الأربعاء 2018/04/18

آخر تحديث: 18:33 (بيروت)

صوفيا في مصر: الذكاء الصناعي كترفيه

الأربعاء 2018/04/18
صوفيا في مصر: الذكاء الصناعي كترفيه
صوفيا في حوار على قناة مصرية تتحدث عن الآثار ومضار التدخين.. وآه لو لعبت يا زهر!
increase حجم الخط decrease
هل تعرفون الروبوت صوفيا؟ إذا كانت الإجابة بالنفي، فذلك يعني أن انتقال الأخبار العلمية من صفحاتها المخصصة إلى أقسام الترفيه لم يلفت النظر. أو الانتقال إلى صدر الصفحة السياسية الأولى بعدما التقت العام الماضي الأمير محمد بن سلمان. أو في صفحة الرياضة حينما التقت كريتسيانو رونالدو وحاورته بالبرتغالية. أو في صفحة الفن حينما خرجت في موعد غرامي مع النجم ويل سميث. 

وبالتالي يصعب، طوال العام الماضي، ألا يتعثر أحد بخبر أو تقرير مصور، أو تغطية مباشرة لصوفيا أو حدث تشارك فيه، وقد "ملأت الدنيا وشغلت الناس". وكيف لا تفعل وقد داعبت خيالات متنوعة ومتناقضة في آن، ما بين تخيل الديستوبيا على طريقة الأفلام الهوليوودية الروبوتات التي خطت خطوتها الأولى في السيطرة على الأرض، وصولاً إلى التفاؤل المطلق في عالم سيحل أزماته الذكاء الصناعي.
الخبر الجديد الذي ينضم إلى القائمة السابقة الذكر هو "صوفيا تشارك في ملتقى صناعة الإبداع بالقاهرة في نسخته الثامنة". ما يعني أن مصر أيضا أرادت أن تشترك في حفلة الاقتراب من الأعجوبة الصناعية الجديدة. بدأت هذه الحفلة بلقاء تلفزيوني مباشر، جرى أمس بين الإعلامي أسامة كمال وصوفيا على شاشة  DMC. 

بدأت "المقابلة" بتقرير مصور لوصول صوفيا إلى الأراضي المصرية، ومن ثم إلى استوديو البرنامج مفككة مقطعة الأوصال، قبل أن يعيد تركيبها الفنيون. ثم وقوفاً في الاستوديو، كأن معدّي البرنامج قرروا أن يجربوا بعض التفاصيل الإنسانية معها لتجربتهم الشخصية قبل أن يكون للفقرة. صوفيا إذن واقفة إلى جانب أسامة، يداعبها بالسؤال عن التدخين لترد عليه بالإجابة المنطقية عن أضرار التدخين، ثم لمحة إنسانية صغيرة بنصيحة له كي يتوقف، وملامح وجه حزينة ومتعاطفة في آن.

هذا هو سبب وجودها في الفقرة المتلفزة. هذه التعبيرات الإنسانية التي ترتسم على الوجه، لتقرب المسافة بينها وبين الإنسانية، وهذا هو ما جعل شهرتها تجوب الآفاق، وتصير حديث العالم. ثم تالياً، تتحول إلى فقرة ترفيهية لطيفة، يحاول الجميع أن يستفيد من "التريند" وراءها.

هكذا لم يختلف –بالطبع- اللقاء بين أسامة كمال وصوفيا عن عشرات مثله طوال السنة الماضية. سألها كمال عن محمد صلاح، وعن آمالها للبشرية في المستقبل، وطلب منها إلقاء نكتة فكان الاختيار لنكتة عن "عالم آثار" أي أنها اختارت ما يناسب الحالة المصرية كما يعرفها العالم، بلد آثار.

ثم انتهت الفقرة التي لم تطل لأكثر من ربع ساعة، بلعبة أخيرة، إذ قرر أسامة كمال أن يختبر تعبيرات وجهها كما يحب، بدايةً بصوت تسونامي وتعبيرات الجزع.. ثم أخيراً بأغنية "آه لو لعبت يازهر"، إذ كان لا بد من صبغ المقابلة بلمسات مصرية متنوعة، كي يكون اختبارها الترفيهي الأخير، وهو ليس شيئاً مختلفاً عما تقوم به في كل بلد يسلط عليها الكاميرا.

حاولت المقابلة أن تبهر مشاهديها، وقدم القائمون على البرنامج حملة دعائية لطيفة على مواقع التواصل الاجتماعي حصراً، بما إن الفقرة معنية بطريق المستقبل التقني. لكن المقابلة جرت عادية، إن لم تكن باهتة، خاصة وأن لا غرض لها كما ذكرنا سوى الترفيه، وبالتالي لا ترفيه يمكن أن يضاهي اللحظة التي حصلت فيها الروبوت على الجنسية السعودية العام الماضي في حفل مشروع النيوم مع الأمير محمد بن سلمان، هذه هي اللحظة الأعلى ترفيها في المجال التكنولوجي، أو في الترفيه التكنولوجي بالأحرى، والتي وضعت مخاوف الديتسوبيا على طريقها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها