الإثنين 2017/06/19

آخر تحديث: 18:42 (بيروت)

"لواء المعتصم": تدريب يشمل حقوق المدنيين.. والموسيقى روك!

الإثنين 2017/06/19
increase حجم الخط decrease
تظهر التسجيلات التي نشرها "لواء المعتصم" التابع للمعارضة السورية، الأحد، تغيراً مثيراً للاهتمام في مزاج المعارضة السورية المسلحة. فمع تركيز اللواء على حقوق الإنسان والحقوق المدنية، خلال تدريب مقاتليه، يميز الفصيل التابع للجيش الحر نفسه عن الفصائل الإسلامية، والتي كانت إلى حد كبير تحتكر المشهد البصري في سوريا خلال السنوات الماضية، بعد تحول الثورة نحو العسكرة ثم الأسلمة.


الحديث هنا عن مقاطع الفيديو والصور التي نشرها اللواء في صفحته الرسمية في "فايسبوك" لتخريج الدفعة الثالثة من معسكر المهام الخاصة، ورغم أن الإنتاجات نفسها تعتبر الجزء الثالث لسلسلة من التسجيلات السابقة، إلا أن البُعد الأيديولوجي للتدريب العسكري كان جوهر الإنتاجات الجديدة مقارنة بتركيز الأجزاء السابقة على التدريب العسكري البحت.

وفي مقطع فيديو عالي الدقة يقوم المقاتلون، من فئة المهمات الخاصة، للمرة الأولى ضمن الجيش الحر، بتدريبات برمائية تشمل اختصاصات عديدة وبتقنيات حديثة ومتطورة، فيما يبدو للوهلة الأولى أنه تدريب في منطقة من مناطق الأمازون أو لقطة من لقطات تلفزيون الواقع، مع موسيقى روك صاخبة تقول بصراحة أن أولئك المقاتلين مفتولي العضلات، لا ينتمون لتيارات إسلامية، ويغيب اللون الأسود الذي لطالما طغى على ثياب المقاتلين الإسلاميين لصالح الثياب العسكرية التقليدية والتي تتداخل فيها ألوان متنوعة.



من نافل القول هنا أن أعلام الجماعات الإسلامية والرايات ذات الشعارات الدينية، وحتى شعارات لواء المعتصم نفسه، تغيب بالكامل، لصالح علم وحيد هو علم الثورة السورية، كرمزية لسوريا علمانية تضم كافة الانتماءات والتوجهات على ما يبدو، وهي قيم لطالما رددتها الحملات الإلكترونية التي كانت تدعم الجيش الحر في السنوات الماضية.

يتأكد ذلك في مقطع فيديو آخر، يتحدث فيه أحد المدربين في اللواء، النقيب جميل لالا، لـ"المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية"، ويتحدث فيه عن قيم مختلفة في التدريب العسكري، مثل التدريب على الغاية من حمل السلاح قبل حمل السلاح نفسه، "لأن حامل السلاح من دون عقيدة، يسمى قاطع طريق"، وهي تسمية خفيفة مقارنة بالإرهاب الذي بات صفة لكثير من التنظيمات المقاتلة في سوريا.



وفي سياق التدريبات يتم التأكيد على وطنية الفصيل كنواة لجيش وطني مستقبلي لكل السوريين، فضلاً عن تعليم المقاتلين عن قيم مثل "حقوق المدنيين" و"القانون الدولي" و"ِشريعة حقوق الإنسان"، وكيفية التعامل مع المدنيين في النزاعات المسلحة، وعدم التمييز بين السوريين في هذا الإطار، بناء على الانتماءات الدينية والطائفية أو العوامل الجندرية وغيرها.

كثير من التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تساءل عن هوية أولئك المقاتلين بالتساؤل عن الجهة التي يعادونها، وهنا يقول لالا بأنه "ليس لدينا عدو واحد محدد، بل هناك النظام والإرهابيون التكفيريون أيضاً الذين يجب اقتلاعهم من هذا البلد" مشيراً إلى قدرة التنظيم على اجتذاب العديد من الشباب الذين انضموا سابقاً لتلك التنظيمات، وأن كل ذلك ضروري من أجل "بناء الوطن".


بالتالي يشكل اللواء المتمركز شمالي حلب، واحداً من البدائل، في واحدة من أبرز العمليات السورية المستقبلية، وهي فرز المسلحين في إدلب وشمال سوريا تحديداً، إلى معتدلين أو إرهابيين تابعين لتنظيم "القاعدة"، مثل جماعة "فتح الشام" الأكثر راديكالية في الشمال السوري. علماً أن ذلك الفصل بدأ يتحدد بشكل أوضح، مع الأنباء التي تحدثت عن قرب انضمام حركة "أحرار الشام" في اتفاقية الهدنة المعروفة بوقف الأعمال العدائية في المناطق الأربع، إضافة لإعلان الحركة اعتمادها "القانون العربي الموحد" في محاكمها بدلاً من الشريعة الإسلامية في تغير أيديولوجي كبير.

يذكر أنه سبق للواء أن خرّج دفعتين سابقتين من معسكر المهام الخاصة التابع له، ودفع بهما في العمليات العسكرية التي كانت تدور مع "داعش" ضمن عمليات درع الفرات بالتنسيق مع الجيش التركي شمال سوريا، علماً أن اللواء يعتبر من أبرز فصائل الشمال السوري، ونشر أحد قادته في وقت سابق قراراً للتحالف الدولي يقضي بتسليم مدينة تل رفعت وقرى عديدة في محيطها إلى "اللواء".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها