الخميس 2015/04/16

آخر تحديث: 17:44 (بيروت)

قنوات شيعية في مهب #عاصفة_الحذف

الخميس 2015/04/16
قنوات شيعية في مهب #عاصفة_الحذف
تضاءلت أعداد القنوات في الحملة الى 25 قناة دينية واخبارية ومخصصة للأطفال
increase حجم الخط decrease

لم تقف "عاصفة الحزم" عند الجانب العسكري. فقد كانت للعملية العسكرية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين إمتداداتها الإعلامية. وتحولت المعركة، التي بدأت بخلفيات سياسية، الى عنوان اضافي طائفي ومذهبي في المنطقة.

وفي مقابل الحرب الإعلامية بين وسائل إعلام مؤيدة لطهران، وأخرى مؤيدة لدول مجلس التعاون الخليجي، برزت دعوات في "تويتر" تحت عنوان "عاصفة حذف"، لحذف قنوات دينية، يملكها شيعة في دول عربية أو في طهران، أو تُدار منها. ويطالب المغردون، بعد ايام قليلة على انطلاق "عاصفة الحزم"، بحذف كل الوسائل الإعلامية المرئية، سواء السياسية أو الدينية، المملوكة من الشيعة.

في القوائم الأولى التي صدرت، أدرجت أسماء 108 قنوات يزعم الناشطون إنها مملوكة من الشيعة، وهي قنوات دينية وسياسية، وقنوات أخرى تبث مواد للأطفال. سرعان ما خفض العدد، الى نحو 25 قناة تلفزيونية. وتحولت المطالبة، من دعوة "نايل سات" الى وقف بثها عن تردداته، الى دعوة المشاهدين أنفسهم الى التوقف عن استقبالها في منازلهم. وهي دعوة قديمة، تصاعدت مع إقفال قناة "وصال" السنّية العام الماضي، وتجددت في هذا الوقت، بالتزامن مع الحرب على اليمن.

وغرّد كثيرون تحت وسم #عاصفة_الحذف، مطالبين بحذف القنوات ذات الصبغة الشيعية عن الأقمار الصناعية العربية، بهدف "نصرة النبي وأمهات المؤمنين" بحسب ما غرّد أحدهم. ويظهر من خلال الصورة التي دائماً ما يتم إرفاقها بالتغريدات تحت الوسم المذكور، أن معظم تلك القنوات التي يأمل المغردون بحذفها، تبث من العراق، وهي الثقلين، وأهل البيت، وكربلاء، والأنوار، والمهدي.

ويعدّ العراق، أكبر ساحة لبث القنوات الدينية الشيعية، منذ العام 2003، تليها لندن، على ضوء الحظر الذي تمارسه طهران لتلك القنوات. فقد اتخذت السلطات الايرانية، قبل سنوات، اجراءات ضد تلك القنوات، تنفيذاً لفتوى المرشد الأعلى للثورة التي تحرّم شتيمة الصحابة، وضيّقت عليها عبر إقفال مكاتب لها في ايران.

أمام هذا الواقع، تبث غالبية تلك القنوات من العراق. وتعود ملكية قناة "أهل البيت" مثلاً الى المرجع العراقي محمد تقي المدرسي، بينما تلتزم "الأنوار" بفتاوى المرجع الديني الشيعي محمد الشيرازي، وكذلك الأمر بالنسبة لقناة "كربلاء" التي تلتزم فتاوى المرجع العراقي علي السيستاني وتبث من كربلاء. ويعتقد أن هذه القنوات تُدعم بشكل مباشر من متمولين شيعة، خلافاً للاعتقاد بأنها مدعومة من الحوزات الدينية.

وكان من اللافت أن تشمل دعوات "عاصفة الحذف"، حذف قناة "الإيمان" التابعة للمرجع الديني اللبناني الراحل محمد حسين فضل الله، الذي يعد من أكثر العلماء الشيعة دعوة للتقريب بين المذاهب، وكذلك قناة "طه" المخصصة للأطفال، بوصفها "تعمل على تشييع أولادنا"، كما غرد أحدهم، علماً أن أكثر التغريدات، تشير الى دعوات لحذفها كون تلك القنوات "تعمل على تشييع سكان العالم العربي السنّة". وشملت "عاصفة الحذف" دعوات لاقفال قنوات إخبارية مثل قناتي "العالم" و"المنار".

ومن المؤكد أن جزءاً يسيراً من هذه القنوات الدينية كان سبباً، ولا يزال، في تسعير الإحتقان المذهبي في المنطقة. وهذه حال غالبية القنوات الدينية، الشيعية منها والسنية، التي يقوم شغلها على مسعى "تكذيب" حجة الطرف الآخر، وإظهار "بهتان" أركان نظامه الإعتقادي وضعفها.

وتأخذ هذه القنوات، سواء في العراق ولبنان وإيران والسعودية، مداها في جو من الخلاف السياسي الشديد، إلا أنها تعود لتصبح أكثر "تسامحاً" مع التقارب السياسي بين المتنازعين، أو يتم إيقاف بثها بشكل نهائي، إذا لم تستجب لمقتضيات "المرحلة الجديدة".

وتحمل الدعوة التي تبدأ بـ"لحذف قنوات الروافض" مخزوناً هائلاً من التشنج المذهبي، كما أن تبرير هذه الدعوة يقوم "خوفاً" على النبي وزوجاته. ويقول "محمد با صالح" في تغريدة له، إن "عاصفة الحذف لحذف قنوات تسب الصحابة". واعتبر البعض أن هذه الحملة تأتي بمستوى الحملة العسكرية "عاصفة الحزم"، حيث غرّد "كاما" قائلاً: "من لم يستطع منكم المشاركة في عاصفة الحزم فليشارك الآن في عاصفة الحذف".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها