الأحد 2018/02/18

آخر تحديث: 18:28 (بيروت)

محمد صلاح.. من إسلام الإنجليز إلى رئاسة مصر

الأحد 2018/02/18
محمد صلاح.. من إسلام الإنجليز إلى رئاسة مصر
increase حجم الخط decrease
لا شيء يبعث على السعادة في الواقع المصري اليوم، إلا  محمد صلاح لاعب منتخب مصر وهداف فريق ليفربول الإنجليزي. يكفي ذكر اسمه لتتحول الوجوه المتجهمة من النقيض إلى النقيض.

في الحالة المصرية، لم يعد محمد صلاح مجرد لاعب كرة محترف في أحد أقوى الدوريات في العالم، بل بات اليوم حالة مركبة من الأمل والنجاح القادر على تعويض الخيبات المصرية اليومية، ويقود الجمهور الى حالة انتظار دائمة لأي مباراة يلعب فيها. تصطف الكراسي على المقاهي عند كل مباراة لـ"ليفربول"، في انتظار كل لمسة، كل جري، ثم كل هدف. لا تهدأ الاحتفالات مع كل إحراز للأهداف، بل تزيد وتيرتها وجنونها أحيانا، حتى صار بحقٍ محمد صلاح هو "حارس الأمل" المصري.

يمكن رؤية انعكاس ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي. عشرات الصفحات في فايسبوك باسم محمد صلاح. فيديو "ملخص لمسات محمد صلاح" صار فقرة ثابتة في المواقع الرياضية، وتتبع أخباره في بعض الأحيان يتفوق على الكوابيس السياسية اليومية.

ذلك الهوس المصري بمحمد صلاح، يكاد يضاهيه جنون المشجعين الإنجليز به، بعد فوز فريقه على مانشستر سيتي الإنكليزي. انتشرت هذه الأغنية بين محبي ليفربول، على الرغم من سخافتها غير الخافية، لكنها كانت معبرة عن الحال الإنجليزي في الاحتفاء بصلاح كهداف فريقهم.

أما بعد مباراة فريقه الأخيرة ضد بورتو، فقد هتفت الجماهير وغنت له.

"لو كان جيدا بما يكفي لك، فهو كذلك بالنسبة إليّ أيضاً، ولو صلاح أحرز المزيد من الأهداف ستجدني صرت مسلماً، جالساً في المسجد كذلك"؟.

احتفاء جماهير "ليفربول" بصلاح لم يتوقف عند مهارته في الملعب، بل إلى ديانته وجنسيته. فهو اللاعب "المسلم" الذي لا تمثل هويته الدينية مشكلة، بل على العكس تماماً، فقد صارت واحدة من مميزاته التي يتغنى بها الجمهور، حتى إن الأغنية التي هتفت بها الجماهير صار اسمها على يوتيوب "أغنية المسلم"، وهي التي تأتي بعد الهتاف/الأغنية عن "الملك المصري".

بعيداً عن الكليشيهات المعتادة في مثل هذه الحالة، فإن حالة محمد صلاح صارت بالفعل مثيرة للتأمل، فهو المجتهد الذي طور من أدواته وقدراته حتى صار في مكانه الحالي، دون أن يكون بطل حكايات النميمة الصحافية.

صار "مو" صلاح حالة شغف في المجتمع الافتراضي، يمكن أن تنتقل بأمان إلى الواقع. باتت هنالك متعة خاصة لدى الجماهير المصرية في متابعة حفاوة الجماهير الانجليزية به. أغاني "الريدز" انتقلت عدواها إلى مصر، وأصبحت هي الأخرى ذات حضور قوي باعتبارها استكمالاً للحالة.

لافت حجم الآمال التي يضعها الناس في محمد صلاح، إلى الدرجة التي تحولت معها "نكتة" بين زميلين في الفريق إلى حدث في "انستغرام"، حيث نشر اللاعب الكرواتي ديان لوفرين صورة من الطائرة لصلاح، على رأسه تاجاً، وتحتها تعليق "رئيس مصر القادم" وهو ما تحول إلى حماس مصري عنيف، ذهبت آماله إلى ترشح صلاح إلى رئاسة الجمهورية بعد اعتزاله كرة القدم. والمنطق في هذه المسألة أنه طالما نجح في ما لم ينجح فيه مصري من قبل، فلا بد أن ينجح في منصب رئيس الجمهورية!

من إسلام الإنجليز إلى رئاسة مصر، يبدو أن الحياة الافتراضية لمحمد صلاح لا تقل حرارة عن حضوره في الملعب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها