الأحد 2017/07/23

آخر تحديث: 19:16 (بيروت)

"MTV": لا مفاضلة بين حزب الله والارهاب

الأحد 2017/07/23
"MTV": لا مفاضلة بين حزب الله والارهاب
وحين نُخيّر بين السيّد حسن نصرالله وبين أبو مالك التلي فلن نتردّد في الاختيار، لا بل لن نقبل بمجرّد المقارنة
increase حجم الخط decrease
التأويل بأن قناة "أم تي في" بدلت سياستها باتجاه مناغمة حزب الله، بعد انطلاق عمليته في جرود عرسال، ينقصه النظر في طبيعة المعركة التي باتت معركة لبنانية جامعة ضد الارهاب، يجتمع عليها المسيحيون والمسلمون، ولا يمكن أن تكون "أم تي في" خارج هذا الكادر. 

طبيعة المعركة اللبنانية ضد المجموعات الارهابية، تفرض أداء لا يختلف عن الاداء الاعلامي اللبناني بمعظمه. فالقناة التي تتسم علاقتها بخصومة سياسية مع حزب الله، لم تطبّع علاقتها مع الحزب، كما بدا، لكن ظروف المعركة فرضت محاكاة اعلامية لاعلام الحزب، وهو، في الواقع، المصدر الرئيسي للمعلومات. 

والضخ الاعلامي المواكب لمعركة الجرود، يتماثل في المضمون ومصدر المعلومة. فالاعلام الحربي، يمثل أبرز المعلومات الخارجة من المعركة، بينما تقدم "الوكالة الوطنية للاعلام" القسم الثاني من المعلومات. وعليه، لا مصادر معلومات أمام الشاشات الا المصدران، حيث تقدم الوكالة تفاصيل مرتبطة بالجرود، بينما يقدم "الاعلام الحربي" الصور. 

أما المضمون المتشابه بين القنوات، فهي نتيجة حتمية لسياق "الحرب على الارهاب". تلك الحرب تحظى بتأييد سياسي واسع، ومسيحي خصوصاً الى جانب الطرف القريب من حزب الله، فيما يواكب الجيش المعركة باجراءات أمنية تمنع تسلل المسلحين، ما يعني أنه منخرط، في اطار دور دفاعي، في معركة ضد مسلحين استهدفوا جنوده، ويأسرون 9 منهم، ومارسوا ارهابهم ضده منذ العام 2013، وخاض معارك ضدهم منذ ذلك الوقت.

انطلاقاً من ذلك، من المبالغة القول ان "ام تي في" بدلت في سياستها تجاه الحزب. فالقناة لم تحظَ بفرصة المواكبة العسكرية المباشرة، ولم تحصل على معلومات خاصة من الحزب، إسوة بقنوات أخرى، لكنها تفاضل بين طرف لبناني يقاتل ارهاباً استهدف اللبنانيين، رغم الخصومة السياسية معه، وبين الارهابي نفسه، وهو ما قالته في مقال لا يحمل توقيعاً، ونشر في موقعها الالكتروني اليوم. 

أما المواكبة الساخنة للحدث، واستخدام مصطلحات مثل "الارهابيين" لوصف المسلحين، و"شهداء" لعناصر الحزب الذين يسقطون في المعركة، فهو ليس تبدلاً عقائدياً واستراتيجياً في سياسة المحطة. وبالتالي، لا تستدعي كل هذا التفاجؤ في مواقع التواصل الاجتماعي. 

وكان مغردون من أنصار حزب الله، توقفوا عند تغطية "أم تي في" بوصفها تطوراً في سياستها. وقالت في مقدمة أخبارها مساء السبت: "اليوم الثاني لهجوم حزب الله على جرود عرسال بقصد انهاء الحال الارهابية المتحصنة في السلسلة الشرقية، يمكن استخلاص النتائج الاتية: اولا: الحزب يحقق نجاحا اكيدا، ويوسع رقعة سيطرته على حساب المسلحين. ثانيا: الحرب قد تطول او تقصر، بحسب ما تفرضه المعركة من متطلبات. ثالثا: لن يبقى اي هجوم للمسلحين في الجرود، ولن تكون هناك مناطق عاصية تتحول الى جبهات تقليدية". 

واثر تكرار تلك التساؤلات، نشرت "ام تي في" مقالاً شرحت فيه وجهة نظرها، قائلة:
قد نختلف مع حزب الله أحياناً، وقد ينتقده بَعضُنَا أحياناً، وهذا حقّ. ولكن، حين يسقط للحزب مقاتلٌ في حربٍ مع الإرهاب، فهو شهيدٌ. وحين نُخيّر بين السيّد حسن نصرالله وبين أبو مالك التلي فلن نتردّد في الاختيار، لا بل لن نقبل بمجرّد المقارنة. 
غداً أو بعده، أو في الأيّام القليلة المقبلة، سنحتفل بالقضاء على الإرهابيّين في الجرود، وعلى إراحة عرسال منهم، وسنحتفل أيضاً بما حقّقه الجيش الذي يقف بالمرصاد للمتسلّلين.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها