الجمعة 2017/08/18

آخر تحديث: 16:54 (بيروت)

#مخيمات_الموت

الجمعة 2017/08/18
increase حجم الخط decrease

"مخيمات الموت"، هي الحملة الجديدة التي أطلقها ناشطون سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام، لتسليط الضوء على معاناة النازحين من أبناء المنطقة الشرقية في سوريا، والذين اضطروا لترك بيوتهم بعد قرار تنظيم "داعش" بفرض التجنيد الإجباري في مناطق سيطرته، مع اشتداد المعارك التي تشنها عليه "قوات سوريا الديموقراطية" المدعومة من قوات التحالف الدولي.



وتتضمن الحملة توجيه لائحة من المطالب ونداء إنسانياً إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش والدول الأعضاء في مجلس الأمن والأمانة العامة لمجس حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة، في رسالة نشرت عبر صفحة الحملة في "فايسبوك" الثلاثاء الماضي، ركزت على معاناة سكان دير الزور والرقة والحسكة، الذين "يبادون تحت مختلف الذرائع"، بموازاة دعوات للتضامن مع الحملة.



وفي الساعات القليلة الماضية، بدأت الحملة بالانتشار على نطاق واسع عبر "فايسبوك" و"تويتر"، عبر هاشتاغ #مخيمات_الموت ونظيره بالانجليزية #DeathCamps، فيما نشر الصحافي والناشط السوري زهير الشمالي مقطع فيديو عبر حسابه في "تويتر"، يظهر معاناة النازحين في مخيم جنوب الحسكة، في واحد من أبرز المشاركات التي يتم تداولها، مع صور مروعة تظهر الظروف الكارثية التي يعيشها المدنيون وسط بيئة صحراوية قاسية في خيم لا تليق بالكرامة البشرية.



وجاء في بيان الحملة
: "سبع سنوات والشعب السوري يقتل بكل أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية، سبع سنوات وأبناء المنطقة الشرقية من سوريا (ديرالزور، الرقة، الحسكة) يبادون تحت مختلف الذرائع. مدنيون قتلوا بطيران النظام وحليفه الروسي ارتكبت بحقهم المجازر بقذائف التحالف الدولي بذريعة مكافحة الإرهاب. ذبحوا بسكاكين داعش وتناثرت أشلائهم على وقع مفخخاتها وقتلوا بقذائف قوات سوريا الديموقراطية وبالألغام ومن الجوع والعطش وهم متمسكون بأرضهم".


وفي حديث مع "المدن" أكد المتحدث باسم الحملة محمد حسان، أن أسباب الحملة ترتبط بحدوث النزوح الداخلي نفسه في المحافظات الشرقية من سوريا التي تعتبر حالياً أكثر المناطق السورية سخونة على الأرض، مضيفاً أن أسباب النزوح بدورها ترجع إلى العمليات العسكرية التي تشنها قوات الأسد قوات سوريا الديموقراطية على تلك المناطق، إضافة للقصف الجوي من طيران الأسد والطيران الروسي وطيران قوات التحالف، من دون تجاهل قوانين تنظيم "داعش"، الجائرة وتدهور الحياة الاقتصادية والصحية والاجتماعية في مناطق التنظيم الذي بدأ بفرض التجنيد الإجباري، في مناطق سيطرته.


من جهته، يتحدث البيان عن "المعاملة السيئة التي لا تليق بالإنسانية، فلا اعتبارات لكرامة الانسان ولا احتياجاته الغذائية والدوائية والتي تسبب نقصها بعدة حالات وفاة لنازحين أغلبهم من كبار السن والمرضى والاطفال"، فيما يقول حسان أن تلك المخيمات المتواجدة في مناطق صحراوية غالباً تفتقر إلى أبسط مكونات الحياة، مضيفاً أن المدنيين يدفعون مبالغ باهظة للتهريب من مناطق "داعش" نحو مناطق سيطرة "قسد" والتي تتراوح بين 100 دولار أميركي إلى 300 دولار حسب الطريق المتبعة.



ويطالب البيان، الأمم المتحدة، من أجل الحفاظ على كرامة أهل المناطق الشرقية، "بفتح ممرات إنسانية للمدنيين الهاربين من مناطق الاشتباكات ومن مناطق سيطرة داعش والتي تجندهم قسراً للقتال معها"، إلى جانب المطالبة "بإشراف أممي على مخيمات النازحين في الداخل السوري والتي تحولت إلى معتقلات تشبه تلك التي مارستها النازية في بداية القرن الماضي"، فضلاً عن ضرورة "إيجاد آلية تضمن الحماية الدولية لهؤلاء النازحين وأُسرهم وإيصال مقومات الحياة والاحتياجات الضرورية لهم".


إلى ذلك، تمكن فريق الحملة من توثيق وفاة عشرة أطفال حديثي الولادة في مخيم عين عيسى خلال الشهر الماضي بسبب موجة الحر التي ضربت المنطقة وعدم توفر مراكز صحية لراعية هؤلاء الأطفال، فيما توفي أربعة أشخاص في مخيم السد نتيجة غياب الرعاية الصحية أيضاً. فيما يتواجد حوالي 86400 مدني في مخيمات عين عيسى والكرامة في ريف الرقة ومخيم رجم صليبي والهول والسد والمبروكة في ريف الحسكة ومخيم الركبات والدحلات (رويسد) في الجنوب السوري بالقرب من الحدود الأردنية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها