الجمعة 2017/09/22

آخر تحديث: 12:18 (بيروت)

هل أُقصي سيمور هيرش عن جائزة "سام أدامز للنزاهة"؟

الجمعة 2017/09/22
هل أُقصي سيمور هيرش عن جائزة "سام أدامز للنزاهة"؟
increase حجم الخط decrease
تساؤلات جدية تطرح حول ما إذا كان الصحافي الأميركي سيمور هيرش قد أُقصي، في اللحظة الأخيرة، عن جائزة "سام ادامز للنزاهة" والتي كان من المقرر أن يتسلمها اليوم ضمن فعاليات مؤتمر "لا للحرب 2017" المزمع عقده في Katzen Arts Center في الجامعة الأميركية في واشنطن العاصمة. 

وترك المنظمون، أمس الخميس، أمر تسلمه الجائزة، مبهماً، إذ عدّلوا برنامج المؤتمر وأعلنوا ان هيرش لن يحضر الاحتفالية اليوم. وقالوا ان "رفاقنا في مؤسسة سام أدامز للنزاهة، سيقدمون حفلاً مع اليزابيت موراي، وآني ماكون، ودانيال إلسبيرغ وتوماس دراك وراي ماكغوفين وآن رايت وجون كيرياكو"، مشيرين إلى أن شيلسي مانينغ "اعتذرت ولن تحضر كما كنا نأمل، وكذلك سيمور هيرش". أي أن المنظمين اكتفوا بالقول إنه لن يحضر، مع تلميح مضمر إلى أنه ليس هو من اعتذر، على عكس مانينغ التي اعتذرت رسمياً. علماً أن بعض المشاركين في الفعالية، هم من الفائزين سابقاً بالجائزة السنوية التي تُمنح منذ العام 2002.

وكان الكثير من أرباب الصحافة الغربية الجادّة والمتمتعة بالمصداقية قد استنكروا التكريم والاستمرار في الاستشهاد بمقالات الصحافي الشهير بركونه إلى مصادر مجهّلة وبافتقاره إلى الدقة. إضافة إلى توقف مجلة "نيويوركر" عن نشر مقالاته، ما دفعه إلى النشر في مواقع أخرى، مثل "لندن ريفيو أوف بوكس" (وهي في الأصل منصة ذات طابع كُتبي وأدبي ولا تمتلك آليات التحقق من المعلومات الموجودة في مواقع وصحف غربية أخرى تهتم بالسياسة). كما يتوقف كثيرون عند الصلة الوثيقة التي تجمع هيرش بعدد من "الزعماء" في الشرق الأوسط، من قبيل أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله، ورئيس النظام السوري بشار الأسد.

ورجّح موقع "الباب" أن يكون هيرش قد أُقصي من الجائزة، بعد ثلاثة أسابيع على تسميته كفائز بالجائزة لهذا العام، وإثر مقال كتبه يبرّئ فيه النظام السوري من استخدام النظام السلاح الكيماوي في مجزرة خان شيخون في ابريل/نيسان الماضي. 

وأثار الإعلان عن منح هيرش الجائزة، جدلاً واسعاً، كون لجنة تقصي الحقائق التابعة للامم المتحدة، أثبتت أن النظام السوري استخدم السلاح المحرم دولياً، خلافاً لمزاعم هيرش، وهو ما دفع الرئيس الاميركي دونالد ترامب لإصدار أوامر بضرب مطار الشعيرات في ريف حمص الذي أقلعت منه طائرة حملت الذخائر الكيماوية، بالصواريخ المجنحة. 

والجدير بالانتباه، إلى أن مقال هيرش عن خان شيخون ليس الفضيحة المهنية الأولى من نوعها خلال السنوات الـ13 الأخيرة من تاريخ الصحافي المخضرم الفائز بجائزة "بوليتزر"(1970) وجوائز أخرى. كما أن هيرش لم يعتذر عن اتهامه اللواء وسام الحسن (اغتيل العام 2012) "بالتورط" في اغتيال الرئيس رفيق الحريري (العام 2005)، لا سيما بعدما تبيّن أن "مصدره الموثوق" لهذه "المعلومة" ليس سوى الوزير السابق ميشال سماحة الذي انكشف تورطه في مخطط النظام الأسدي لتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية في لبنان، بل ونقل سماحة المتفجرات بسيارته الخاصة، وسُجن.   

والحال، إن المتابعين يترقبون مراسم تسليم جائزة "سام أدامز" اليوم، للتأكد من هوية الفائز(ة)، وما إذا كان هيرش قد بدأ يلقى التجاهل الذي يستحق. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها