الأحد 2018/04/08

آخر تحديث: 17:04 (بيروت)

المرشح والناخب..يتفاعلان على منصات "كلنا بيروت"

الأحد 2018/04/08
المرشح والناخب..يتفاعلان على منصات "كلنا بيروت"
increase حجم الخط decrease
لا يقارب مرشحو لائحة المجتمع المدني في بيروت "كلنا بيروت"، التعاطي الميديوي، برؤية السياسيين التقليديين. فالردود والايضاحات التي ترد عبر صفحتهم في "فايسبوك"، أثبتت أن هناك وجهة جديدة، تقوم على التفاعل مع المواطن، سواء أكان ناخباً أم غير ناخب، بهدف إيضاح البرنامج الانتخابي وآلية العمل. 

وليست تجربة "كلنا بيروت" الالكترونية نادرة لجهة فتح باب التعليقات في الصفحات الالكترونية، لكنها واحدة من التجارب القليلة التي تتيح للمواطن نقاشاً مفتوحاً في زمن الانتخابات، ويلقى رداً مفصلاً من مرشح يطمح للعبور الى الندوة البرلمانية، بلا عقد السياسيين ولا قيودهم على التواصل مع الناخبين، باستثناء التواصل المباشر في موسم الانتخابات. 

عادة ما يضع السياسيون آليات للتواصل، تتسم بقيودها، بذريعة أن السياسي "مشغول"، و"عنده اجتماع". وتنسحب الآلية نفسها على المرشحين للانتخابات، الذين غالباً ما تبقى التعليقات في صفحاتهم في مواقع التواصل بلا ردود، وبلا نقاشات. هذا إذا كان المرشح أتاح للجمهور فرصة التعليق بلا تقييد الكتروني. 

من هذا المنطلق، لم يحصر مرشحو "كلنا بيروت" الخطاب في جهة واحدة. لم يحولوا النقاش الى رأي، بلا رأي مضاد. أو اتهام، بلا توضيح. أو اقتراح بلا استجابة. من السهل مشاهدة مرشح/ة (ندين عيتاني مثلاً) يرد على التعليقات، ويستفيض بالشرح. يقضي هؤلاء وقتاً طويلاً أمام الاجهزة اللوحية، أو الهاتف، في مشاركة الناس هواجسهم، وهي واحدة من آليات الدعاية الانتخابية التي تقوم على التفاعل الرقمي، حين يتعذر التفاعل الشخصي. 

والحال ان عجز أعضاء اللائحة عن دفع تكاليف الترويج الاعلامي عبر المنصات الالكترونية المدعومة، والمدفوعة بدعم مادي لقاء وصولها الى أكبر عدد من الناخبين، قادهم الى التفاعل الالكتروني مع الجمهور، وصرف وقت في تلك الردود. 

لكن الامر تحول الى استراتيجية رابحة. يمكن اكتشاف جدواها من حجم التفاعل، بصرف النظر عما اذا كان المتفاعلون من القوة الناخبة أو الداعمة للائحة، على ضوء ان عملية الاقتراع في لبنان تخضع لمعايير سياسية وعائلية بما يتخطى برامج المرشحين. الاهم في تكتيك التشارك، هو بناء قاعدة معرفية بوجوه المرشحين، وقدراتهم. كما يطرح خيارات بديلة إذا لم تحصد مكسباً في هذه المرحلة، فإنها تؤسس لمرحلة أخرى، وتبني قاعدة التغيير عبر اثبات وجود البدائل، والكفاءات. 

والبدائل هنا، في هذه اللائحة ولوائح المجتمع المدني الأخرى في المناطق، ليست سياسية، ولا تقوم على مشاريع تراعي الاصطفافات السياسية الاقليمية. تعرف عن نفسها كشخصيات اكاديمية أو مهنية، تسعى لانجاز فارق في المحطة الديموقراطية المقبلة، وفارق آخر في مجلس النواب.

يتعرف الناس الى المرشحين، من خلال التفاعل والتعارف، الى نظرتهم تجاه قضايا تنموية أو اقتصادية. كما يتعرفون الى آرائهم حول ملفات محدودة، ستكون مختلفة عن "كليشيهات" الصدام السياسي القائم مع الفساد، أو الدعوات لبلاد خضراء تراعي البيئة، من غير خطط يمكن أن تنفذ تلك التصورات. 

قد يكون المرشحون على هذه اللائحة، أو سواها، لم يختبروا العمل السياسي، بتناقضاته وتركيباته في السابق. لكن التعاطي الميديوي مع الناخب، يظهرهم أكثر قرباً من الناس، وأكثر توقاً للتفاعل معهم، ومشاركتهم همومهم. بالتأكيد لا يمتلكون من النفوذ، حتى الآن، ما يمكنهم من تقديم خدمات اعتاد اللبنانيون على طلبها من النواب والمسؤولين، لكنهم يحملون طريقة تفكير أخرى، تستحق تقدير من يطمح لأن يكون ممثله في البرلمان، يشبهه ويدرك هواجسه.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها