الإثنين 2017/08/14

آخر تحديث: 14:16 (بيروت)

"وادي السيليكون" و اليمين الأميركي: المعركة تحتدم!

الإثنين 2017/08/14
"وادي السيليكون" و اليمين الأميركي: المعركة تحتدم!
ناشطي ناشطو اليمين الراديكالي مستاؤون لعدم تمكّنهم من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي بالقدر الذي يودون (غيتي)
increase حجم الخط decrease
تخوض شركات الانترنت في وادي السيليكون معركة محتدمة مع اليمين الأميركي المتطرف، الذي يتهمها بالتعدّي على حرية التعبير، إثر قيام عدد من الشركات بحظر حسابات تابعة لناشطين وأعضاء من أقصى اليمين والنازيين الجدد، نتيجة لانتهاكهم قواعد وقوانين المنصات الاجتماعية ونشرهم محتويات تؤجج الكراهية والتمييز العنصري.

وعليه، باتت حركات ومجموعات اليمين المتطرف في الولايات المتحدة تُدرك أن التعديل الأول في الدستور الأميركي لا يحميهم من إجراءات وادي السيليكون، ما دفعهم للجوء إلى قنوات ومنصّات بديلة لحشد التأييد لهم والترويج لآرائهم وتحركاتهم، إضافة إلى تأمين قنوات نقل الأموال والتمويل الجماعي عن طريق الانترنت، وهو ما برز بشكل لافت في الأسابيع الماضية، حيث كثّف النازيون الجدد والقوميون البيض والشخصيات اليمينية المتطرفة الأخرى من جهودهم في هذا الإطار، في سياق تحضيراتهم لتظاهرة "وحّدوا اليمين"، التي شهدتها بلدة تشارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا الأميركية، والتي أرادوا لها أن تكون واحدة من أكبر المسيرات من نوعها، ولاحقاً أكدّوا أنهم تمكنّوا من حشد الآلاف من أتباعهم إلى تشارلوتسفيل، على الرغم من حرمانهم من خدمات شركات التكنولوجيا الرئيسية مثل "فايسبوك" و"تويتر" و"إير بي إن بي" ومواقع التمويل الجماعي "باتريون" و"غو فاند مي" وغيرها.

وفي حين أسسّ هؤلاء مبادرات تمويل جماعي بديلة مثل Hatreon و WeSearchr و Counter.Fund، فإن موقع "غاب" Gap شهد كذلك هجرة جماعية لمستخدمين من القوميين البيض وناشطين في حركات اليمين المتطرف، وهو عبارة عن شبكة اجتماعية خالية من الاعلانات تعرّف عن نفسها على أنها "منصة للمبدعين الذين يؤمنون بحرية التعبير والحرية الفردية والتدفق الحر للمعلومات في الانترنت"، والتي يعتبر مؤسسها، أندرو توربا، أنّ "خطاب الكراهية يندرج في إطار حرية التعبير"، وما قامت به شركات وادي السيليكون هو "رقابة وتقييد لهذه الحرية"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "لوس أنجلس تايمز".

وذكرت الصحيفة الأميركية أنّ اللجوء لموقع التمويل الجماعي Hatreon، سمح بالتبرّع لشخصيات مؤثرة من القوميين البيض مثل ريتشارد سبنسر والنازي الجديد أندرو أنجلين. وكشفت عن أنه لسبنسر حتى الآن 34 من الرعاة الذين يتبرعون له بمبلغ 362 دولار أميركي شهرياً، علماً أن سبنسر تم حظر حسابه في موقع "إير بي إن بي" وفي خدمة "ساوند كلاود". أما أندرو أنجلين، وهو مؤسس ورئيس تحرير صحيفة "ديلي ستورمر"، فإنه يتلقى مبلغ 869 دولار أميركي شهرياً من 50 مانحاً، وسبق أن أقيمت دعوى قضائية ضدّه على خلفية حملة تحريض قادتها صحيفته ضد امرأة يهودية. ومن أجل تأمين تكاليف وكيله القانوني، لجأ أنجلين وقتها لموقع WeSearchr للتمويل الجماعي المدعوم من "اليمين البديل"، حيث استطاع الحصول على مبلغ 150 ألف دولار من المانحين.

لكن على الرغم من لجوء اليمين المتطرف لمنصات ومصادر تمويل بديلة، إلا أنّ شركات وادي السيليكون وجدت نفسها تنساق لسجالات سياسية رغماً عنها، خصوصاً وأن المسألة أخذت طريقها إلى النقاش العام ولم تعد محصورة في أروقة الشركات الكبرى.  وفي السياق، أوضح المستشار لدى "تيك أناليسيس ريسيرتش"، بوب أودونيل أن في وادي السيليكون "هناك عدد كبير من الأشخاص المهتمين بصورة خاصة بالتكنولوجيا والذين يودون البقاء خارج السياسة"، مضيفا "أنهم يجدون أنفسهم في وسط هذه السجالات وفي وضع صعب".

وفيما يرى الخبير الاستراتيجي في التواصل الرقمي لحساب منظمات يسارية، آلن روزنبلات، أن ناشطي اليمين الراديكالي مستائين لعدم تمكّنهم من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي بالقدر الذي يودون، فإنّه يحمّل الأخبار الكاذبة التي انتشرت خلال حملة الانتخابات الأميركية عام 2016، جزءاً من المسؤولية، مشيراً إلى أن "الرئيس دونالد ترامب هو الداعم الأكبر لليمين البديل، فهو يعطي بعداً سياسياً لهجماتهم ضدّ التنوّع والمساواة في العمل".

لكن الأمور قد تأخذ وجهة أخرى، بحسب ما يقول المستشار لدى "تيك أناليسيس ريسرتش"، بوب أودونيل، الذي يرى أن إن شبكات التواصل والشركات التكنولوجية الأخرى قد تنقسم في نهاية المطاف إلى خطوط سياسية، على غرار ما حصل في وسائل الإعلام التقليدية. إذ إننا قد نشهد بعد وقت تطورا نحو شبكة اجتماعية أكثر إلى اليسار، وأخرى أكثر إلى اليمين، لأنه بات من الصعب للغاية لزوم الوسط. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها