الإثنين 2017/09/11

آخر تحديث: 19:17 (بيروت)

أبو مصطفى: الوجه المكشوف لإعلام "حزب الله"

الإثنين 2017/09/11
أبو مصطفى: الوجه المكشوف لإعلام "حزب الله"
الحزب هنا ليس قوة رديفة كما يصوره الإعلام السوري الرسمي
increase حجم الخط decrease
لا يقتصر ظهور قيادي ميداني بارز في "حزب الله"، للمرة الأولى في تاريخ الحزب، على توجيه رسالة الى العراق يستكمل فيه الحزب تأكيده بأنه "يقاتل داعش". فالسياق السياسي للمعركة، ليس وحده ما يحكم ظهور قيادي بهذا الحجم المعلن عنه، ولو أن رسائله السياسية تتعدى قضية مخاطبة العراق. ذلك ان هذا الظهور، يمثل تغيراً بارزاً في مسيرة الحزب الإعلامية، منذ الجولة الميدانية لجرود بعلبك في 2015، وحتى اللقاء الاعلامي الميداني لـ"الحاج أبو مصطفى".

يتعاطى الحزب بديناميكية اعلامية لافتة خلال الأشهر الأخيرة. منذ انخراطه في الحرب السورية، لم يعد الجناح العسكري في الحزب "سرياً". كشفت مواقع التواصل الاجتماعي عن الكثير من وجوه مقاتليه، وأسلحتهم. فالعدد الكبير من المقاتلين المنتشرين في ميادين عديدة، من سوريا الى جنوب لبنان، يصعّب مهمة ضبط العمل السريّ. فانخرط في لعبة التأكيد الاعلامي على اعتبار أن مقاتليه ليسوا أشباحاً، وهو، بعد أكثر من 30 عاماً على تأسيسه، ليس "منظمة سرية"، ويوزع الأدوار على قيادييه، كل بحسب موقعه. 
الحزب، الطامح لأدوار أكبر في المنطقة، استجاب لكل هذه التغييرات التي طرأت على البيئة السياسية المحيطة به. وبعدما كان الإعلان عن الأعمال العسكرية يقتصر على بيانات، أو يكشفها مسؤولون سياسيون، بات للعسكر دوره الإعلامي أيضاً، المضبوط "بقرار من الأمين العام"، وليس بعيداً من الهيكلية السياسية للحزب. 

لم يعرف الحزب ناطقاً عسكرياً باسمه، قبل انخراطه في الحرب السورية. أول الانكشافات الرسمية، كان في الجولة الأعلامية التي نظمها الحزب لجرود بعلبك، بعد عملية عسكرية، شرح فيها ضابط ميداني في الحزب للإعلاميين عن مسار المعركة. تكرر الأمر في جولة إعلامية أخرى في الجنوب، بمحاذاة الشريط الحدودي مع فلسطين. وتكرر مرة أخرى، في جولة للإعلاميين في جرود عرسال قبل شهرين. 

على أن إعلان التفاصيل العسكرية، يتم في إطار محدود وضيق، يُستخدم لأغراض سياسية. كذلك ظهور القياديين اعلامياً، وأسباب كشفهم. ضمن هذا الاطار، يأتي ظهور "الحاج ابو مصطفى"، القائد الميداني لـ"حزب الله" في دير الزور، والذي يحمل أكثر من رسالة.

وخلافاً للتحليلات التي حصرت هذا الظهور في توجيه رسالة للعراق، بأن الحزب يقاتل "داعش" جدياً، يبدو ظهور القيادي في الحزب أبعد بكثير من ذلك. فهو يحمل رسالة واضحة بأن الحزب "شريك لروسيا" الى جانب إيران ودمشق، في معركة دير الزور. وفي ذلك، ردّ على الضخ الإعلامي الذي حصر "الإنجاز" في دير الزور في الطيران الروسي، أو في قياديين في القوات الحكومية السورية، تم ترميزهم في وسائل الاعلام، أبرزهم العميد سهيل الحسن المعروف بـ"النمر"، وقائد حامية مطار دير الزور العميد عصام زهر الدين. 

ترميز قادة المعركة اذن، أضيف اليهم شخص ثالث، هو "الحاج ابو مصطفى" الذي لم يكشف في لقائه مع "الميادين" الفترة التي قضاها في مدينة دير الزور. بل كشفت ذلك، عائلته في رسالة يتم تناقلها في مواقع التواصل الاجتماعي، عن أنه قضى 8 اشهر في المدينة المحاصرة. ويستدعي ذلك ترميز الحزب، كشريك في "صمود" المدينة المحاصرة. ويستدعي ايضاً، ظهوراً اعلامياً يتحدث فيه عن دور الحزب في المعركة، قبل أن تكرسها الصور المنقولة في حساب "الإعلام الحربي" التي تظهر أعلاماً صفراء في الهجمات الاخيرة لفك الحصار عن المدينة ومطارها العسكري. 

رسالة الشراكة الميدانية في مهمة دير الزور، يؤكدها ابو مصطفى بتوجيه الشكر "للقيادة السورية الحكيمة متمثلة بالرئيس الأسد، ولإيران التي دعمت وروسيا على دعمهم لتحقيق هذا النصر في دير الزور". فالحزب هنا، ليس قوة رديفة، كما يصوره الإعلام الرسمي النظامي، وليس حليفاً فحسب، بل هو شريك لروسيا، وجزء من "حلف يمتد من طهران الى فلسطين المحتلة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها