الأربعاء 2017/05/03

آخر تحديث: 18:46 (بيروت)

نانسي ضحية "خدعة التطبيع": الإسرائيلي محام وليس رجل أعمال

الأربعاء 2017/05/03
نانسي ضحية "خدعة التطبيع": الإسرائيلي محام وليس رجل أعمال
increase حجم الخط decrease
أثارت الصورة التي انتشرت خلال الأيام الأخيرة للفنانة اللبنانية نانسي عجرم مع مَن قيل إنه رجل أعمال إسرائيلي يُدعى دان سافيون، في مكان يُرجح أنه في مطار قبرصي، ضجة كبيرة، ما حدا بالبعض إلى تصديق "الرواية" التي انتشرت على اساس أنها قصة الصورة المذكورة، والتشكيك في وطنية نانسي.


"المدن" تتبعت كل وسائل الإعلام الإسرائيلية، سواء الصادرة اليوم الأربعاء، أو في الأيام الماضية، فلم تجد كلمة واحدة عن الموضوع، ومن المعلومات المتوافرة عن هذا الشخص على صفحته الشخصية في "فايسبوك" أنه محام وليس رجل أعمال كما أُشيع. ويبدو من تاريخ الصورة التي نشرها عبر صفحته أنها تعود إلى 19 آذار/مارس الماضي.

ومن خلال تتبع صفحة الإسرائيلي الذي عرّف عن نفسه بهذا الإسم، يتضح أن وظيفته "محامٍ" كما هو موجود في صفحته باللغة العبرية، وقد لا يكون ذلك صحيحاً، فرجال الموساد، كما يقول فلسطينيون داخل الخط الأخضر، لهم صفحات عديدة في "فايسبوك" بأسماء وهمية، بل ويتجولون في دول عربية وأجنبية بجوازات سفر غربية وحتى عربية، وبعضهم تتكرس مهمتهم في فهم "عقلية" العرب، إضافة إلى التسبب بإحراجات لشخصيات عربية شهيرة لديها جماهيرية لا سيما في عالم الفن، واستغلالها في جوانب معينة تخدم التطبيع الشعبي العربي مع اسرائيل، وليس على المستوى الرسمي، لأن تل ابيب تقول أن العديد من الأنظمة العربية يتعاون مع إسرائيل في مجالات متعددة لكن سراً.

وسارعت عجرم لنفي الحادثة، والتأكيد على حبها لبلدها لبنان، وأنها مواطنة عربية لبنانية، وأنها دائماً تلتقط الصور التذكارية مع المعجبين في المطارات، من دون سؤالهم عن هوياتهم وجنسياتهم ومعتقداتهم، مضيفة في سلسلة تغريدات في "تويتر": "لا أسمح لمطلق إنسان حتى من محاولة الإقتراب من وطنيتي"، وختمت بيانها المقتضب بالقول: "أكتفي بهذا القدر من الردّ على كل ما أشيع وهدفه الإساءة لي مباشرة"، وأرفقت ذلك بهاشتاغ #لبنانية_عربية_حتى_الرمق_الأخير.


وبعد حادثة صابر الرباعي، يبدو أنه تم استغلال الأمر في سياق آخر مع عجرم، سواء من هذا الإسرائيلي أو من جهات معينة، علماً أن اسرائيل تحاول رسمياً أن تستغل هذه الأخبار عموماً للدفع باتجاه التطبيع قدر الإمكان من باب أن "كثرة الحديث عن غير العادي"، يُصبح "عادياً" ذات يوم.

وتُذكر هُنا تلك الصورة التي جمعت الفنان التونسي صابر الرباعي، على جسر الملك حسين، بأحد الضباط الإسرائيليين، من دون معرفته بذلك، خصوصاً أنه لمس تفاعلاً ايجابياً من قبل رجال السلطة الفلسطينية الذين بجانبه مع ذلك الضابط.

القضية لا تنفصل عن مساعي الناطق باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي أدرعي، للإعراب بين الفينة والأخرى عن "إعجابه بالعديد من الفنانين العرب وأنه يتحمس لمتابعة برامج المسابقات الغنائية على الشاشات العربية"، والانتاجات مثل "باب الحارة".

وتجد اسرائيل في استغلال "التطبيع" من زاوية "الفن" مدخلاً مهماً، فهؤلاء الفنانون يحظون بشعبية ولديهم جمهورهم، لكنهم في الوقت نفسه قد لا يتقنون فن السياسة ومعرفة تعقيدات الحالة الفلسطينية، فيتم تجيير تعابير بسيطة منهم لأهداف معينة، من دون أن يدركوا في لحظة معينة أو على الأقل في لحظة الحدث، ليكتشفوا أنهم وقع في الفخ من دون أن يدروا.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها