الإثنين 2017/09/25

آخر تحديث: 15:14 (بيروت)

الأخبار الكاذبة.. هل تعزز الرقابات الحكومية على الانترنت؟

الإثنين 2017/09/25
الأخبار الكاذبة.. هل تعزز الرقابات الحكومية على الانترنت؟
increase حجم الخط decrease
أفاد استطلاع رأي أجرته الخدمة العالمية في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، تزايد القلق بين مستخدمي الإنترنت عالمياً بشأن الأخبار الكاذبة، لترتفع نسبة الأشخاص الذين يؤيدون تنظيماً حكومياً للإنترنت حول العالم إلى 58% مقارنة بـ 51% فقط أيدوا مثل هذا التوجه في استطلاع مماثل للراي العام 2010.


وأشار الاستطلاع الذي شمل مستخدمين في 15 دولة، إلى وجود معارضة متزايدة إزاء تدخل الحكومة لفرض رقابة على الانترنت للحد من تداول مثل هذه الأخبار، باستثناء دولتين فقط هما الصين وبريطانيا حيث أكد المستخدمون رغبتهم في فرض حكومتهم رقابة على الإنترنت، علماً أن 79% من المستخدمين أكدوا أنهم قلقون بشأن الأخبار الكاذبة على الإنترنت.

وأعرب 67% من المستطلعة آراؤهم في الصين عن ترحيبهم بفكرة رقابة الانترنت، بينما كان موقف البريطانيين أكثر توازناً، حيث أيد 53% فرض الرقابة على الشبكة العنكبوتية. وضمت قائمة الدول التي سجلت معارضة شديدة لفكرة مراقبة الانترنت كلا من اليونان بنسبة 84%، ونيجيريا بنسبة 82%.

وأجرت شركة "غلوب سكان" هذا الاستطلاع لصالح "بي بي سي" خلال الفترة من كانون الثاني/يناير الماضي وحتى نيسان/أبريل، وشمل أكثر من 16 ألف شخص، بعدما تزايدت المخاوف بشأن ما هو حقيقي وما هو كاذب في العالم إثر سنة سياسية مضطربة شهدت انتشاراً لمصطلح الأخبار الكاذبة (Fake News) التي أصبحت مصدراً للربح المادي، بسبب انتشاراً الواسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتحديداً "فايسبوك" ما عاد بمبالغ مادية طائلة لأصحابها من خلال الإعلانات.

وكان البرازيليون الأكثر قلقاً إزاء الفارق بين ما هو حقيقي وما هو كاذب، وأعرب 92% منهم عن قلقهم العميق إزاء الموضوع، وفي عدد من الدول النامية الأخرى كان هناك مستوى مرتفع من القلق إزاء الأمر نفسه من بينها إندونيسيا التي سجلت 90%، ونيجيريا 88% وكينيا 85%، بينما كانت ألمانيا هي البلد الوحيد من بين الدول التي شملها الاستطلاع وأعرب مواطنوها بأغلبية ضئيلة بلغت 51% عن عدم قلقهم إزاء هذه القضية. وخلال الفترة التي سبقت الانتخابات في ألمانيا، كانت هناك جهود حثيثة للقضاء على الأخبار الكاذبة.

وقال رئيس مؤسسة "غلوب سكان" دوغ ميلر: "نتائج هذا الاستطلاع تشير إلى أن عهد الأخبار الكاذبة قد يكون مهماً في تقليل مصداقية المعلومات عبر الإنترنت مثلما كانت معلومات المراقبة الخاصة بوكالة الأمن الوطني الأميركية التي كشف عنها عميل الاستخبارات السابق إدوارد سنودن عام 2013 مهمة في التقليل من ثقة الناس في الكشف عن آرائهم عبر الإنترنت".

وكان لافتاً وجود قلق متزايد إزاء تعبير الناس عن آرائهم عبر الانترنت. ففي الدول الـ 15 التي شملها الاستطلاع، قال 53% أنهم لا يشعرون بالارتياح إزاء هذا الأمر مقارنة بـ 49% خلال الاستطلاع السابق، علماً انه يوجد اختلاف واضح بين الاتجاهات في الدول المتقدمة والنامية، حيث أعربت غالبية كبرى في نيجيريا وبيرو والصين عن ثقتهم بشأن التعبير عن آرائهم، لكن الأمر انعكس في أوروبا وأميركا الشمالية حيث تواجدت النسبة الأكبر من الأشخاص القلقين، وكان الفرنسيون واليونانيون الأقل رغبة على الأرجح للتحدث بحرية على الإنترنت عن آرائهم.

ومع تزايد الاستخدام العالمي للإنترنت، بات هنالك حماس متزايد للرغبة في منح حق استخدام الإنترنت للجميع. ووافق 53% من المستخدمين على أن استخدام الانترنت يجب أن يكون حقاً أساسياً، وسجلت البرازيل واليونان والهند الأغلبية الأكبر من المستطلع آراؤهم في هذا الشأن.

وسلط الاستطلاع الضوء على بعض الاختلافات بين الرجال والنساء في الاتجاهات إزاء الانترنت، إذ أن الرجال كانوا الأكثر استخداماً للإنترنت، إذ قال 78% من الرجال أنهم دخلوا إلى الإنترنت خلال الشهور الستة الماضية مقارنة بـ 71% من النساء. وأوضح الاستطلاع أن النساء كن بدرجة ما على الأقل أقل شعوراً بالارتياح للتعبير عن آرائهن عبر الإنترنت، وكان ذلك أكثر وضوحاً في الدول المتقدمة، حيث أعرب 14% من النساء في فرنسا عن شعورهن بالاطمئنان للكشف عن آرائهن، بينما سجلت بريطانيا 36% والولايات المتحدة 35%.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها