الخميس 2017/08/31

آخر تحديث: 12:32 (بيروت)

وسط اتهامات بالتآمر والتحرش والعنصرية.."فوكس نيوز" توقف بثها البريطاني

الخميس 2017/08/31
وسط اتهامات بالتآمر والتحرش والعنصرية.."فوكس نيوز" توقف بثها البريطاني
increase حجم الخط decrease
وسط مخاوف من تنامي سيطرة الملياردير الاسترالي، روبرت مردوخ، على الإعلام وتأثيره في الرأي العام، قررت مجموعة "توينتي فرست سنتشوري فوكس" الإعلامية المملوكة لمردوخ، وقف بث قناتها الإخبارية "فوكس نيوز"، المصنفة ضمن وسائل الإعلام المؤيدة بشدة لليمين، في بريطانيا، في محاولة لرفع عقبة أمام مشروعها لشراء قنوات "سكاي" البريطانية، في حين يواجه مسؤولون في القناة اتهامات بالتحرش الجنسي والتمييز العرقي.


وقالت المجموعة في رسالة الكترونية لوكالة "فرانس برس" إن "فوكس نيوز" تركّز حالياً على السوق الأميركية، وهي موجهة بالدرجة الأولى لجمهور أميركي، ولا تستقطب سوى بضعة آلاف من المشاهدين يومياً في بريطانيا، مشيرة إلى أنهم خلصوا إلى أن الاستمرار ببث "فوكس نيوز" في هذا البلد "لا يصب في مصلحتهم التجارية".

وكانت "توينتي فرست سنتشوري فوكس" أعلنت في نهاية كانون الاول/ديسمبر الماضي عزمها شراء 39% من مجموعة "سكاي" البريطانية في مقابل 15 مليار دولار، وهي صفقة لم تنجز بعد. غير أن هذه العملية تثير قلق السلطات البريطانية التي تطلب إجراء تحقيق معمق في هذه المسألة، حيث تبدي وزيرة الثقافة البريطانية، كارن برادلي، قلقاً إزاء التأثير المحتمل في التغطيات الإخبارية في حال بات لعائلة مردوخ تحكّم كامل بقنوات "سكاي"، علماً أن مجموعة مردوخ تملك أيضاً، عن طريق شركة "نيوز كورب"، صحيفتين بريطانيتين واسعتي الانتشار، هما "ذا تايمز" و"ذا صن".

وكان موقع "دايلي بيست" قد نشر، الشهر الحالي، تقريراً لرئيس تحرير الموقع لويد غروف، حول محاولات مردوخ شراء قنوات "سكاي"، وكيف يمكن لمجموعة من القضايا التي قدمها المحقق السابق في جرائم القتل في واشنطن رود ويلر، ضد "فوكس نيوز" أن تؤثر سلبا عليها.

ووفقاً للتقرير، تم الكشف مؤخراًعن أن محامي ويلر، دوغلاس ويغدور، أرسل رسالة لمؤسسة تنظيم الاتصالات البريطانية "أوفكوم"، التي تدرس طلب مردوخ لشراء "سكاي"، وجّه من خلالها نقداً لاذعاً لـ"فوكس نيوز" والشركة الأم "تونتي فيرست سنتشاري فوكس"، متهماً إمبراطورية مردوخ الإعلامية بخداع السلطات البريطانية، بخصوص فشلها في تحقيق المقاييس الإعلامية "المناسبة واللائقة"، التي تلزم للحصول على "سكاي".

وينقل التقرير عن ويغدور ادعاءه في رسالته بأنه في حين كان كبار المديرين التنفيذيين لـ"تونتي فيرست سنتشاري فوكس"، أبناء روبرت جيمس ولاخلان مردوخ، يطمئنون المسؤولين في "أوفكوم" بأن "فوكس نيوز" صالحة لنقل الأخبار بطريقة بعيدة من الحزبية، وأن الشركة استحدثت "سياسات إدارية جديدة"، فإن "فوكس نيوز" كانت تتآمر مع البيت الأبيض في ظل حكم الرئيس دونالد ترامب، لترويج نظرية مؤامرة زائفة حول مقتل الموظف لدى اللجنة الوطنية للحزب الديومقراطي سيث ريتش.

وضمن السياق نفسه، نقل "ذا دايلي بيست" عن الناشطة في موقع "آفاز" ألافيا زوياب، التي تعارض بشدة شراء مردوخ لـ"سكاي"، قولها: إن "فوكس نيوز" هي عبارة عن مصنع أخبار كاذبة، تجعل من قوانين البث البريطانية مهزلة، خصوصاً وأن الكذب بخصوص سيث ريتش، وتهم التآمر مع إدارة ترامب يجب أن تذكرنا بأن الأولوية الأساسية للحكومة البريطانية هي حماية ديموقراطيتنا من آل مردوخ، وإن لم تقم الحكومة البريطانية بالتحقيق جيدا في هذه الفضائح قبل البت في طلب مردوخ للاستحواذ على "سكاي" فإنها ستجد نفسها في معركة قضائية في الجانب الخطأ".

وكانت "أوفكوم" قد استنتجت في تقرير سابق أن روبرت مردوخ وابنه جيمس سيتمتعان "بنفوذ قوي" في الإعلام البريطاني، إذا ما تمّت صفقة شراء قنوات "سكاي". ورأت المنظمة أن "الصفقة المقترحة ستمنح عائلة مردوخ نفوذا ماديا قويا مقارنة بالمؤسسات الإعلامية الأخرى العاملة في حقل الإعلام التلفزيوني والمطبوع، وحتى البث اللاسلكي والإنترنت"، ما دفع وزيرة الثقافة كارين برادلي، المعنية في هذا الأمر، للرد والقول إنه بناءً على تقرير "أوفكوم" قررت أن تحوّل الموضوع للبت به إلى "سلطة الأسواق والمنافسة". 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها