيته صباح اليوم التالي. ويعد حجازي الشهيد الخامس الذي يسقط في مدينة القدس خلال الأشهر القليلة الماضية، بعد كلٍ من محمد جعابيص، محمد أبو خضير، محمد سنقرط، عبد الرحمن الشلودي.

وكان غليك اغتيل في القدس، بعد أقل من ساعة من إلقاء محاضرة دعا فيها الى اقتحام المسجد الأقصى. ويعدّ غليك من أبرز الشخصيات الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، وهو عضو في حزب الليكود، عمره 48 عاماً، ويسكن في مستوطنة "عنتئيل" المشيدة على أراضي مدينة الخليل بالضفة الغربية. وهو كان يدعو بشكل متكرر لاقتحام المسجد الأقصى خصوصاً في الفترة الأخيرة التي تشهد تسارعاً مستمراً لتهويد المدينة.

سريعاً، وبعد تسريب تفاصيل محاولة اغتيال غليك، في وسائل إعلام إسرائيلية، ذيّل بعض النشطاء تغريداتهم بهشتاغ #المسافة_صفر، وربطوه بهاشتاغ آخر هو #نخبة_القدس في استحضار لعمليات المقاومة الفلسطينية خلف خطوط العدو أثناء العدوان الأخير على قطاع غزة. وشبّه آخرون طريقة التنفيذ والتوقيت باغتيال زيئيفي الذي نفذته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في 17 أكتوبر 2001، لكن يبدو أن حجازي خطط ونفذ واستشهد وحيداً.

وتداول النشطاء فيديو يظهر فيه الشهيد حجازي بعد خروجه من الأسر متحدّثاً عن تجربته كأسير، ويأمل في أن يظل شوكةً في حلق المشروع الصهيوني. وكان حجازي قضى 11 عاماً في سجون الاحتلال، وأفرج عنه العام 2012.

تظهر هشاشة التضامن هذه، وسطحيته، بعدما بدأ المنخفض الجوي بضرب البلاد. عندها، توقفت الأحاديث عن إنتفاضة لا أثر لها، وبهت النقاش بشكل واضح ليتجه الجميع الى الحديث عن المطر. ويعبر عمر جودة عن استفزازه من الموضوع عبر هاشتاغ #القدس_عربية، ليقول: "خلصتوا الحديث عن المطر؟ القدس في خطر"! كذلك، عبّر المدوّن الفلسطيني مصطفى ابراهيم عن ذلك بالقول: "كل حياتنا صارت حكي، مجرد حكي، حتى الحب، والقدس وما يجرى لها حكي وكلام في الهوا، إلا الحديث عن العاصفة القادمة والمطر".

وأبدى العديد من النشطاء إستياءهم من عدم انتفاض باقي المدن الفلسطينية، ووجهوا دعوات لشد الرحال والمرابطة في المسجد الأقصى لكل من يستطيع الوصول إليه، والتكبير فوق أسطح المنازل، ومواجهة قوات الإحتلال في كل نقاط التماس، بهدف تحريك الشارع نحو فعل وتضامن حقيقي وفعال للجم الاستفزازات الصهيونية المتكررة في اقتحام المسجد الأقصى، ورفص التضييق على المقدسيين وفتح أبواب الأقصى أمام جميع المصلين من كافة الأعمال.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها