الأربعاء 2017/08/16

آخر تحديث: 17:27 (بيروت)

الكوكب عبر "تويتر": إعزلوا ترامب

الأربعاء 2017/08/16
الكوكب عبر "تويتر": إعزلوا ترامب
increase حجم الخط decrease
"اعزلوا ترامب".. يصرخ الكوكب كله مرة واحدة ضد عنصرية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد إصراره الوقح على اعتبار أعمال العنف العنصرية التي سالت بسببها دماء بريئة في بلدة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا، مسؤولية مشتركة بين أميركيين ينتمون لليمين المتطرف والنازية الجديدة، ومناهضين للعنصرية، في مساواة كاذبة وغير عادلة انتقد عليها من طرف المؤيدين له قبل معارضيه.


وانتشر هاتشاغ #ImpeachTrump عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحصد أكثر من 800 ألف تغريدة حول العالم في أقل من 24 ساعة، وظهر في قوائم الكلمات الأكثر تداولاً في دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات العربية المتحدة والهند، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، حيث تغذى الهاشتاغ من انتقادات سياسيين وناشطين من الحزبين الديموقراطي والجمهوري لتأخر ترامب في إدانته لأحداث العنف التي وقعت السبت الماضي.


ورغم أن ترامب تراجع تحت الضغوطات يوم الاثنين وقدم بياناً استنكر فيه العنصرية التي وصفها بالشر، إلا أنه تملص في أقل من 24 ساعة من تلك التصريحات، في مؤتمر صحافي عقده في برج ترامب في مانهاتن بنيويورك لمناقشة تطوير البنية التحتية، ليتصاعد جو المؤتمر فجأة وينحرف الحديث نحو شارلوستفيل، حيث عاد ترامب ليصر على أنه يوجد أناس طيبون جداً وأناس أشرار جداً في كلا الجانبين، معتبراً ان المتظاهرين المنتمين لأقصى اليسار خرجوا "من دون تصريح" وأنهم يتحملون نفس المسؤولية التي تيحملها المتظاهرون المنتمون للنازية الجديدة.


وفي هذا الصدد استند ترامب في حديثه على العديد من النقاط التي يردهها القوميون البيض والناشطون المتطرفون، الذين يشكون من أن وسائل الإعلام والمؤسسات السياسية لا تولي اهتماماً كافيا لليساريين الذين يسمون أنفسهم "ضد الفاشيين"، وهي نقطة كانت شديدة الرواج في "تويتر" مع سخرية الآلاف من ترامب الذي بات في المخيلة الشعبية الليبرالية داعماً للنازية. وبالتالي لم يكن مفاجئاً على الإطلاق أن يقوم ديفيد ديوك، زعيم كو كلوكس كلان السابق، بالتغريد في "تويتر" من أجل شكر الرئيس على "الصدق والشجاعة" في إدانة "الإرهابيين اليساريين"، في مشهد يعكس الاستقطاب العالمي الجديد بين اليمين واليسار وانحسار الوسط في كل منهما إلى حد كبير.


واتهم عدد كبير من المغردين الرئيس الأمريكي بدعم النازيين الجدد أو العنصريين البيض ودعم أجنداتهم عبر خطاباته ضد المهاجريين، وطالب بعض المغردين من أعضاء مجلسي الشيوح والنواب في الكونغرس باتخاذ إجراءات فورية ضد ترامب لعزله.


ولم تتوقف دعوات عزل ترامب على "تويتر" فقط، بل خرجت صحيفة "نيويورك تايمز" بافتتاحية تناولت فيها تغير مزاج ترامب من جديد لصالح النازية الجديدة واليمين المتطرف، ورغم أنها لم تشر صراحة إلى عزل ترامب، إلا أنها خرجت بخلاصة تفيد بأن "سلوك ترامب أصبح غير مدهش ولا مفاجئ بشكل مثير للقلق، فموقفع الافتراضي الدائم هو الانتقام والأخذ بالثأر، وعندما يتم تهديده يقوم باللجوء للكلام المنمق والمجاملات"، معتبرة أنه بينما يأمل كثير من سياسيي واشنطن في إدخال شيء من التوازن للإدارة عبر تعيين الجنرال المتقاعد جون كيلي، في منصب كبير موظفي البيت الأبيض، أو دعوات طرد كبير استراتيجي البيت الأبيض والمنظر المعروف للشعبوية اليمينية ستيفن بانون، إلا أن المشكلة "ليست في أولئك الموظفين أنفسهم، بل في رأس الإدارة نفسها" أي ترامب.


وفي كافة تغريداته في "تويتر" بدا كأن ترامب منفصل عن ذاته للحظات لأنه لم يقدم نفس الأسلوب الهجومي العنيف الذي اشتهر به خاصة أن مواطنة أميركية بريئة قتلت وسط أعمال عنف وشغب، لك ترامب لم يذكر اطرافاً مثل النازيين الجدد أو المتفوقين البيض على الإطلاق، بل استخدم عبارة "كثير من الأطراف" في معرض "إدانته" لما جرى. وهو ما اثار سعادة غامرة في المواقع اليمينية المتطرفة، وعلى رأسها موقع "دايلي ستورمر" الذي وصف تعليقات ترامب المحتلفة بأنها جيدة وأشادت بخروج الرئيس من الغرفة ورفضه الإجابة عن سؤوال حول القوميون البيض الذين يدعمونه بشدة ورفضه إدانة تصرفات النازيين الجدد على حد سواء.


وفي كل هجوم أو اضطراب أمني حدث في الولايات المتحدة أو أي مكان من العالم، كان ترامب يخصص وقتاً للتغريد في "تويتر" للحديث عن وجهة نظره وتقديم الاتهامات لجماعات عرقية ودينية مختلفة، لدرجة مهاجمته أشخاصاً بالاسم فيما يخص الاضطرابات الأمنية، وبرز ذلك بشدة في هجوم لندن أوائل شهر حزيران/يونيو الماضي عندما غرد الرئيس قبل أن تصدر أي تعليقات رسمية حول الموضوع الحساس، وتبع كل ذلك بهجوم عنيف على عمدة لندن المسلم صادق خان.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها