الخميس 2017/07/27

آخر تحديث: 15:56 (بيروت)

روسيا تجسّست على حملة ماكرون عبر "فايسبوك"

الخميس 2017/07/27
روسيا تجسّست على حملة ماكرون عبر "فايسبوك"
24 حساباً أنشئت في "فايسبوك" لمراقبة مسؤولي حملة ماكرون (غيتي)
increase حجم الخط decrease
كشفت وكالة "رويترز" أن عملاء للمخابرات الروسية حاولوا التجسس على الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، هذا العام عن طريق إنشاء صفحات بأسماء مستعارة في "فايسبوك"، بحسب تصريح عضو في الكونغرس الأميركي ومصدران مطلعان.

وقال المصدران إن نحو 24 حساباً جرى إنشاؤها في "فايسبوك" لمراقبة مسؤولي حملة ماكرون وبعض المقربين منه أثناء سعيه لإلحاق الهزيمة بزعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، ومرشحين آخرين خلال جولتي الانتخابات الرئاسية. وشملت حملة التجسس أفراداً روس ظهروا على أنهم أصدقاء لأصدقاء مساعدي ماكرون، وحاولوا جمع معلومات شخصية منهم. كما أن موظفي "فايسبوك" لاحظوا، بحسب المعلومات التي حصلت عليها "رويترز"، تلك الجهود خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية وتعقبوها ليكتشفوا أنها أدوات استخدمتها سابقاً وحدة المخابرات العسكرية الروسية "جي آر يو".

من جانبها، أبغلت شركة "فايسبوك" مسؤولين أميركيين بأنها لا تعتقد بأن المعلومات التي استخلصها الجواسيس الروس كانت بالعمق الذي يمكّن من الوصول إلى هدف تنزيل برامج خبيثة أو الحصول على معلومات المرور إلى الحسابات، وهو ما تعتقد الشركة بأنه كان الهدف الرئيسي للعملية برمّتها.

وأوضحت "رويترز" أن وحدة المخابرات العسكرية الروسية هي ذات الوحدة المتهمة بالتسلل الإلكتروني إلى اللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية العام الماضي وغيرها من الأهداف السياسية. وأشارت الوكالة إلى أن الوحدة لم ترد على طلب للتعليق.

ووفقاً للوكالة فإن عملية التسلل الالكتروني إلى حسابات مسؤولي حملة ماكرون نجحت ونشرت محتوياتها في الإنترنت في آخر أيام الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية. ولم يتهم مسؤولو إنفاذ القانون والمخابرات في فرنسا علنا أي شخص، فيما يتعلق بعمليات التسلل الإلكتروني المرتبطة بالحملة الانتخابية.

وأكدت شركة "فايسبوك" لـ"رويترز" أنها اكتشفت حسابات للتجسس في فرنسا وأنها أبطلتها. وقالت إن الفضل في ذلك يعود لأدوات كشف آلية مطورة إضافة إلى جهود بشرية مكثفة لكشف الهجمات المعقدة. ويأتي ذلك بعدما أعلنت "فايسبوك" في نيسان/أبريل الماضي أنها اتخذت إجراءات ضد الحسابات الوهمية التي نشرت معلومات مضللة عن الانتخابات الفرنسية.

وأبلغ مسؤولو "فايسبوك" أعضاء لجنة في الكونغرس وغيرهم بما توصلوا إليه. وقال أشخاص على صلة بالمناقشات إن عدد الحسابات التي جرى تعليقها في فرنسا بسبب أنشطة دعائية أو خبيثة، كثير منها على صلة بالانتخابات، قفز إلى 70 ألفا مقارنة بعدد 30 ألف حساب كشفت "فايسبوك" عن إغلاقها نيسان/أبريل الماضي.

ونفت روسيا مرارا التدخل في الانتخابات الفرنسية سواء عن طريق التسلل الإلكتروني أو تسريب رسائل البريد الإلكتروني والوثائق. وقالت أجهزة مخابرات أميركية لـ"رويترز" في أيار/مايو الماضي إن متسللين على صلة بالحكومة الروسية تبين أنهم متورطين في التدخل في الانتخابات الفرنسية، لكنها لم تقدم أدلة قاطعة على أن الكرملين أمر بعملية التسلل الإلكتروني.

بموازاة ذلك، أعلنت شركة "فايسبوك"، الأربعاء، أنها أنها ستقدم تمويلاً مبدئياً قدره 500 ألف دولار لمنظمة غير ربحية تهدف للمساعدة في حماية الأحزاب السياسية ونظم التصويت ومزودي المعلومات من المتسللين الإلكترونيين والهجمات الدعائية. ويقود المبادرة التي يطلق عليها "الدفاع عن الديموقراطية الرقمية" رؤساء سابقون في الحملتين الانتخابيتين للديموقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري ميت رومني، وستنطلق مبدئياً من "كلية كنيدي" في جامعة "هارفارد" التي أعلنت عن المشروع الأسبوع الماضي.

وقالت "فايسبوك" إنها تتمنى أن يُسهم مشاركون آخرون في تحويل المشروع إلى مركز مستقل لتبادل المعلومات، يديره أعضاؤه.  وأعلن، أليكس ستاموس، مسؤول الأمن في "فايسبوك" عن المساعدة المالية خلال افتتاح مؤتمر عن أمن المعلومات في لاس فيغاس، الأربعاء، لكنه رفض الكشف عن المبلغ الإجمالي الذي تنوي "فايسبوك" ضخّه في المشروع.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها