الثلاثاء 2017/08/08

آخر تحديث: 18:29 (بيروت)

أزمة رياضية بين الأردن ومصر تُسعِّر "النازية العربية"

الثلاثاء 2017/08/08
أزمة رياضية بين الأردن ومصر تُسعِّر "النازية العربية"
increase حجم الخط decrease
رغم أن البطولة وديّة، وهو الأمر الذي لا يعني الكثير في عرف كرة القدم.. ورغم أن اشتعال التعصب الشوفيني في كرة القدم أوصل المسألة إلى القطيعة في العام 2010، بين مصر والجزائر، وهو الاختبار الذي خرج منه الطرفان خاسرين... كان لزاماً على جماهير "الفيصلي" في مباراته النهائية ضد "الترجي" التونسي أن تكون أكثر حيطة في التعامل مع مجريات المباراة.


لكن ما حدث هو أن "النشامى" كما يحبون أن يطلقوا على أنفسهم، لم يكونوا "نشامى" بالمرة، وتحولوا إلى قطيع من الهمج اعتدوا على حكم المباراة، ثم خربوا الاستاد. ثم أخيراً تحولوا، على الشاشات ومواقع التواصل، إلى كيانات متعصبة تطلق أحط العبارات والاتهامات "النازية" على الحَكَم المصري.

بتتبع هاشتاغات #الفيصلي و#الفيصلي_الترجي، تحولت المسألة إلى عراك حامي الوطيس بين جماهير "الفيصلي" من ناحية، والجماهير المصرية من الناحية الأخرى، على الرغم من أن مباراة "الأهلي" و"الفيصلي" التي انتهت بهزيمة "الأهلي" المصري، لم تثر كل هذه النعرات.


هذه المرة صار الحَكَم طرفاً في عراك "تفوق عرقي" بين الطرفين، فيما غاب الطرف التونسي الذي كسب اللقاء، إذ يحمل النادي الأردني المسؤولية كاملة للحكَم المصري بحجة أنه "ينتقم" من النادي بعد انتصاره على "الأهلي". وكأن المتعصبين للنادي الأردني يوجهون غضبهم ناحية الطرف "الأضعف" في هذه المسألة. وقد أذكتها التصريحات المؤسفة للمسؤولين الرياضيين في النادي، لا سيما أمين صندوقه ونائب رئيس النادي، عصام أبو طويلة.

أبو طويلة، "برر" في مداخلته على قناة "أون سبورت" ما بدر من اللاعبين والجماهير بأن مصر معتادة على مثل هذه المواقف، بدليل الـ74 شهيداً من جماهير "الأهلي" في مباراتهم المأساوية في استاد بورسعيد، وهو ما يمكن أن يكون الترجمة العملية للعبارة الشهيرة "عذر أقبح من ذنب". ثم تحجج بأنه لم يرَ "التجاوزات" التي حدثت رغم حدوثها أثناء المباراة واعتداء أحد الإدرايين على الحكَم، وهو ما كان يستلزم من مذيع الفقرة أن يرد عليه بحزم، وهو ما لم يحدث.


مع ذلك الاحتقان المبالغ في أثره، كان على الإعلام المصري أن يكون أكثر هدوءاً من دون أن يتورط في هذه اللغة المحتقنة العنصرية، لكن ما حدث هو العكس تماماً، فكانت الفرصة مؤاتية لوجوه تعيش ركوداً كروياً مع منع الجماهير المصرية من حضور المباريات في الاستاد، ليمتلئ "يوتيوب" بفيديوهات لإعلاميين تسبقها عبارة "تعليق ناري" أو "مقدمة" نارية، سواء كانت لأحمد شوبير أو إبراهيم فايق أو مدحت شلبي أومحمد شبانة أو غيرهم من المذيعين الرياضيين على الشاشات المصرية.

التعليقات كلها بادرت إلى تكرار كليشيه "الأخوة العربية" وغرض البطولة في التقريب بين "الأشقاء" وكل عبارات الاستهلاك المشهدية لما هو عربي، ثم بعد الانتهاء من الكليشيه، تبدأ الحقيقة في الكشف عن نفسها بعبارات لا تقل نازية عن النعرة الأردنية، من قبيل "مصر أم الدنيا وأكبر من المهاترات".

تحولت المعركة إذن من مجرد خطأ لحكَم في مباراة بطولة ودية، إلى حمية جاهلية بين دولتين، حيث تجنّد الإعلامها الرياضي في كل منهما للدفاع عن أخطاء كل طرف، وكيل الاتهامات الوضيعة للطرف الآخر.

ليست هذه هي المرة الأولى التي تتكسر فيه كليشيهات الوحدة العربية على صخرة الواقع، ولأسباب لا تقل تفاهة عن حادثة المباراة، وهو ما حدث تماماً في مباراة مصر والجزائر العام 2010، وفيها تبنّى الإعلام المصري، بقيادة نجل الرئيس المصري الأسبق علاء مبارك، خطاباً عدائياً ضد الجزائر، تورط فيه الجميع، حتى قيام ثورة يناير وتكشف الحقائق حول الغرض السياسي من النظامين المصري والجزائري في استخدام هذه النعرات استخداماً سياسياً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها