الثلاثاء 2017/06/27

آخر تحديث: 16:06 (بيروت)

أصالة السياسية

الثلاثاء 2017/06/27
أصالة السياسية
increase حجم الخط decrease
محاولة تحوير قضية توقيف اصالة في مطار بيروت، باتجاه سيق الاتهامات للسلطات اللبنانية بأنها مخترقة من قبل النظام السوري، هو شطط سياسي لا يراعي الوقائع.. كما أن اتهام السلطة نفسها من قبل خصوم المعارضة السورية وباعتبار أصالة نفسها معارِضة، بأن الدولة تساهلت وتراخت في معاقبتها، هو هذيان سياسي أيضاً. الرأيان لا يراعيان المنطق الذي يحكم قضايا مشابهة، ويكرسان انحدار مستخدمي "السوشيال ميديا" الى مستوى اشاعة الخطيئة، وادانة الخصم، بلا أي دليل. 
على أن التشكيك في الواقعة، أو اثباتها، أو تحويرها باتجاه اتهامات غير واقعية، هو ترف اعتاد عليه مستخدمو مواقع التواصل بهدف تحشيد الرأي والمزايدة السياسية. ورغم أنها لا تبدل في وقائع قانونية، الا أنها تعيد تشكيل صورة اصالة في ذهن مريديها وكارهيها، كما تقتضي حاجة الطرفين. 

ولا جدال في أن اقتياد قضية اصالة الى المنحى السياسي، معطوف على تشكيل مواقفها السياسية لصورتها الاعلامية على مدى أكثر من 30 عاماً. فإلى جانب موهبتها الفنية التي حاكت احاسيس الكثير من مستمعيها، غنت الاناشيد الوطنية السورية التي تمجّد بالسلطة وشبيبة البعث، وصولاً الى غنائها "حماك الله يا اسد". وبعد اندلاع الأزمة السورية، اتخذت اصالة موقفاً مضاداً لموقفها الاول، دافعت عنه بصلابة وحدّة، فوضعت في رأي الموالين للأسد، في خانة "ناكرة الجميل". 

في الواقع، لم تكن وسائل الاعلام التي شكلت صورتيها، بقدر ما المواقف نفسها هي التي ساهمت في تحديد حجم انتشارها. المواقف نفسها، عكست الانقسامات حولها أخيراً في مواقع التواصل الاجتماعي، على سبيل ادانة اصالة" بوصفها "مهربة مخدرات"، أو ادانة السلطات اللبنانية بوصفها "تعاقب خصوم الأسد وتقتص منهم". 

الرأيان، يعتبران امتداداً للانقسام حول أصالة المستمر منذ 2011. وهما، في الواقع، هشّما صورة أصالة، كونهما حادا عن توصيفها كمطربة، وحصرا حيثيتها في الموقف السياسي، وشرّعا استهدافها والاقتصاص منها، على ضوء توقيفها بتهمة حيازة المخدرات، أو الدفاع عنها بسيق الاتهامات للسلطات اللبنانية. ما ورد في مواقع التواصل الاجتماعي، باختصار، مقيت ومقزز.
 
انتهت قضية اصالة اثر اطلاق سراحها. وقالت أصالة في تدوينة نشرتها عبر حسابها الرسمي في إنستغرام، إنها لم تعتد أن تفسر أو توضح أو أن تكون بمكان المتّهم، ليس لثقتها بنفسها بل لأنها ومنذ صغرها وهي بين الناس. وأضافت: "بيروت حبيبتي وتوأمي والناس اللي فيها بتساعدني وبتحبني أكتر بكتير من غيرهم... أنا بحسّ حالي خلقت فيها وبعشق كلّ ذرّه من ترابها... ومارح أزعل منها كتير لأنّه ما لها ذنب".
وتوجّهت أصالة بالشكر لمن ساعدها في لبنان، قائلة: "شكراً لكلّ اللي ساندوني وساعدوني من كبار هالدولة اللي بيتعذبوا أكتر منّي ليضلّوا كبار". كما توجهت لمهجاميها سائلة إياهم: "ليش لازم كون مُتّهمه وملوّثه ليكتب قلمكم عنّي؟ ممنوع كون حرّه؟ ممنوع طالب بالعدل؟ ممنوع كون بشر متل البشر اللي خلقهم الله ليكونوا جنب بعض؟"
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها