الأربعاء 2018/02/14

آخر تحديث: 20:08 (بيروت)

"فالنتاين" 2018: إنجازات الحب

الأربعاء 2018/02/14
"فالنتاين" 2018: إنجازات الحب
increase حجم الخط decrease
الانتقاد المتواصل لاستضافة حالات انسانية في البرامج الاجتماعية على الشاشات اللبنانية، بوصفها مدعاة لزيادة "الاكتئاب" لدى اللبنانيين، لا ينطبق بتاتاً على ما ضيوف حلقات سبقت احتفالات "فالنتاين". فقصص الحب التي اجتاحت الشاشات، خرجت من طابعها المكرر هذه المرة، وذهبت باتجاه منحى مؤثر، يظهر، ولو لمرة واحدة، بأن البيوت تكتنف أسراراً من علاقات حب غير تقليدية. 
وبعيداً من الاطار الجدلي، ومقاطع فضائحية عُرضت على بعض الشاشات، ثمة علاقات مؤثرة كُشِفت هذه المرة. أولها، تفاني رجل (جهاد) في تقديم المساعدة لزوجته المريضة (آمال) منذ أكثر من أربع سنوات، وعرضت ضمن برنامج "للنشر" على شاشة "الجديد"

بسهولة، يجذب مقطع الفيديو المشاهدين اليه. رجل يدلل زوجته المريضة حين يناديها باسمها (أمولة). يقبل قدميها، ويبادلها أطراف الحديث، وينتزع منها كلمات بالكاد تُفهم. لا يكف عن اعلان حبه لها المستمر منذ ما قبل زواجهما. يحضر لها طعاماً تحبه، ويدقق في مستوى تحضيره لما يتناسب مع وضعها الصحي. حجم الدلال هنا، ليس استثناء بالتأكيد، لكن قدرته على الجذب تتمثل في حجم تفانيه أولاً، وفي طريقة عرض محبته. ويضيف مشهداً انسانياً مؤثراً، حين يبكي الحب الكائن منذ أربع سنوات على سرير. 

عنصر الجذب هنا، حقيقي. والحب هنا، غير مبتذل. لم يتجه البرنامج الى عرض قصص مفاجئة بوصفها فضائحية. خرج عن التوقعات بمشهد انساني، يناقض كل احتفالات الحب المزعومة في مواقع التواصل، بالفساتين الحمراء، أو بالهدايا المميزة التي يعرضها المُراؤون في مواقع التواصل. الحب هنا له سمة مختلفة، وطابع أكثر تفانٍ من موقع انسانيّ صرف، وليس من موقع الشفقة بتاتاً.

شركة "ألفا" للاتصالات، قدمت مقطع فيديو لقصة انسانية مؤثرة في عيد الحب هذا العام. لم تقتحم البرامج التلفزيونية، بل أعلنت عن مبادرتها ضمن اطار إنساني عرضته في حساباتها في مواقع التواصل. 

والاعلان، لم يأتِ في الاطار التقليدي الذي تعرضه الشركات. فقد صور على طريقة تقرير تلفزيوني، يحكي قصة فتاة (سارية) تعاني مشكلة عميقة في النظر (داء المياه السوداء) منذ خمس سنوات، واصيبت به بعد خمس سنوات على زواجها. تلقت سارية هذا العام هدية من زوجها، وفرتها لها شركة الاتصالات، عبارة عن نظارات تكنولوجية تتيح لها النظر. 

ليس المؤثر في كونها ترى زوجها للمرة الأولى منذ خمس سنوات، وتراقب تسريحة ذقنه، ويسألها ما إذا كانت تليق به.. فقد كانت تبكي فرحاً، تحقيقاً لرغبتها بأن ترى بناتها.. وهي لا تريد اي شيء في الدنيا سوى رؤيتهم، وأن يبقوا الى جانبها. 

السياق غير التقليدي في تقارير "فالنتاين" هذا العام، هو البحث عن القصص غير المألوفة، والموضوعات غير المكررة. صحيح أنه من السهل ايجاد عجوز يعلن عن حبه لزوجته العجوز أيضاً، لكنه ليس سهلاً أن يعبّر رجل من بيئة قاسية عن هذا الحب. وهو ما صورته قناة "دويتشه فيليه" ضمن تقرير عرضه برنامج "شباب توك" على القناة الالمانية. وصور التقرير عجوزاً سورياً (جلال 90 عاماً) يعلن حبه لزوجته (عذبة 77 عاماً) المستمر منذ 60 عاماً. وهو يمثل إضاءة جديدة على بيئة اجتماعية نمطتها البرامج الاجتماعية بصورة الرجل المزواج، والقادر على الزواج من أكثر من امرأة، وليس المخلص لامرأة واحدة يكمل معها مشوار العمر. 

ثمة ما يستحق الإشادة هذا العام. فاحتفالات عيد الحب تلفزيونياً، تخرج من التكرار الممل سنوياً. ولم تنزلق الى الابتذال أو الاستجداء لحصد شفقة. في الحب أيضاً انجازات بسيطة، تستحق الاضاءة عليها.  
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها