الخميس 2020/11/26

آخر تحديث: 13:38 (بيروت)

العالم يبكي مارادونا.. والعرب: هل يجوز الترحّم على كافر؟

الخميس 2020/11/26
العالم يبكي مارادونا.. والعرب: هل يجوز الترحّم على كافر؟
increase حجم الخط decrease
بينما كان العالم يبكي أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا، الذي توفي مساء الأربعاء عن ستين عاماً، كانت مواقع التواصل العربية، كما هو معتاد في الحوادث المماثلة، تشهد جدالاً من نوع آخر حول أحقية المشاهير "الكافرين" بالرحمة بعد موتهم، حتى لو كانوا يلقون إعجاباً بسبب براعتهم في ما يقومون به.

وانتشر هاشتاغ مارادونا على نطاق واسع، ونشر المغردون تجاربهم الشخصية مع تعليقات مختلفة هاجمتهم لإبدائهم الحزن على وفاة مارادونا، أو تمني السلام لروحه. ووصل الأمر عند بعض المعلقين المتعصبين إلى القول أن مارادونا كان "كافراً عربيداً سكيراً وطاغوتاً يُعبدُ من دون الله، هلك ومصيره جهنم وبئس المصير"!


ولم تثر تلك العبارات المنتشرة، السخرية، بقدر ما أثارت الغضب. وبات واضحاً أن هناك نوعية معينة من الاستقطاب تنتشر في العالم العربي مؤخراً، تتمحور حول دور الدين في الحياة المعاصرة. وفي حالة مارادونا، الذي يعتبره كثيرون أفضل لاعب كرة قدم في تاريخ اللعبة، كان صوت الطرف الأكثر تسامحاً أعلى، ربما لأن الأمر يتعلق برجل مشهور في مجال الرياضة، وليس بفنانة تغني أغاني البوب المثيرة على سبيل المثال.

وغاب الكثير من تفاصيل حياة مارادونا الشخصية المثيرة للجدل، من إدمانه على المخدرات إلى علاقته بالصحافيين، لكن تصريحاته السياسية كانت حاضرة، الحقيقية منها والمتخيلة المنتشرة كأسطورة شعبية لا يمل البعض من تكرارها: "لو أن قدمي عربية لقطعتها"، يتحدث أحدهم في "تويتر" عن حب مارادونا لليهود وكرهه للعرب، ليرد عليه آخرون بتصريحات أخرى تدعم الفلسطينيين أو صور مركبة له مع العلم الفلسطيني.


الجدل نفسه يمكن رصده في تغريدات لصحافيين بالإنجليزية. فالصحافي بين نورتون، من موقع "ذا غراي زون نيوز"، والذي يقدم نفسه على أنه واحد من مصادر المعلومات البديلة، اعتبر مارادونا رمزاً لمقارعة الإمبريالية والأمركة، حسب تعبيره! وكانت تعليقات عربية كثيرة تروج لفكرة مارادونا المناضل والحر، ليس فقط في مواقفه السياسية، بل في أسلوب لعبه المختلف أيضاً، واستدل كثيرون على إنسانية مارادونا بتصريحه الشهير الذي انتقد فيه الذهب الموجود في الفاتيكان بينما يموت الناس حول العالم من الجوع.


وفي العموم، عبّر المغردون عن حزنهم لوفاة مارادونا، مشيرين إلى أن رحيله يشكل خسارة كبيرة لكرة القدم التي كان أحد أبرز أعمدتها، فقال أحدهم: "خبر مؤلم وحزين.. رحيل مارادونا خسارة كبيرة لكرة القدم.. وداعاً يا أعظم من لمس الكرة". وكرر آخرون أن مارادونا هو من شكل ذاكرتهم الكروية، فكان "قدوة وراسماً للأمنيات ومصدراً للفرح"، وقال آخر: "مارادونا الساحر الأسطورة الذي أعاد اختراع كرة القدم، يرحل عن حياتنا، لكن سحره وهو يحتضن الكرة لن يرحل".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها