الأربعاء 2018/02/28

آخر تحديث: 19:06 (بيروت)

مصر في الإعلام الغربي.. لماذا كل هذه الخفة؟

الأربعاء 2018/02/28
مصر في الإعلام الغربي.. لماذا كل هذه الخفة؟
كثيرة هي الوقائع المشابهة لما أقدمت عليه "بي بي سي" و"نيويورك تايمز"
increase حجم الخط decrease
دعا بيان صادر عن الهيئة العامة للاستعلامات، المسؤولين والنخبة المصرية لمقاطعة "هيئة الإذاعة البريطانية" BBC، حتى تعتذر رسمياً وتنشر رد الهيئة على ما ورد في تقريرها بشأن مزاعم الاختفاء القسري في مصر.
بيان الهيئة الذي قالت فيه "أن هذه المقاطعة لا تشمل ولا تمس حق بي بي سي، وغيرها من وسائل الإعلام الأجنبية المعتمدة في مصر، في الحصول على المعلومات والبيانات اللازمة لعملها"، حقق غرضه، ولم يزايد على الوقائع، لكنه ذهب إلى الحقائق مباشرة، وهو هذه المرة محق تماماً. فبطلة الحكاية، حكاية الاختفاء القسري اتضح أنها لم تختفِ قسرياً، كما أكد الإعلامي عمرو أديب في حلقته الاثنين الماضي. كان يكفي أن يكذّب أديب والهيئة تفصيلة صغيرة في تقرير "بي بي سي"، ليضرب مصداقية التقرير كله، وهو ما كان.

يأتي ذلك بعد شهر واحد فقط على الضجة التي أثيرت حول تقرير "نيويورك تايمز" عن مكالمات هاتفية لضابط يدعى الخولي من جهة أمنية رفيعة المستوى، يتحدث فيها مع إعلاميين مصريين، هم: عزمي مجاهد وسعيد حساسين ومفيد فوزي والفنانة يسرا، طالبهم فيها بإقناع المشاهدين خلال برامجهم بموقف مصر من قضية القدس، والتأكيد على أن مصر ستستنكر القرار مثل أشقائها العرب. وهو ما تبين هزاله ولامعقوليته، وانتهت المسألة تماماً بضرب مصداقية الأخبار والتقارير التي تنشرها الصحيفة الأميركية العريقة حول مصر.

كثيرة هي الوقائع المشابهة لما أقدمت عليه "بي بي سي" و"نيويورك تايمز". هنالك حالة من "الاستخفاف" لا تخفى على أحد في تغطية الأخبار المتعلقة بمصر، ربما يكون سببها الأساسي حجب المعلومات، أو التواصل مع مصادر صحافية غير موثوقة، أو الاعتماد على مصادر إخوانية، وهو ما حدث بالفعل في حكاية يسرا والمكالمة المسربة.

إذن، بعيداً من الانحيازات السياسية، ثمة حالة من التساهل في التحقق من المصادر الصحافية في التقارير التي تصدر من الصحف الأجنبية، في كثير من موضوعاتها التي تخص الحالة المصرية، ما يأتي بنتائج عكسية في كثير من الأحيان، كما في تقرير "بي بي سي" و"الاختفاء القسري"، الذي بدوره جعل جهداً حقوقياً كبيراً في هذا الملف يخسر الكثير والكثير من أسهمه جراء عدم الاهتمام بالبحث عن قضايا حقيقية، أو على الأقل تكون "أقل شبهة". 

الآن "بي بي سي" مهددة بالحجب. واحدة من المنصات الإعلامية المهمة الباقية، قد تحجب عن الواقع الافتراضي المصري، كما صرح أحد المسؤولين في المجلس الأعلى للإعلام. فقد حجبت مواقع لأسباب "أكثر تفاهة". 

ذلك التعالي غير المفهوم في تغطية الوضع المصري، لدى بعض وسائل الاعلام الاجنبية، أو الاعتماد على مصادر غير موثوقة، يحتاج نقداً لمنتج غزير، بدأ بخرافة "70 مليار دولار لآل مبارك" وانتهى بتقرير عن مختفية قسرياً ليست مختفية تماماً. لا يدرك كاتبو هذه التقارير بنزعاتهم "النشطاءَوية" أنهم يغلقون على المصريين أحد المنافذ الإعلامية الباقية المهمة. ولعلهم بذلك، من حيث يدرون أو لا يدرون، يتركون لمنافذ محلية أخرى فرصة قول "الترهات"، وتسويق ما تريده، خصوصاً تلك التي لا تلحظ ابرز القضايا الحقوقية التي كانت بعض منصات الصحافة الاجنبية متكفلة بالكشف عنها، بمصداقية عالية وبمسؤولية مهنية محل تقدير. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها