السبت 2017/09/16

آخر تحديث: 12:18 (بيروت)

دعوة للتدوين عن #هشام_جعفر: محاولة أخيرة للنجاة

السبت 2017/09/16
دعوة للتدوين عن #هشام_جعفر: محاولة أخيرة للنجاة
حملة التدوين عن الصحافي المصري هشام جعفر تبدأ اليوم في السابعة مساء
increase حجم الخط decrease
ربما بالتدوين عن الباحث هشام جعفر، يتغير شيء ما في الوقائع.
عامان الآن يتممهما جعفر على ذمة التحقيق معه في الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين وتلقي رشاوي دولية، بحسب قائمة الاتهامات العبثية الموجهة إليه. عامان تدهورت خلالهما صحة مدير "مركز نماء للتنمية الإعلامية"، واقترب من فقدان البصر بشكل كامل، فضلاً عن مشاكل صحية بسبب نقص الإمدادات العلاجية له، وعن مشاكل أخرى ظهرت إثر تدهور وضعه في السجن؛ بحسب تقرير "هيومن رايتس ووتش".

مناشدات كثيرة من شخصيات عامة وكتّاب ومثقفين لم تسعفه. قائمة طويلة من تلك المناشدات، تطالب الحكومة بالترفق بالرجل المريض، الذي لم يسعفه حظه بأن يحمل جنسية غير الجنسية المصرية لتسعفه كما أسعفت قبله عدداً من السجناء. فالمناشدات لم تُثر ضجة إعلامية ضخمة ولا حملات صاخبة في مواقع التواصل الاجتماعي، فالرجل بعيد من دائرة الاهتمام، أو ربما جاء حبسه في فترة كان كل من له علاقة من قريب أو بعيد بالمجال العام يتلفت خوفاً من أن يأتي عليه بالدور ويكون زميل حبس لهشام جعفر.

منال الطنطاوي زوجة هشام جعفر، كان قد وصل بها الإحباط إلى درجة تمنيها لزوجها بأن يتلقى علاجاً مناسباً، مجرد علاج مناسب، بعدما ابتعد الأمل في الإفراج عنه. هكذا ظهرت الدعوة إلى التدوين عن الباحث المحبوس، إذ بادرت الطنطاوي بإنشاء دعوة للتدوين والمشاركة بالكتابة والفيديو "بعد مرور عامين حبس احتياطي، ويعاني الباحث والصحافي هشام جعفر في محبسه في سجن العقرب، آلام الحبس الظالم وفقد بصره وآلام السرطان".

ترجو أسرته جميع أصحاب الأقلام الحرة، الكتابة والتدوين عنه في حملة "أشوف النور" التي تنطلق اليوم السبت 16 سبتمبر/أيلول الساعة السابعة مساء، وتنتهي يوم الإثنين 18 الجاري، وذلك عبر فايسبوك وتويتر والمواقع الصحافية التي طالبت بالإفراج الصحي عمن "أخلص وأصلح لوطنه وحمل قلمه فقط من أجل الحوار ونبذ العنف".

المحاولة تطمح إلى تغيير وضعه المأساوي ولا تتوقع أن تحدثه، في ظل دولة لا تبالي بحالته الصحية، ولا فارق إنسانياً في خطواته الحثيثة نحو تدهور نهائي. ربما يكون التدوين الآن في الظرف الذي قطعت فيه الولايات المتحدة بعضاً من معونتها الاقتصادية في مصر بسبب "وضع الحريات" تحريكاً لقضية ركدت تماماً، وتعامل معها الجميع باعتبارها ميؤوساً منها.

أربع وعشرون ساعة، قد تكون فارقة في حياة الرجل، بعدما تقطعت السبل بأهله وأصدقائه والمعنيين بأمره. ومن لا يعرفه أو غير معنيّ بالقضية ليس عليه أكثر من مشاهدة صوره قبل الحبس وبعده ليعرف أي تدهور يعيشه في ظرف غير إنساني، وليكتب مجرد تدوينة تحت هاشتاغ #هشام_جعفر

ربما تغي مصيره كلمات مكتوبة في مواقع التواصل. ومَن لم تحركه صور الباحث المحبوس، فليقرأ شيئاً مما تكتبه زوجته نذ عامين بلغتها الحزينة ويأسها الذي يطبق على الأنفاس: "هشام كان في الفترة الأخيرة بيصدع جامد جداً لأنه تعبان، خدوه، وأخدوا كل ورقة تثبت مرض عينيه وأخدوا الفلاشة والأسطوانة اللي عليها تاريخه المرضي بتاع عينه ومش راضيين يسلمونا أي حاجة واحدة منهم. طبعاً كده خلاص اخبطي دماغك في الحيط جوزك عينه سليمة وانتى معندكيش ما يثبت، ده غير تعمد وضعه في ظروف حبس سيئة زي القبر اللى قعدوه فيه زي العقرب اللي محطوط فيه". وسألت: "إيه الخطر في إنكم تسلمونى تقاريره الطبية الخاصة بعينه؟ يعنى هعمل بيها إيه يضر البلد".

ربما يكون للكلمات تأثيرها في دولة غليطة القلب، سميكة الجلد، وربما تتصاعد المسألة لتنقذ ما يمكن إنقاذه من حياة هشام جعفر.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها