الخارجية الإسرائيلية تحذّر نتنياهو: العقوبات على "الجزيرة" تضرّ بسمعتنا

ونقلت الصحيفة عن مصادر شاركت في اجتماع هيئة الأمن القومي الذي عقد منذ أسابيع، قولها إنّ مكتب نتنياهو طلب صياغة الآراء وردود الأفعال الدولية الممكنة لإغلاق مكتب "الجزيرة"، وعلى إثر ذلك قدم مسؤولو وزارة الخارجية تقريراً حذروا فيه من أي قرارات ضد "الجزيرة" قد تضر بسمعة إسرائيل أمام العالم. كما أعربت الخارجية الإسرائيلية عن قلقها إزاء أي تحركات ضد شبكة "الجزيرة"، قد تُتهم فيها إسرائيل بالإضرار بالمبادئ الديموقراطية لحرية الصحافة والتعبير، وإدراجها بسبب ذلك إلى جانب دول مثل كوبا وفنزويلا وتركيا.

وعلى الرغم من توصيات الخارجية الإسرائيلية وتحذيراتها، أشارت "هآرتس" إلى أنّ نتنياهو، ووزير الإتصلات أيوب قرا، يضغطان باتجاه فرض عقوبات على "الجزيرة"، ويندرج قرار مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي بسحب اعتماد مراسل القناة الياس كرام في هذا الإطار.

وكان مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي قد أصدر، الأربعاء، قراراً أولياً بسحب اعتماد مراسل قناة "الجزيرة"، الياس كرام، في مدينة القدس، على خلفية تصريحات صحافية سابقة له، كان قد قال فيها إنّ "عمل الصحافي جزء لا يتجزأ من عمل المقاوم". وقالت قناة "الجزيرة" إنّ المدير العام لمكتب الصحافة الحكومي، نيتسان حين، هدد بسحب بطاقة الاعتماد الصحافية لمراسلها الياس كرّام. ويأتي هذا التهديد بعد أقل من أسبوعين من إعلان حكومة بنيامين نتنياهو اعتزامها إغلاق مكاتب "الجزيرة".

وبحسب "الجزيرة" فإنّ مكتب الصحافة وجّه دعوة لكرام لحضور جلسة استماع له، يوم الاثنين المقبل، بذريعة إدلائه بتصريحات سياسية أيّد فيها المقاومة الفلسطينية. ونشر مكتب الصحافة الحكومي الخبر قبل أن يطّلع كرام أو مكتب "الجزيرة" عليه.

وفي حين دعت منظمة الصحافيين في إسرائيل مكتب الصحافة الحكومي إلى التراجع عن إجراءاته الرامية لسحب بطاقة اعتماد مراسل "الجزيرة"، ردت نقابة الصحافيين الفلسطينيين على هذا القرار بقولها إنّ هذه الخطوة غير محتملة في دولة ديموقراطية. واضافت إن "الصحافيين ليسوا مجرد قناة للمعلومات، بل هم ينشطون احيانا من اجل دفع جدول يتفق مع المصلحة العامة كما يرونها، بما يتفق مع الدستور الاخلاقي لمجلس الصحافة. الوعي لا يتقبل قيام الدولة بالمس بقدرة الصحافي على التغطية فقط بسبب الجدول الذي يدفعه، مهما كان ناقداً لسلوكيات الدولة".