"إرهاب" حماس في"الرياض": إدانة المقاومة الفلسطينية على مراحل؟

 "الرياض" سرعان ما حذفت هذا المنشور بعد اعتراض شريحة واسعة من رواد التواصل الاجتماعي على هذا الوصف المتناغم مع وصف الاحتلال الإسرائيلي، وطاول هذا الاعتراض الصفحة الخاصة بالجريدة في "تويتر". 

رئيس تحرير "الرسالة"، وسام عفيفي، قال لـ"المدن" إنهم ارتأوا أن يردوا على "الرياض" باستعراض نماذج التغريدات التي وقفت بقوة في وجه الصحيفة ومَن لفّ لفيفها.

 ورأى عفيفي "أن استخدام مصطلح الارهاب بحق حماس من قبل المسؤولين في السعودية واعلامها لا يضر الحركة، وإنما المملكة هي التي تتضرر أكثر، وتخسر كثيراً بسبب مواقفها هذه بحق المقاومة"، موضحاً أن استدلال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي لوصف حماس بالإرهابية، بصحيفة "الرياض"، استفز كثيراً شريحة واسعة من الشعوب العربية، وتُرجم ذلك عبر المنصة الإفتراضية".

غير ان عفيفي يعتبر أن الموقف السعودي اتجاهها سياسياً واعلامياً، يشوبه الإرتباك وعدم الوضوح والمزاجية، فتارة يتم الإشارة إلى الحركة في تصريحات صحافية على اساس أنها ارهابية ثم يتم التراجع عن ذلك إن لم يكن نفيه، مُنوهاً بأن صحيفة "عكاظ" هي الأخرى ومعها وسائل الاعلام القريبة من السعودية اعتادت على جلد "حماس" في الآونة الأخيرة ووصفها بذلك.

 ومما رصدته "المدن" من تغريدات غاضبة على وصف "حماس" بالارهابية من قبل جريدة "الرياض"، تغريدة فهد بن عبدالله‏، التي قال فيها: "المؤكد ان ذلك ليس الا توجه جريدة تعتاش على الاعلام المسيس.. وذلك محل سخرية فالأمة ترفض هذا التوجه لأن #حماس_ليست_إرهابية_ياجريدة_الرياض".

 المتحدث باسم هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار وإعادة الإعمار عن غزة، أدهم أبو سلمية، غرّد عبر حسابه في "تويتر": #حماس_ليست_إرهابية_ياجريدة_الرياض بل هي وربنا حركة مجاهدة مسلمة، وهي رأس حربة الجهاد في وجه المشروع الصهيوني الارهابي السرطاني".

 وكانت تغريدة أخرى لأسامة جاويش‏، فكتب: "كفاكم عاراً أن ينشر تغريدتكم المحذوفة أفيخاي أدرعي تطابق مواقف سعودية وإسرائيلية واتهام المقاومة عار جديد".

 استاذ الاعلام في جامعة بير زيت، الدكتور نشات الأقطش، قال لـ"المدن" إن ما فعلته الرياض وتفعله باقي الصحف بين الفينة والأخرى يُدلل على أن الاعلام العربي تابع لسياسة الدول الذي تموله، وأن الإعلام السعودي ينقل وجهة نظر الحكومة دون تردد.

 ويضيف الأقطش أن الانظمة العربية بدأت تكشف عن وجهها، عبر إظهار التناغم الواضح مع اسرائيل، بل وتبني وجهة النظر الإسرائيلية علناً، ظناً منها أن بتحالفها مع اسرائيل ستحافظ على وجودها". 

 ولعل هناك رؤية لبعض الانظمة العربية بالتنسيق مع جهات دولية مفادها: "كرر طرح غير العادي واللامقبول للعقلية العربية عبر الاعلام، علّه يُصبح عادياً ومقبولاً لهم ذات يوم". 

ويطرح مراقبون تساؤلاً: "لماذا تصمت السعودية عند اي حالة مقاومة فلسطينية، بينما تستنفر في ما يتعلق بعلاقات حماس الخارجية؟"، ما يدفعهم إلى الاستنتاج أن الرياض تتحرج من دعم المقاومة في آن، ثم تنفجر عندما يتعلق الامر بالعلاقات الإقليمية وصراعاتها.

 ووسط كل ذلك، ينظر الفلسطينيون- بمختلف انتماءاتهم- بعين الخطورة البالغة إزاء ما ينشره بعض وسائل الإعلام ومعها تصريحات المسؤولين العرب بخصوص حماس والمقاومة، وإن اتخذ طابع المزاجية والإرتباك، ذلك أن الأمر يتعدى "حماس" ليطاول كل حالة المقاومة الفلسطينية، علاوة على أن ذلك سيتم استثماره اسرائيلياً وغربياً باتجاه ادانة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وسيتم فرض ضغوط دولية على الفلسطينيين من باب "انظروا العرب أنفسهم لا يُجمعون على صواب ما تفعلون"، وأن القضية الفلسطينية بات العربُ منقسمين عليها وفيها، فهي لم تعد قضية اجماع لهم.