هجمات إلكترونية صينية تستهدف الصناعة الألمانية

تواجه الشركات الألمانية المتوسطة والصغيرة موجة من الهجمات الإلكترونية مصدرها قراصنة صينيون يستهدفون سرقة الأسرار الصناعية للتقنية الألمانية، مما دفع الحكومة إلى التدخل للدفاع عن تلك الشركات.

وحذر مسؤولون في الاستخبارات الألمانية من أن الشركات الألمانية الصغيرة والمتوسطة التي ساهمت في جعل ألمانيا قوة تصدير عظمى، باتت باتت تواجه موجة من الهجمات الإلكترونية الأجنبية، بسبب كونها سيئة في مجال الحماية الرقمي والأمن الرقمي، رغم أنها تمتلك حقوق ملكية فكرية قيمة جداً.

ووفقا لشركة التأمين "هيسكوس" فإن نحو 65% من شركات التصنيع والتقنية الألمانية تعرضت لهجمات إلكترونية العام 2016 مقارنة بـ62% في الولايات المتحدة و50% في المملكة المتحدة، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، فيما تقول شركة الاتصالات الألمانية أنها رصدت أكثر من ثلاثين ألف هجمة إلكترونية حتى الآن هذا الشهر، مصدرها الصين.

ويقدر المكتب الاتحادي لحماية الدستور، وهو وكالة الأمن الداخلي الألماني، أن خسارة الشركات الألمانية نتيجة التجسس والتخريب وسرقة البيانات بلغت العام الماضي 55 مليار يورو، ما يعادل 65.3 مليار دولار، بعد أن كانت 51 مليار يورو العام 2015. ونتيجة لذلك تتحرك الحكومة الألمانية حالياً لحماية الشركات من القرصنة المدعومة من الدول الأجنبية والعصابات الإجرامية، وعرضت تقديم مساعدات مالية لتعزيز دفاعات الشركات الأكثر ضعفاً في البلاد، كما تقوم مجموعات الصناعة بالتواصل مع أعضاء آخرين بشأن هذه التهديدات.

وقال رئيس وكالة الأمن الداخلي الألماني هانز جورج ماسن في تموز/يوليو الماضي أن "الاقتصاد الألماني بات محل تركيز التجسس الصناعي"، مضيفًا أن "الهجمات ارتفعت عن العامين الماضيين".

يذكر أنه قبل عامين توصلت الولايات المتحدة والصين إلى اتفاقية تقضي بعدم دعم الهجمات الإلكترونية التي تستهدف التجسس الصناعي. ورغم إجراء ألمانيا محادثات على مستويات عليا فإنه يتوجب على المسؤولين فيها التوصل إلى اتفاق مشابه.