الأربعاء 2017/09/20

آخر تحديث: 16:28 (بيروت)

بعد الثورة السورية.. الصحافة لم تعد مهنة ذكورية

الأربعاء 2017/09/20
بعد الثورة السورية.. الصحافة لم تعد مهنة ذكورية
الصحافية السورية زينة ارحيم
increase حجم الخط decrease

غيرت الثورة السورية المشهد الإعلامي السوري بالكامل بعد أربع عقود من الجمود في ظل الإعلام البعثي، وصار بالإمكان بعد العام 2011 الاستماع لإذاعة سورية كاملة مخصصة للنساء، مثل إذاعة "جين" الكردية، أو متابعة وسائل إعلام تترأسها وتساهم في إدارتها صحافيات مثل راديو "روزنة" وصحيفة "عنب بلدي"، بشكل يكسر الحالة النمطية للقيادة الذكورية لوسائل إعلام النظام رغم وجود عدد كبير من النساء العاملات في وسائل الإعلام الحكومية التي حرصت على إبعاد الصحافيات عن القضايا السياسية والجدلية وتكريسهن للمواد المنوعة والثقافية والاجتماعية فقط.

ورصدت "رابطة الصحافيين السوريين"، وهي هيئة مستقلة معنية بشؤون الإعلام وحرية التعبير في البلاد، واقع الإعلاميات السوريات بعد الثورة، وحجمه من ناحية العدد وطبيعة الدور والانتهاكات والصعوبات والبيئة التي يتم العمل ضمنها، في تقرير خاص أصدرته الثلاثاء.

ووثق التقرير حدوث 22 انتهاكاً بحق الإعلاميات في سوريا منذ انطلاق الثورة السورية من بينها مقتل 4 إعلاميات، واعتقال 12 أخريات، إضافة لـ 6 انتهاكات أخرى تراوحت بين الجرح والاعتداء بالضرب والتهديد والتعنيف والضغوطات للمنع من العمل في المجال الإعلامي، وفقاً لـ "المركز السوري للحريات الصحافية" في الرابطة.

وتضمن التقرير المكون من 25 صفحة، شهادات لصحافيات سوريات حول الحريات الإعلامية المتفاوتة قبل الثورة وبعدها. وقالت رئيسة لجنة الحريات الصحافية في الرابطة، سعاد خبية: "كانت مساحة الحرية الممنوحة لقلمي كصحافية أقل كثيراً مما أردت قوله طيلة عقد ونصف، حاصرني الاستبداد السياسي والأحكام العرفية ومقايضة حريتي في التعبير بأمني الشخصي، كما حاصرني مجتمعي بقوانينه القاسية تجاه المرأة وخوفه من وعيها لذاتها وحرية فكرها ولسانها"، قبل أن تشرح تحول ذلك بعد الثورة السورية رغم صعوبة العمل الصحافي والإعلامي في البلاد عموماً.

وتطرق التقرير إلى واقع عمل المرأة بالإعلام الرسمي في سوريا قبل آذار/مارس 2011 وبعده، مشيراً إلى أنه لم يبتعد عن القاعدة المتبعة في عموم مجالات الحياة الأخرى، "فقد كان كغيره من مفاصل الحياة المجتمعية وسيلة من وسائل تكريس الاستبداد وسلاحاً هاماً لتطويع الشعب"، كما نوّه إلى بروز دور مختلف للمرأة الصحافية والناشطة الإعلامية منذ بداية الحراك في سوريا، مستعرضاً عدداً من أبرز التجارب الفردية لصحافيات وناشطات رائدات، مثل الناشطة "سوريا سومر" التي تستخدم اسماً مستعاراً للكتابة بحرية من الداخل السوري رغم اعتقالها ثلاث مرات خلال توثيقها المظاهرات السلمية العام 2011.

من جهة أخرى، استعرض التقرير الدور الذي تقوم به الصحافيات في مناطق "الإدارة الذاتية" الكردية التابعة لحزب "الاتحاد الديموقراطي"، والانتهاكات التي ارتكبت بحق الإعلاميين من قبل الحزب المذكور وتجاوزت 75 انتهاكاً من بينها أربعة بحق الإعلاميات، فضلاً عن استعراض واقع عمل الإعلاميات والصحافيات في مناطق سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث كان من الخطورة الشديدة جداً أن تفكر امرأة بالعمل في مجال الإعلام لأن ذلك سيكلفها حياتها، وهو ما تسبب بهجرة واسعة في صفوف الناشطات الإعلاميات خارج حدود مناطق سيطرته بشكل كلي.

ويقول التقرير أنه لا توجد أرقام محددة لعدد الصحافيات السوريات العاملات في وسائل الإعلام السورية المعارضة، لكن يبدو العدد كبيراً من مطالعة أسمائهن المتكررة في الوسائل المختلفة، علماً أن وجودهن لا يقتصر على المشاركة في الكتابة أو إنتاج المواد بل يمتد لإدارة تلك الوسائل فضلاً عن العمل في وظائف كانت تعتبر ذكورية في السابق مثل التصوير والإخراج والمونتاج وإدارة التحرير.

ويختم التقرير بالحديث عن أبرز الصعوبات التي تواجهها الصحافيات السوريات، مثل انعدام الأمن الوظفي والعمل من دون عقود أو ضمانات، فيما تبرز مسألة المساواة بين الرجال والنساء في العمل الصحافي، والتي حدت منها حقيقة دعم الإعلام السوري البديل من مؤسسات أوروبية ومنظمات تشترط المساواة بين الرجال والنساء في الرواتب والوظائف كشرط للتمويل، فيما تحدث صحافيات عن حالات من التمييز الذي يمارس ضد الصحافيات في تركيا تحديداً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها